يواجِه الإنتربول (المنظمة الدولية للشرطة الجنائية) تحدياً كبيراً فى ظل السباق الضارى مع عالم الجريمة على تطوير التعامل مع الطفرات التكنولوجية الهائلة. ويقول الأمين العام للإنتربول، يورجن ستوك، فى تقرير مطول لـ (بى بى سى) الأسبوع الماضى، إن المجرمين متطورون وقادرون على التكيف تماماً وبسرعة كبيرة مع أى أداة تكنولوجية جديدة ليستغلوها فى ارتكاب جرائمهم. وأشار إلى الميتافيرس، التى ترجمتها (وراء، أو ما بعد، الكون)، وهى آخر التقنيات التى لم تُطبَّق عملياً بعد، وفيها يصبح لكل شخص فى المستقبل، فى العالم الافتراضى، ممثلٌ بواسطة شخصية افتراضية ثلاثية الأبعاد لأداء الأنشطة المختلفة على الإنترنت. وقال ستوك إن الإنتربول يدرس كيفية ضبط ومكافحة الجريمة فى العالم الافتراضى لميتافيرس، كما يقوم أفراده بتدريبات خاصة وحضور اجتماعات افتراضية، وهذا يمنحنا خبرة بالجرائم التى يمكن أن تحدث، وكيف يمكن مراقبتها وملاحقة مرتكبيها، لأنه من المهم ألا نتخلف عن مواكبة التقدم التكنولوجى. وأكد ضرورة الاستجابة بشكل كافٍ لتلبية الاحتياجات، لأن تأخر المشرعين والشرطة، وكذلك مجتمعاتنا، بعد فوات الأوان، يؤثر بالفعل على الثقة فى الطرق التى نستخدمها، وبالتالى يعطى فرصة للمجرمين أن يستفيدوا من ميتافيرس ومن المنصات المماثلة.
ويضيف تقرير بى بى سى أن بعض الناس يعتقدون أن الميتافيرس يمكن أن يكون مستقبل الإنترنت، ولكن بدلاً من أن تكون على جهاز كمبيوتر يمكنك فى الميتافيرس استخدام سماعة للدخول إلى عالم افتراضى يربط بين جميع أنواع البيئات الرقمية. ويرى بعض المتخصصين أنه من الوارد أن تقع جرائم فى هذه التداخلات، وأنه لا يمكن لفعل ما أن يُدان فى الحياة الواقعية، وأن يكون مقبولاً فى ميتافيرس، ولما كان كثير من هذه الجرائم المتوقعة من المحتمل أن تكون بين طرفين، الجانى والضحية، فى بلدين مختلفين، فهذه مسئولية الإنتربول. ويقول أحد المعلقين إنه إذا كان مطلوباً منك أن تنقذ أحداً وهو يغرق فعليك أولاً أن تكون متمكناً من السباحة، وأن هذا هو بالضبط ما صار على الإنتربول أن يدرب أفراده عليه، أن يطوروا مهارات التعامل مع كل التطورات التكنولوجية التى صار المجرمون يجيدونها، ومن المتوقع أن يجيدوا ميتافيرس بمجرد أن تصير ممكنة.
نقلا عن "الأهرام"
