سياسيون سودانيون: مصر كلمة السر فى جمع الفرقاء للتوصل إلى توافق وطنى وإنقاذ البلاد

شارك طيف واسع من السياسيين السودانيين وممثلى الأحزاب فى مفاوضات ومشاورات «سودانية- سودانية» برعاية القاهرة، بهدف التوصل إلى حل توافقى لأزمة إدارة السودان فى الفترة الانتقالية.

وثمّن المشاركون فى ورشة العمل المصرية لتقريب وجهات النظر بين الكتل والتيارات السياسية المختلفة جهود مصر لحل الأزمة، وأشادوا بحيادها ووقوفها على مسافة واحدة من جميع القوى السودانية، وتركيز جهودها على إنقاذ مستقبل السودان من مخاطر تفاقم الفرقة والنزاع بين أبناء البلد الواحد.

وقال السياسى السودانى على عسكورى، إن مصر لم تتوقف عن ممارسة دورها التاريخى بتقديم الدعم للسودان لحظة واحدة، وإنها وفرت أجواءً مناسبة لجمع القوى السياسية السودانية فى مكان واحد من أجل التشاور والسعى الجاد لإيجاد حل لأزمة الحكم.

وأضاف، لـ«الدستور»، أن عقد الورشة فى هذا التوقيت يؤكد أن مصر أقرب الدول للسودان وأكثرها تفاعلًا معه، لأن أى أحداث أو تطورات فى السودان تؤثر بالضرورة على مصر، وكذلك الأمر بالنسبة للسودان.

وتابع «عسكورى»: «تاريخ عريق يجمع البلدين، والعلاقة بين مصر والسودان أقدم علاقة بين شعبين، وهى قديمة قدم التاريخ، ولذلك من الطبيعى أن تحاول مصر جمع السودانيين، ومتوقع وواجب على مصر أن تدعم جهود السودان لتوحيد كلمته»، مؤكدًا أن مصر تقف على مسافة واحدة من الجميع، وأنها لا تتدخل فى الحوارات والنقاشات الدائرة بين القوى السياسية.

ولفت إلى أن المشاورات ما زالت تجرى على قدم وساق، وأنه جرى تشكيل عدة لجان، بحيث تتولى كل لجنة التباحث بشأن ملف أو قضية محددة، على أن تقدم كل لجنة توصياتها ليجرى جمع كل التوصيات فى وثيقة توافقية واحدة وإعلانها فى نهاية الاجتماعات، لتكون بمثابة إلقاء حجر فى المياه الراكدة، بما يمهد الطريق لحل أزمة الحكم بشكل نهائى.

وأوضح «عسكورى» أنه سيتسنى لجميع السودانيين والدول الصديقة ووسائل الإعلام الاطلاع على بنود الوثيقة التوافقية فور إقرارها. 

وواصل: «المجتمعون عازمون على التوصل إلى حل يُرضى جميع الأطراف لتوحيد كلمة السودانيين، فى ظل مشاركة ممثلين من ٣٥ مجموعة، جاءوا إلى القاهرة وكلهم إصرار على العودة إلى السودان برؤية واحدة توافقية وكمجموعة متماسكة لها وزنها لتستطيع أن تغير فى ملعب الأحداث السياسية، بما يمهد لتشكيل حكومة انتقالية تقود البلاد خلال الفترة المقبلة». 

وتابع «عسكورى»: «بالنسبة للاتفاق الإطارى السياسى المعلن فى ديسمبر الماضى، فإن القوى المجتمعة فى القاهرة حاليًا غير معنية بالاتفاق الإطارى الذى تبنته مجموعة المجلس المركزى، لأنها تسعى للوصول إلى وثيقة جديدة تجمع شمل السودانيين لاستكمال الفترة الانتقالية».

وأوضح أن الأزمة فى السودان أثرت بشكل كبير على البلاد بسبب عدم وجود حكومة تتولى الإدارة وتضع السياسات العامة وتسن التشريعات، مضيفًا أن القوى السياسية المجتمعة فى القاهرة تسعى للخروج من هذه الأوضاع والوصول إلى وضع انتقالى فيه حكومة متفق عليها حتى تستطيع وقف التدهور، واستعادة الاستقرار ثم البناء والتطوير. 

وأشار إلى أن أكبر قضية يجب حلها فى السودان هى قضية الإقصاء الذى تمارسه مجموعة المجلس المركزى، ولذلك فإن القوى المشاركة فى اجتماع القاهرة مصرة على أن ترحب بمشاركة كل القوى السياسية الراغبة فى الانضمام إليها، مع التأكيد على إقصاء حزب المؤتمر عن تحديد الخطوط العريضة للفترة الانتقالية باعتباره الحزب الحاكم الذى ثار عليه السودانيون.

