سلّط التقرير، الذي يحمل عنوان "الاستعداد للجراثيم الخارقة"، الضوء على دور تغير المناخ والعوامل البيئية الأخرى التي تساهم في زيادة مقاومة مضادات الميكروبات.

وحذّر البيان من أن الميكروبات مثل البكتيريا والفيروسات والفطريات تتطور، بحيث بات لها القدرة على هزيمة الأدوية المصممة لقتلها.

وقال برنامج الأمم المتحدة للبيئة في بيان صحفي: "إن تطوير وانتشار مقاومة الميكروبات للأدوية يعني أن مضادات الميكروبات المستخدمة للوقاية من العدوى لدى البشر والحيوانات والنباتات وعلاجها قد تصبح غير فعالة، حيث لم يعد الطب الحديث قادرًا على علاج حتى الالتهابات الخفيفة".

ووفقًا للتقرير، ارتبط ما يقرب من 5 ملايين حالة وفاة في جميع أنحاء العالم بمقاومة مضادات الميكروبات في عام 2019، ومن المتوقع أن يرتفع العدد السنوي إلى 10 ملايين بحلول عام 2050 إذا لم يتم اتخاذ خطوات لوقف انتشار مقاومة مضادات الميكروبات.

وتقول المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والوقاية منها، في الولايات المتحدة، هناك ما يقرب من 3 ملايين عدوى مقاومة لمضادات الميكروبات كل عام، ويموت أكثر من 35000 شخص نتيجة لذلك.

في #اليوم_العالمي_للقهوة
تذكّر.. التغيرات المناخية تعرّض فنجانك الصباحي للفناء!#اليوم pic.twitter.com/JcrdEIcVAx— صحيفة اليوم (@alyaum) October 1, 2022

تطور جديد في مقاومة الميكروبات

تستخدم مضادات الميكروبات بشكل شائع في منتجات التنظيف ومبيدات الآفات النباتية والأدوية لقتل الجراثيم ومنع انتشارها بين الناس والحيوانات والمحاصيل.

ويمكن أن تتطور مقاومة الأدوية بشكل طبيعي، لكن الخبراء يقولون إن الإفراط في استخدام مضادات الميكروبات في البشر والحيوانات وإنتاج الغذاء أدى إلى تسريع العملية.

كان التركيز حتى الآن إلى حد كبير على الاستخدام المفرط لمضادات الميكروبات، لكن الخبراء يقولون إن هناك أدلة متزايدة على أن العوامل البيئية تلعب دورًا مهمًا في تطوير وانتقال وانتشار مقاومة مضادات الميكروبات.

قال الدكتور سكوت روبرتس، أخصائي الأمراض المعدية في كلية الطب بجامعة "ييل" الأمريكية، إن التطورات البيئية مثل تغير المناخ، والتلوث، والتغيرات في أنماط الطقس لدينا، والمزيد من هطول الأمطار، إضافة للمدن والمناطق الحضرية المكتظة، كل هذا يسهل انتشار مقاومة المضادات الحيوية.

تغير المناخ ومقاومة مضادات الميكروبات

تؤدي أزمة المناخ إلى تفاقم مقاومة مضادات الميكروبات بعدة طرق، وأظهرت الأبحاث أن ارتفاع درجات الحرارة يزيد من معدل نمو البكتيريا ومعدل انتشار الجينات المقاومة للمضادات الحيوية بين الكائنات الحية الدقيقة.

وقال ديفيد جراهام، أستاذ هندسة النظم البيئية في جامعة نيوكاسل وأحد مؤلفي تقرير الأمم المتحدة، في مؤتمر صحفي قبل صدور التقرير: "عندما نحصل على مناخ أكثر تطرفًا، خاصةً مع ارتفاع درجة حرارته، فإن التدرجات التي تدفع تطور المقاومة سوف تتسارع في الواقع، لذلك، من خلال الحد من ارتفاع درجات

الحرارة وتقليل خطورة الأحداث ، يمكننا فعليًا كبح احتمالية تطور مقاومة جديدة بشكل أساسي".

ويؤكد الخبراء أيضًا إن الفيضانات الشديدة نتيجة لتغير المناخ يمكن أن تؤدي إلى ظروف الاكتظاظ وسوء الصرف الصحي وزيادة التلوث، والتي من المعروف أنها تزيد من معدلات الإصابة ومقاومة مضادات الميكروبات مثل النفايات البشرية والمعادن الثقيلة وغيرها من الملوثات في المياه تخلق ظروفًا مواتية

للحشرات. لتطوير المقاومة.

دراسة تحذر :
هذه نتيجة #التغيرات_المناخية و #الموجات_الحارة ..https://t.co/6BV85F0GDe pic.twitter.com/gTorGzOMds— صحيفة اليوم (@alyaum) August 1, 2018

علاج أصعب للأمراض

بحسب تقرير شبكة "سي إن إن"، تؤدي الضغوط البيئية إلى نشوء حشرات تنتشر في جسم الإنسان، والتي يقول الخبراء إنها غير مألوف ظهورها بالجسد البشري.

وأوضح "روبرتس"، هناك فرضية تقول إن درجة حرارة الجسم لا تسمح للميكروبات بالنمو، لكن الآن نرى بعض الميكروبات الجديدة ظهرت وتنمو بشكل جيد، لذا أعتقد أن تغير المناخ أدى إلى تكيف الكائنات مع مناخ أكثر دفئًا، وهذا سيزيد من احتمالات وجود عدوى في البشر".

وأضاف: "يمكن للعدوى المقاومة للأدوية أن تجعل العلاج صعبًا أو مستحيلا ببعض الأحيان، وعندما يتواجد شخص ما مع بكتيريا أو فطريات مقاومة للأدوية نحتاج حقًا إلى الاعتماد على أحد المضادات الحيوية".

وقال في حالات نادرة، تنفد الخيارات تمامًا، ولا يوجد شيء يمكننا فعله حقًا، لحسن الحظ، تظل هذه الحالات نادرة جدًا، لكنني متأكد من أنه مع تزايد مقاومة المضادات الحيوية، سنرى هذه التواتر المتزايد بمرور الوقت".