ركزت جلسة مباحثات مشتركة بين السودان وروسيا في الخرطوم اليوم، على زيادة الاستثمارات في مجالات البنية التحتية والتعاون في توليد الطاقة والجيولوجيا والتعدين والنفط.
الخرطوم- الصيحة
أكد السودان وروسيا، ضرورة تكثيف أوجه التعاون في مختلف المجالات، وإنفاذ برامج التعاون الثنائي وفق مخرجات اللجنة الوزارية المشتركة التي انعقدت في موسكو عام 2022.
وعقد الجانبان السوداني والروسي بالخرطوم اليوم، جلسة مباحثات مشتركة، رأس وفد السودان فيها وزير الخارجية المكلف علي الصادق علي، والوفد الروسي وزير الخارجية سيرجي لافروف.
ووصل لافروف والوفد المرافق له إلى الخرطوم مساء أمس الأربعاء، في زيارة رسمية تستغرق يومين.
وكانت مصادر «التغيير» قالت إن السبب الرئيس لزيارة لافروف هو تأكيد مشاركة رئيس مجلس السيادة الانقلابي عبد الفتاح البرهان في القمة الروسية الأفريقية الثانية التي ستعقد نهاية يوليو المقبل.
وأشارت إلى سعي موسكو لحشد المشاركات الأفريقية على مستوى الرئاسة لتفنيد المزاعم الغربية بتعرّضها للعزلة بسبب الحرب ضد أوكرانيا، خاصةً وأن موعد القمة الثانية يأتي متأخراً لقرابة عام كامل.
التبادل التجاري والاستثمار
وطبقاً لتصريح صحفي من خارجية الانقلاب، اليوم، بحث الجانبان سبل زيادة ميزان التبادل التجاري والاستثمارات الروسية، خاصة في مجال البنية التحتية، والتعاون مع روسيا في توليد الطاقة في الخزانات القائمة إضافة إلى مجالات الجيولوجيا والتعدين والنفط.
وقدم وزير خارجية الانقلاب، شرحاً للدور الإيجابي الذي يقوم به السودان في محيطه الجغرافي، خاصة جنوب السودان وأفريقيا الوسطى وتشاد، بجانب رئاسة السودان للإيقاد وجهوده في معالجة كثير من التعقيدات التي تكتنف الدول الأعضاء في هذه المنظمة، مشيداً بالعلاقات المتميزة بين البلدين والتنسيق بينهما على جميع المستويات.
واستعرض سير العملية السياسية في السودان وجهود الآلية الثلاثية في سبيل تحقيق الوفاق الوطني وتشكيل حكومة مدنية تتولى حكم البلاد خلال الفترة الانتقالية.
صداقة تاريخية
من جانبه، أوضح لافروف أن زيارته تجيئ في إطار اهتمام روسيا بالسودان وبالدور الإيجابي الذي يقوم به في الإقليم، مشيراً إلى أن بلاده تعتز بالصداقة التاريخية المتميزة التي تربطها بالسودان.
كما أعلن التزامهم بتعزيز آفاق التعاون وزيادة التنسيق المشترك في جميع المحافل، فضلاً عن التشاور حول القضايا الثنائية والإقليمية والدولية ذات الاهتمام المُشترك.
ونوهّ إلى أهمية توسيع قاعدة التعاون في المجالات السياسية والدبلوماسية والاقتصادية والتجارية بين موسكو والخرطوم.
وشارك في جلسة المباحثات من الجانب السوداني، مدير الإدارة العامة للشؤون الأوروبية والأمريكية عبد الوهاب حجازي ومدير إدارة الشؤون الأوروبية خالد موسى وعدد من مديري الإدارات العامة بوزارة الخارجية.
ومن الجانب الروسي نائب وزير الخارجية لشؤون الشرق الأوسط وشمال أفريقيا ميخائيل بوقدانوف، ومدير قسم الشرق الأوسط ألكساندر كينشك ونائب مدير إدارة الشرق الأدنى وشمال أفريقيا أكور بلياف.
موسكو والدعم السريع
يذكر أن المجلس العسكري، حافظ على علاقات جيدة مع موسكو على أعقاب الإطاحة بالرئيس المخلوع عمر البشير في أبريل 2019م.
ومع بدء الغزو الروسي لأوكرانيا في 24 فبراير الماضي، وصل نائب البرهان، قائد الدعم السريع محمد حمدان دقلو «حميدتي» إلى موسكو وأمضى أسبوعاً كاملاً هناك.
وغداة عودته، إلى الخرطوم في الثاني من مارس الماضي، أعلن حميدتي عدم ممانعة بلاده في إقامة قاعدة بحرية عسكرية لروسيا أو غيرها من البلدان على البحر الأحمر.
ومع تواتر الاتهامات بشأن تهريب موسكو للذهب السوداني، التزمت السلطة العسكرية الحاكمة الصمت.
وجمّدت الحكومة المدنية المعزولة، قراراً أحادياً للمجلس العسكري، بمنح روسيا قاعدة بالقرب من ميناء بورتسودان لاستضافة سفن تعمل بالطاقة النووية.
وتأمل روسيا في الحصول على القاعدة لوضع قدم في المنطقة الاستراتيجية، يعزز وجودها في سوريا.
وتسعى روسيا للمحافظة على مصالحها في عدد من الدول الأفريقية التي تأخذ منها الماس والذهب مثل أفريقيا الوسطى وتشاد.
وتعتمد موسكو على قوات الدعم السريع في معاونتها على التوغل بتلك الدول في ظل التنافس الروسي والأمريكي والفرنسي والصيني المحموم داخل القارة الأفريقية.
