خواطر أدبية ..حلو الكلام (٧)
خواطر أدبية ..حلو الكلام (٧)
1ـ دفئ الحياة
من أنا… أطرح السؤال علي نفسي كل صباح وكل مساء…
ماذا أفعل هنا و لماذا أنا هنا.؟! ..
لا أعرف… أجد أنه من الصعوبة مواجهة آلام الاستيقاظ كل يوم لمواجهة المجهول..
المستقبل الذي كنت أطمح فيه و أنا صغير أصبحت أخاف منه عندما كبرت…
كنت أعد الأيام حتي أنتهي من المدرسة وأكبر.. أتحسس عضلات ذراعي التي تكبر قليلا قليلا… أطيع ماما التي تقول كل حتي تكبر.
.. كبرت يا أمي و أصبحت أحن لكي أصغر.. أطعتك وأكلت السبانخ التي أكرهها.. و ذاكرت حتي نجحت.
وكبرت… وأصبحت أكره السبانخ أكثر.. ليس لأن طعمها سيء و لكن لأنه لم يعد لها طعم مثل باقي الحياة…
هناك نقطة فاصلة لا أعرف أين… ولكن فجأة تحولت ألوان كراسة الرسم ورائحة الورد بحديقة المدرسة إلي اللون الرمادي, حيث الصباح مثل المساء.. و طعم الزبادي في نفس طعم الملوخية…
أرتدي ملابسي للذهاب إلي العمل… أستقبل يوما آخر, فيه المجهول أكثر من المعلوم… و لكن يأتي اتصال من خالتي… فينك واحشني لقيتك مختفي, قلت اسأل أنا عليك..
أبتسم.. أشعر أن اللون الرمادي ينسحب قليلا من قلبي, لتحل مكانه أشعة شمس السماء الخافتة في شتاء يناير…
أضحك معها قليلا, بينما يخف مذاق المرارة في حلقي.
الحب و العائلة و المشاعر الدافئة, هي من يحول الرمادي إلي باكتة ألوان أجمل من دهانات سايبس
من أنا؟ نحن في النهاية حيوانات اجتماعية… تدفئنا اللمة و الحضن, و لا ترتاح نفوسنا إلا بهم..
نحن نواجه المجهول كل يوم.. و لكننا نعيش علي أمل أننا سنعود إلي حضن العائلة آخر كل يوم.. حضن العائلة مخزن دفء الإنسانية في مواجهة مرارة الحياة.
=========
2ـ الأمل
أصبحنا ومن كثرة ضغوط الحياة, متقلبين..
تغيرنا.. نعم تغيرنا..
لم نكن نعرف.. لم يخبرنا أحد أننا سنتغير..
كيف ومتي وأين تغيرنا؟.. لا أحد يعرف..
أصبحنا عصبيين.. أصبحنا مثل غلاية الماء تفور..
وأصبحنا مجروحين…
لا أحد يفهمنا…و تعبنا من الشرح..
تعودنا أن يشرح لنا أحد الحياة مثلما كانت أمهاتنا تشرح لنا لماذا يجب أن نأمل الجزر مر الطعم..
فكبرنا و اكتشفنا أن لا أحد يشرح لنا سبب رحيله و لا سبب خيانته.. و لا حتي سبب الغضب منا…
أصبحنا نفرح بأن يخبرنا أحدهم أنه غاضب منا.. علي الأقل نعرف السبب.. وليس مثل الآخرين رحلوا في صمت كما لو كنا مناديل ورقية قابلة للاستبدال في حياتهم..
تغيرنا.. أصبحنا نشعر بالوحدة.. ظننا أن الحياة ستستمر في فصول المدرسة.. ممتلئ بالأصدقاء والزملاء من حولنا.. و اكتشفنا أن الحياة مثل دورة المياه… لا يدخل فيها أحد معك..!!
كبرنا.. ولا زلنا نتعشم كل يوم أن غدا أفضل .. ليس لأن الأمس كان أفضل من قبله.. لكن الحياة اصبحت صعب لا ينفع معها سوي الأمل/.
=========
3ـ رسومات الحياة
تغيرنا لدرجة إننا لم نعد نعرف أنفسنا
تغيرنا.. و امتلأ القلب بالهموم
واختفت ضحكة الصبا خلف الغيوم
تغيرنا فصرنا نخاف الحياة
وأصبح أكثر أمانينا أن نعيش اليوم في سلام
تغيرنا
فلم يعد لدينا للغد أي اشتياق
وأصبحنا نرجو منه فقط أن يأتي بسلام
بتنا ننظر للماضي بعيون شاكرة
فقسوته مهما كانت.. قد أصبحت ذكريات..
تغيرنا
فلم تعد تفرحنا العلاقات
ولم يعد للصداقة طعم الشربات
تغيرنا و كبرنا..
ورسمت تحت العيون سطور و هالات ..
سطور غير مكتوبة بحبر الأقلام
وإنما رسمتها ريشة جلاد اسمه الآهات.
تغيرنا
حتي مذاق الطعام تغير..
أصبحنا نأكل مثل الآلات .
ما يمنع معدتنا فقط عن إطلاق الصرخات.
تغيرنا
.. وغزا خيط أبيض مفارق الرأس بين الشعيرات ..
وبتنا نسال أنفسنا نفس التساؤلات
كيف كبرنا بين مسا وصباح؟
كيف أصبح العمر في البطاقة بالسنوات؟
تغيرنا
واحد فواحد نقص منا الأصدقاء
بين مسافر و مهاجر و فقيد و قتيل
وشيخ مات وحيدا في الأزمات
تغيرنا
ورسم القدر علي وجوهنا رسومات..
نسي أن يرسم للوجوه ابتسامات..
وأصبحنا ننظر للصور القديمة في الألبومات
نبحث عن ضحكة كانت محفوظة في ألبوم الذكريات
تغيرنا وكبرنا
وبات في القلب حكايات
تحكي تاريخ شعر شاب
وعيون كانت تري الصقر فوق ارتفاعات
فأصبحت تري عبر العدسات
تغيرن.. كبرنا..
وولكن ما زال القلب في لهفة الصبا
يبحث عن الملذات