«مصر والسعودية» روابط تاريخية ونموذج للعلاقات العربية.. يد واحدة في مواجهة المخاطر الخارجية - تحقيقات وملفات


لا يأتى التأكيد على متانة العلاقات التى تجمع مصر بالمملكة العربية السعودية من فراغ، وإنما نتاج لمواقف تاريخية متعددة، ربما لا يمكن حصرها، فى إطار احترام متبادل بين الدولتين هدفه تحقيق المصالح المشتركة وخدمة القضايا العربية، وفى ظل متغيرات دولية وإقليمية أثبتت أن التعاون المصرى السعودى الضمانة الأساسية لكل مهددات الأمن القومى العربى التى تعددت خلال العقد الأخير.

والحديث عما بلغته العلاقات المصرية السعودية لم يكن قاصراً على ما يصدر من القاهرة أو الرياض، بل إن كثيراً من الدراسات الأجنبية تحدثت بشكل واضح عن المساعى المتواصلة بين الدولتين لتعزيز الروابط والتعاون بين الدولتين، إذ وصفت دراسة لمعهد واشنطن الأمريكى العلاقات بين البلدين بأنها تشهد توسعاً غير مسبوق فى التعاون والروابط بين البلدين، موضحاً أن هذا السعى المتواصل لتعزيز الروابط والتعاون يعود إلى إدراك الدولتين لحجم التهديدات والمخاطر التى تهددهما، كما أن العلاقات الاقتصادية والتعاون الاقتصادى تحولا إلى أسس متكاملة كل منهما يكمل الآخر.

وأشار المعهد فى دراسته إلى أن هذه العلاقات ليست قاصرة على الفترة الأخيرة فقط، بل هى علاقات تاريخية، مشيراً إلى تشعبها فى كافة المجالات حتى على مستوى العلاقات بين الشعبين والتأثير المتبادل بينهما.

وأشارت الدراسة إلى أن العلاقات ين الدولتين قادرة على تجاوز جميع التحديات وأية عقبات، خصوصاً عندما يتعلق الأمر بالمخاطر الخارجية التى تواجه الدولتين.

صمام أمان ضد الفوضى

العلاقات بين المملكة العربية السعودية ومصر دائماً كانت صمام الأمان للعالم العربى، خاصة منذ الغزو الأمريكى للعراق وإسقاط نظام الرئيس الراحل صدام حسين، وهو الحادث الذى فتح على المنطقة وعلى الدول العربية ما يمكن تسميته بـ«أبواب جهنم»، ولولا قوة مصر والسعودية وتعاونهما معاً لمواجهة المخططات الفوضوية التى استهدفت الدول العربية لانهارت جميع الدول العربية تباعاً، لكن القاهرة والرياض قدمتا معاً نموذجاً إيجابياً يدرك حجم التحديات والمخاطر التى نواجهها، وأنه ما من وسيلة للحفاظ على ما تبقى من الدول العربية إلا بالتعاون المصرى السعودى.

«العبيدى»: الشقيقتان لديهما إحساس مشترك بدعم الدول العربية المتعثرة بسبب أزماتها الداخلية

والجانبان المصرى والسعودى لديهما إحساس مشترك بأهمية دعم الدول العربية المتعثرة أو التى تواجه أزمات داخلية، خصوصاً العراق الذى يعانى أمام كثير من التحديات التى فرضت عليه إما لأسباب خارجية أو داخلية.

إن أى مواطن عربى لديه قناعة داخلية بأن مصر قوية والسعودية قوية والتعاون بينهما فى مصلحة كل الشعوب العربية، وضرورة لا مفر منها للوقوف أمام أية مخططات خارجية خصوصاً ما سمى من قبل بمخططات الفوضى الخلاقة التى كانت تريد إسقاط كل الدول العربية.

                                 حازم العبيدى سياسى عراقى

رؤية واحدة للقضايا الإقليمية

العلاقات المصرية السعودية علاقات متميزة على كافة المستويات وفى كافة المجالات، وإذا نظرنا إليها بنظرة شاملة نرى أن مصر والسعودية ركائز عربية كل فى موقعه الجغرافى وفى أهميته الاستراتيجية، فالمملكة أكبر دولة فى مجلس التعاون والأكبر عربياً فى آسيا وكذلك مصر فى أفريقيا.

«إسماعيل»: التعاون بين البلدين لتحقيق استتباب الأمن الإقليمى العربى فى ظل تداعيات الأزمات الدولية

إن القاهرة والرياض عبر التاريخ كان لهما دورهما المتميز فى الحفاظ على الأمن القومى العربى والتنسيق لدعم القضايا العربية المختلفة، وكانت حرب أكتوبر عام 1973 نموذجاً عملياً على هذا الأمر. والعلاقات استمرت تاريخياً بشكل جيد جداً وقدمت صورة تاريخية للتعاون العربى فى مختلف الأزمات سواء أزمة الخليج الثانية أو ما تعارف عليه بالغزو العراقى للكويت، وفى الوقت الحالى هناك تشارك فى مختلف المواقف بين الرئيس عبدالفتاح السيسى والقيادة السعودية بقيادة الملك سلمان بن عبدالعزيز وولى العهد الأمير محمد بن سلمان.

