غضب سياسي متزايد في تركيا بسبب استجابة السلطات البطيئة لعمليات الإنقاذ من الزلزال

  • فوندانور أوزتورك وجورج رايت
  • بي بي سي

صدر الصورة، EPA

التعليق على الصورة،

الإسكندرون من أشد المدن تضرراً بالزلزال

تتصاعد حدة الغضب في تركيا بسبب ما يُعتقد أنه إخفاق حكومي في الاستعداد بعد مقتل الآلاف في زلزالين شديدين يوم الاثنين.

وتخطى عدد القتلى في تركيا الأربعاء 8500 قتيل، ومن المتوقع تسجيل زيادة خلال الأيام المقبلة.

وكان الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، قد أعلن هذه الأرقام عند وصوله إلى واحدة من أكثر المناطق تضرراً بالزلزال.

بيد أن ثمة حالة غضب سياسية متزايدة، فضلاً عن انتقادات للحكومة بسبب استجابتها واستعدادها.

وتحدث كثيرون في المناطق الأشد تضرراً عما وصوفوه بأنه استجابة بطيئة من جانب هيئة إدارة الكوارث والطوارئ التركية "أفاد".

تخطى قصص مقترحة وواصل القراءة
قصص مقترحة
  • زلزال تركيا وسوريا: أردوغان يزور المناطق الأكثر تضرراً وسط غضب شعبي من تقاعس الحكومة
  • زلزال تركيا وسوريا: ارتفاع عدد الضحايا إلى أكثر من 11 ألف قتيل وعشرات آلاف المصابين
  • زلزال تركيا وسوريا: جثث في الشوارع وتصاعد الغضب بشأن المساعدات
  • زلزال تركيا وسوريا: لماذا تعد حلب من أكثر المناطق تضرراً من الكارثة؟

قصص مقترحة نهاية

وفي ميناء الإسكندرون، جنوبي تركيا، قالت أرزو ديدي أوغلو، الثلاثاء، إن اثنتين من بنات أختها محاصرتان تحت الأنقاض، واستطاعت عائلتها الاتفاق على استخدام حفار على نفقتهما الخاصة لرفع الحطام، بيد أنها قالت إن المسؤولين لم يسمحوا لهم باستخدامه.

وأضافت ديدي أوغلو: "انتظرنا حتى وقت متأخر من المساء، لكن لم يأت أحد. أحضرنا (حفار) على نفقتنا الخاصة، لكنهم لم يريدوا منا أن نستخدمه، ومنعونا. لدينا طفلان تحت الأنقاض: ابنتا أختي، عائشة غول وإيلياذة".

وقالت: "ماتتا الآن، لقد ماتتا".

  • من يمد يد العون لضحايا زلزال تركيا وسوريا؟

وعندما وصلت خدمات الطوارئ في النهاية، صرخت ديدي أوغلو بأنه "فات الأوان"، وتوقف عمال الإنقاذ للحظة، بيد أن أسرة الفتاتين توسلت إليهم بألا يتوقفوا.

وقالت والدتهما: "من فضلكم لا تغادروا، ربما لا يزال أطفالي على قيد الحياة".

وبينما يتهم كثيرون الحكومة بالتراخي الشديد في استجابتها للزلزال، يقول آخرون إن الحكومة لم تكن مستعدة بشكل كاف مسبقاً.

وقال كمال كيليجدار أوغلو، زعيم حزب المعارضة الرئيسي في تركيا: "إذا كان هناك شخص واحد مسؤول عن هذا ، فهو أردوغان".

وكان أردوغان قد أعلن حالة الطوارئ لمدة ثلاثة أشهر في 10 مناطق هي الأشد تضررا بالزلزال، تنتهي قبل الانتخابات المقررة في 14 مايو/أيار، عندما يسعى الرئيس التركي، البالغ من العمر 68 عاماً، إلى البقاء في السلطة بعد 20 عاماً.

ويمثل تحالف أحزاب يسار الوسط واليمين، جبهة معارضة رئيسية لأردوغان، ومن المتوقع ترشح كليجدار أوغلو لمنصب الرئاسة.

