اعتبر الدكتور عماد صبحى، استشارى التغذية العلاجية، أن لدى جسد الإنسان حكمة معينة تحكم عمله وتدفعه لطلب أكلات معينة باختلاف فصول السنة، مؤكداً فى هذا السياق أن هناك أطعمة مناسبة لفصل الشتاء أكثر من الصيف، ومن بينها الأطعمة الغنية بالسعرات الحرارية التى تُشعر الإنسان بالدفء، مثل اللحوم والدهون والعدس والكشرى والبطاطا والبليلة، وغيرها من الأكلات.. وإلى نص الحوار.

«صبحي»: الأطعمة الغنية بالسعرات الحرارية هي المفضلة في الشتاء.. وبينها الكشري والمحشي

هل هناك حقاً وجبات مثالية للأوقات المختلفة من السنة، سواء فصل الصيف أو فصل الشتاء؟

- طبعاً هناك وجبات بها سعرات أكثر وتُشعر الإنسان بالحرارة، مثل الدهون واللحوم، وبالتالى تجد الناس فى الصيف تختار أكل الجبنة والبطيخ، حيث يميل الناس فى الصيف لأطعمة بها ملح لأنهم يفقدون الملح فى العرق، ويأكلون فواكه غنية بالمياه مثل البطيخ والشمام، بينما فى الشتاء يميل الناس للأكل الذى يحتوى على بروتين ودهون، مثل «اللحمة الملبسة» لأنها أطعمة غنية بالسعرات الحرارية، وتعطى إحساساً بالدفء، وطبعاً يشبهها بالنسبة للفقراء وجبة العدس أو شوربة العدس، وإن كانت أسعار هذه الوجبة ارتفعت الآن فوق طاقة الفقراء.. وبشكل عام فإن الفواكه والخضراوات والأكل البعيد عن الدهون والبروتينات مأكولات مفضلة فى الصيف، بينما فى الشتاء يُكثر الإنسان من الدهون والبروتينات، ويُقلل بشكل أوتوماتيكى من أطعمة مثل البطيخ، وإن كان يلجأ لفواكه أخرى غنية بفيتامين سى الذى يحمينا من نزلات البرد الشائعة فى الشتاء.

وما الذى يدفع الناس بشكل تلقائى لاختيار أكلات معينة؟

- هناك ما يمكن تسميته بـ«حكمة الجسد»، حيث يبحث الجسم عن الأشياء التى يحتاجها حسب فصول السنة، كما لو كان الجسم يوحى لصاحبه بمكونات غذائية معينة يحتاجها، ففى الصيف كما قلنا تجد الناس تحب أن تأكل الجبنة والبطيخ لأنها تبحث عن ملح تعوض به العرق، والملح لا يُمتص فى الجسم إلا فى وجود جلوكوز، والجلوكوز موجود فى البطيخ، إضافة إلي الملح والجلوكوز والأحماض الأمينية، والأخيرة تُعتبر عنصراً مهماً أيضاً من عناصر الأملاح، ونحن نجد الناس يقومون بذلك دون أن يقول أستاذ أغذية لهم ذلك.. بينما فى الشتاء المطلوب دهون وبروتين ونشويات أكثر، وهناك أطعمة معينة غنية جداً بالسعرات الحرارية مثل شوربة العدس، ولأنها تقدَّم ساخنة فهى تعطى شعوراً بالدفء.

ما مواصفات الوجبة المثالية فى الشتاء؟

- فى الشتاء يجب أن نحصل على كربوهيدرات (مواد نشوية) ويندرج فيها الحبوب الكاملة، مثل البليلة، وطبعاً الخبز والأرز والمكرونة، وبالإضافة للكربوهيدرات تأتى البروتينات، مثل الأسماك واللحوم والبيض، والبيض فى الشتاء مناسب جداً، لأنه بروتين، وهناك الدهون التى نحصل عليها، على سبيل المثال، من الزبدة والزيوت.

ما أهم الأكلات المناسبة لتناولها فى الشتاء أو التى يجد الناس أنفسهم يميلون إليها؟

- هناك «العدس» الذى يحتوى على بروتين وألياف طبيعية، ومعادن مثل: الكالسيوم والحديد والماغنسيوم، وفيتامينات مثل فيتامين «ب»، وحمض الفوليك، بالإضافة للألياف الموجودة فيه التى تقلل مستوى الكوليسترول الضار والدهون الثلاثية وتزيد من مستويات الكوليسترول الجيد، كما أنها تفيد القلب وتقلل خطر الإصابة بأمراضه. وبالإضافة للعدس يأتى «الكشرى» كإحدى الوجبات الشتوية الجيدة لأنه يحتوى على نشويات وبروتينات، فى العدس والحمص والمكرونة، ودهون فى الزيوت التى تضاف إليه، فضلاً عن الشطة والثوم والبصل وأحياناً الليمون، وهى كلها أشياء تعطى إحساساً بالدفء وتقوّى المناعة.

وماذا عن الخضراوات والأطعمة المطهية الأخرى؟

- من بين الخضراوات المناسبة لطهيها فى الشتاء السبانخ، حيث تُطبخ باللحم والطماطم وتؤكل مع الأرز، وإذا كانت شهرتها باحتوائها على الحديد شهرة كاذبة، لأن بها «حديد رباعى» والجسم لا يمتص إلا الحديد الثلاثى، فإن فوائدها أن بها مضادات أكسدة تحمى من الشوارد الحرة، كما أنها تدعم جهاز المناعة، وتنظيم ضغط الدم وتحسين الدورة الدموية والهضم، وبها كالسيوم، وبالتالى تحافظ على صحة العظام.

فوائد الفواكه

الطبيعة جميلة جداً، وتعطينا فى كل فصل الفواكه المناسبة له، وفى فصل الشتاء، حيث الإنسان معرّض للبرد، تعطينا الموالح من البرتقال واليوسفى والجوافة، الغنية بفيتامين «سى» الذى يرفع المناعة ويقاوم نزلات البرد، ويجب أن نحرص على أكل الفاكهة بأليافها وليس العصير، لأن الألياف تقلل من سرعة خروج السكر من الفاكهة، وبالتالى تجعل الجسم والبنكرياس ينتبه لإفراز الإنسولين الكافى للتعامل مع سكريات الفاكهة.