ولعل الجانب الاقتصادى شاهد على التعاون الكبير بين القاهرة والرياض، جنباً إلى جنب مع التنسيق المشترك تجاه مختلف القضايا العربية، مثل الأزمة اليمنية، كما أن مصر ترفض أى تدخل خارجى فى الشأن الخليجى، وشاركت القاهرة الرياض فى عدد من المناسبات الدولية مثل القمة العربية الصينية والقمة العربية الأمريكية.

وهناك تنسيق كامل بين الدولتين وأن العلاقات بينهما فى أحسن ما يكون، فى ظل أن الهموم مشتركة بين الدولتين وخصوصاً المخاطر التى تحيط بالدول العربية، كما أن القضايا العربية المختلفة كانت شاهدة على هذا التعاون، مثل الأزمات فى فلسطين وليبيا والعراق وسوريا، والتهديدات الدولية والمخاطر الإقليمية تفرض على الدولتين «الكبيرتين» العمل معاً وتنسيق الجهود، والعمل على التوصل إلى تسويات سياسية، ومن ثم فإن الشراكة والتعاون بين مصر والسعودية من شأنه تحقيق استتباب الأمن الإقليمى العربى الذى يواجه تحديات كبيرة فى ظل كثير من الأزمات الدولية التى نراها.

محمد صادق إسماعيل مدير المركز العربى للدراسات السياسية

التضامن العربى.. ركيزة أساسية

العلاقات المصرية السعودية نموذج حقيقى لما يجب أن تكون عليه العلاقات العربية العربية فيما يتعلق بالشراكة والتعاون والتشاور وتنسيق المواقف بين البلدين على نحو يساعد على تحقيق المصالح الخاصة بالدولتين، وفى نفس الوقت العمل على مساعدة الدول العربية الأخرى والتصدى للتهديدات التى تواجه الأمن القومى العربى.

إن حقائق الجغرافيا والتاريخ تشير بوضوح تام إلى أن العلاقات بين القاهرة والرياض علاقات شاملة لكافة مجالات التعاون ولديها رصيدها من العلاقات الأخوية التى تجسدت فى عديد من المواقف، والعمل المشترك بين الدولتين فى مواجهة كثير من التحديات. إن العلاقات بلغت حالة مثالية فى ظل وجود الرئيس عبدالفتاح السيسى والقيادة السعودية الحالية وتقوم بالأساس على الاحترام المتبادل والعمل المتكامل لتحقيق المصالح المشتركة، مؤكداً أن التعقيدات الدولية والإقليمية فرضت على الدولتين مزيداً من التعاون للتعامل مع هذه التعقيدات التى كانت لها انعكاسات كبيرة على مصالح مصر والسعودية ومصالح كل الدول العربية.

إن طبيعة هذه العلاقة جعلت العبء الأكبر فى تحقيق التضامن العربى يقع على عاتق القيادتين السعودية والمصرية، بل وكذلك على الصعيدين الإسلامى والدولى. وهناك مجموعة من الثوابت فى العلاقات بين البلدين عبر عنها الدعم السعودى الكبير لمصر فى مختلف الأزمات التى تمر بها، وفى المقابل فإن مصر دائماً ترفض أى تدخل فى شئون المملكة أو أى اعتداء خارجى يطول أرضها، فى إطار القناعة الراسخة بأن أمن الخليج العربى من أمن مصر. والجانب الاقتصادى والتجارى يأخذ بدوره منحنى متصاعداً خلال الفترة الأخيرة، تعبر عنه الاستثمارات السعودية فى مصر وكذلك حجم التبادل التجارى بين البلدين. إن مجالات التعاون والشراكة بين مصر والسعودية متشعبة ومتنوعة، وعلى المستوى الشعبى فالعلاقات قائمة على الأخوة.

                            د. أيمن سمير خبير علاقات دولية

تاريخ الخبر: 2023-02-07 21:20:21
المصدر: الوطن - مصر
التصنيف: سياسة
مستوى الصحة: 53%
الأهمية: 53%

آخر الأخبار حول العالم

ماكرون يطالب بمشاركة مبابي في أولمبياد باريس

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-06 18:25:48
مستوى الصحة: 56% الأهمية: 50%

القضاء يعزل بودريقة من رئاسة مقاطعة مرس السلطان

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-06 18:26:17
مستوى الصحة: 54% الأهمية: 64%

مبديع من زنزانته بـ"عكاشة" يستقيل من عضوية مجلس النواب

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-06 18:26:05
مستوى الصحة: 56% الأهمية: 60%

القضاء يعزل بودريقة من رئاسة مقاطعة مرس السلطان

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-06 18:26:21
مستوى الصحة: 56% الأهمية: 57%

مبديع من زنزانته بـ"عكاشة" يستقيل من عضوية مجلس النواب

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-06 18:25:59
مستوى الصحة: 51% الأهمية: 61%

المزيد من الأخبار

مواضيع من موسوعة كشاف

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

تحميل تطبيق المنصة العربية