وأكد «عسكورى» أن التدخلات الخارجية تضر بالمسار الداخلى وتعوق وتعطل الوصول لاتفاق، مضيفًا: «نرحب بجهود الدول الشقيقة والصديقة، ولكننا دائمًا نطلب منها ترك حل قضايا السودان للسودانيين، وأن تقتصر الجهود على توفير الأجواء المناسبة للنقاشات كما تفعل مصر».

وأكد أن هناك تدخلات «سافرة» تمس السيادة الوطنية وكرامة المواطن السودانى من دول لها أجندات، قائلًا: «هذا مرفوض». 

من جهته، قال السياسى السودانى نبيل أديب، إن عقد اجتماع القاهرة فى هذا التوقيت أمر مهم، لأن العملية السياسية فى السودان تعانى من إشكاليات كثيرة، خاصة بعدما أصيبت المرحلة الانتقالية بالنزاعات بين أطراف الجسم السياسى السودانى، التى أصبحت تحول دون السير فى الفترة الانتقالية، ما يهدد استقرار البلاد.

وأشار السياسى السودانى إلى الأزمة السياسية فى السودان عقب الثورة، والخلافات التى نشأت بين مكونات قوى الحرية والتغيير بشكل أساسى ومكونات الجسم السياسى السودانى بشكل عام، ما أثر كثيرًا على الاقتصاد والإنتاج، وظهر سياسيًا على شكل استمرار التظاهرات ومقابلتها بالعنف، ما أدى لتفاقم الأزمة السياسية. 

وأكد «أديب»، عضو وفد اجتماعات القاهرة، أن مصر يمكنها أن تساعد السودانيين فى التوصل إلى حلول لمشاكلهم، لكونها جارة يربطها بالسودان تاريخ مشترك، موضحًا فى الوقت ذاته أن الحلول يجب أن تكون سودانية- سودانية. 

وقال: «الدور الأساسى لحل الأزمة هو للسودان ذاته، وبالتالى فالمسألة هى مساعدة السودانيين، وهو ما يجب أن يتم بعيدًا عن محاولة فرض أى حلول، وهذا ما يجرى حاليًا الآن بالفعل فى مصر، التى تنعقد بها المشاورات لدعم التوصل إلى توافق بين القوى السودانية التى ساهمت فى إحداث تغيير، وفق عملية تلتزم بالدستور والحكم المدنى الديمقراطى».

ولفت إلى أن التدخلات الخارجية بعضها حميد وبعضها خبيث، ومن التدخل الحميد ما تفعله مصر الآن، عبر خلق الأجواء المناسبة لمساعدة المدعوين لنقاش الأزمة السودانية بغرض المساعدة فقط وليس التأثير أو فرض اتجاه معين، وهو ما يختلف عن بعض الدول التى تريد قيادة العملية السياسية فى السودان لصالحها مع مناصرة بعض الجهات على الأخرى، بغض النظر عن مصالح الشعب السودانى.

وأشار إلى أن خروج اجتماع القاهرة بمقررات بعيدة عن أطروحات التخوين والتقليل من قيمة الجانب غير المشارك فيها سيكون له دور كبير فى إجماع الناس على موقف واحد. 

تاريخ الخبر: 2023-02-07 21:21:02
المصدر: موقع الدستور - مصر
التصنيف: سياسة
مستوى الصحة: 60%
الأهمية: 61%

آخر الأخبار حول العالم

أمطار مصحوبة بعدد من الظواهر الجوية على جميع مناطق المملكة السعودية

المصدر: جريدة الوطن - السعودية التصنيف: إقتصاد
تاريخ الخبر: 2024-04-29 09:24:07
مستوى الصحة: 58% الأهمية: 50%

هجوم مسلح يخلف سبعة قتلى بالاكوادور

المصدر: موقع الدار - المغرب التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2024-04-29 09:25:14
مستوى الصحة: 56% الأهمية: 67%

رواد مركبة الفضاء الصينية “شنتشو-17” يعودون إلى الأرض في 30 أبريل

المصدر: موقع الدار - المغرب التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2024-04-29 09:25:17
مستوى الصحة: 48% الأهمية: 60%

رصد 54 مخالفة في منشآت التدريب الأهلية في شهر مارس السعودية

المصدر: جريدة الوطن - السعودية التصنيف: إقتصاد
تاريخ الخبر: 2024-04-29 09:24:06
مستوى الصحة: 51% الأهمية: 65%

الصين: “بي إم دبليو” تستثمر 2,8 مليار دولار اضافية شمال شرق البلد

المصدر: موقع الدار - المغرب التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2024-04-29 09:25:11
مستوى الصحة: 45% الأهمية: 58%

المزيد من الأخبار

مواضيع من موسوعة كشاف

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

تحميل تطبيق المنصة العربية