وفي مقطع فيديو نُشر على تويتر، تعهد بعدم مقابلة الرئيس "على أي منصة"، متهما الحكومة بإجراء "أعمال علاقات عامة" منذ وقوع الزلزال.

كما تصاعدت نبرة الغضب بسبب "ضريبة الزلزال"، التي فرضتها الحكومة التركية في أعقاب الزلزال الهائل الذي ضرب البلاد في عام 1999 وأودى بحياة ما يزيد على 17 ألف شخص.

وكان من المفترض إنفاق نحو 88 مليار ليرة (4.6 مليار دولار) على الوقاية من الكوارث وتطوير خدمات الطوارئ.

كما تُطرح أسئلة بشأن "ضريبة الاتصالات الخاصة"، كما تسميها السلطات، في كل مرة يحدث فيها زلزال في تركيا، بيد أن الحكومة لم تشرح علناً كيف تُنفق الأموال.

وقال كيليجدار أوغلو إن حكومة أردوغان "لم تستعد للزلزال طوال 20 عاماً".

  • زلزال تركيا وسوريا: كيف تفاعل معه البعض؟ وهل يمكن حقا التنبؤ بحدوث هزات أرضية؟

وليس كليجدار أوغلو المنافس السياسي الرئيسي لأردوغان، الوحيد الذي أعرب عن غضبه من عدم استعداد الحكومة.

وقال جلال دنيز، البالغ من العمر 61 عاماً، لوكالة فرانس برس للأنباء في مدينة غازي عنتاب: "أين ذهبت كل الضرائب التي ندفعها، والتي تم تُحصل منذ عام 1999؟"، ولا يزال شقيقه وأبناء شقيقه محاصرين تحت الأنقاض.

كما انتقد مستخدمو وسائل التواصل الاجتماعي بعض القنوات الإخبارية التركية الرئيسية والموالية للحكومة واتهموها بـ "تعتيم" انتقادات الناس في المناطق المتضررة.

صدر الصورة، Getty Images

التعليق على الصورة،

يتعرض الرئيس أردوغان لانتقادات متزايدة بشأن استعداد حكومته للزلزال

تخطى البودكاست وواصل القراءة
البودكاست

تغيير بسيط: ما علاقة سلة مشترياتك بتغير المناخ؟

الحلقات

البودكاست نهاية

وجرى تداول مقاطع فيديو تظهر مراسل قناة "إن تي في" في كهرمان مرعش يقول إن السكان المحليين يشكون من أن "المساعدات غير كافية"، فيما سُمع السكان في الخلفية وهم يسألون: "أين الدولة؟"

وبدت القناة بعد ذلك وكأنها تستبعد المراسل قبل عودته إلى الاستوديو.

وأظهر مقطع فيديو آخر متداول على الإنترنت أحد الناجين وهو يخبر مراسل شبكة "هابرتورك" الرئيسية أنه "لم يأت أحد" لإنقاذهم منذ أيام، بعد ذلك تحرك المراسل بعيداً عن الناجي وقال إن رجال الإنقاذ كانوا "يبحثون في كل مكان".

وأقر أردوغان، في كلمته في كهرمان مرعش، بوجود صعوبات في خطوات الاستجابة الأولى للكارثة، بيد أنه أنحى باللائمة في التأخير على الطرق والمطارات المتضررة.

وقال إنه يتعين على الناس الاستماع فقط إلى رسائل السلطات وتجاهل "المحرضين".

ومن المقرر أيضاً أن يزور أردوغان هاتاي وبازارجيك، مركز الزلزال.

وقال: "الدولة تؤدي عملها".

بيد أنه بالنسبة لكثيرين في الإسكندرون، وصلت الدولة بعد فوات الأوان.

"وصرخت سيدة في وجه عمال الإنقاذ يوم الثلاثاء: "لماذا لم تأتون البارحة، كنا نسمع أصوات الناس من تحت الأنقاض أمس!".

وقالت سيدة أخرى وهي تبكي: "كان بإمكاننا إنقاذهم لو وصلتم أمس".