سحبت مجموعة من عائلات ضحايا الطائرة الأوكرانية المنكوبة التي أسقطها الحرس الثوري الإيراني بالقرب من طهران، شكواها من محكمة طهران العسكرية التي شكلتها السلطات الإيرانية بهذا الخصوص.
وأعلنت العائلات أن هذه المحكمة "إهانة للحقيقة"، مشيرين إلى أن مجراها تم تحديده مسبقاً من قبل هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الإيرانية والمرشد الأعلى للنظام علي خامنئي.
بدوره، أوضح المحامي وأحد أهالي ضحايا الطائرة عباس صادقي، أسباب سحب هذه الشكوى برسالة بالفيديو، واصفاً القائمين على المحكمة بـ"عملاء عسكريين زوروا الحقيقة وألقوا بها في المسلخ".
وأضاف "تمت إهانة الحقيقة بأبشع شكل في هذه المحكمة، لهذا السبب، سحبنا شكوانا يوم الأحد 12 فبراير 2023"، مضيفاً "نعتقد أن المحكمة لا تتمتع بالكفاءة ولا بالقدرة والإرادة للتعامل مع هذه القضية بشكل مستقل وحيادي".
وفي إشارة إلى نفي السلطات الإيرانية في الأيام الثلاثة الأولى بعد استهداف الرحلة PS752، قال عباس صادقي: "زعمت هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة من خلال نشرها الأكاذيب والكذب، ومحو الآثار من مسرح الجريمة وإتلاف الأدلة فيها، أن الطائرة أسقطت بسبب خطأ بشري غير مقصود".
كما أكد المحامي أنهم توصلوا إلى استنتاج من خلال مراجعة 14 مجلداً لملف القضية، لافتاً إلى أن "هذه الجريمة كانت إما جريمة حرب أو جريمة ضد الإنسانية".
وأوضح "في تلك الليلة من الحرب والتوتر تم فتح الأجواء بأمر من المجلس الأعلى للأمن القومي، وتم نشر المنظومة الصاروخية تحت الممر الجوي ومسار الرحلات الدولية، ولهذا السبب نعتقد أن هذه الجريمة كانت متعمدة ولا شك لدينا فيها".
محكمة لاهاي
يذكر أن الرحلة رقم "PS 752" التابعة للخطوط الجوية الأوكرانية، أصيبت بصاروخين تابعين للحرس الثوري في صباح يوم 8 يناير/كانون الثاني 2020، بعد دقائق من إقلاعها من مطار طهران الدولي، وقتل جميع الركاب وأفراد الطاقم البالغ عددهم 176 راكباً معظمهم من الإيرانيين.
ووقع الحادث خلال فترة من التوتر المتزايد بين الولايات المتحدة وإيران، وذلك بعد خمسة أيام من غارة جوية بطائرة مسيرة أسفرت عن مقتل اللواء قاسم سليماني قائد فيلق القدس ذراع التدخل الخارجي للحرس الثوري الإيراني، وبعد ساعات من الهجمات الصاروخية الانتقامية التي شنتها إيران على القوات الأميركية في العراق.
وفي السنوات الثلاث الماضية، احتج أهالي ضحايا الطائرة الأوكرانية مرارا على عملية التحقيق ومجريات المحكمة التي تخضع لإشراف المحكمة العسكرية الإيرانية في طهران.
وأعلنت عن رابطة أسر ضحايا الرحلة الأوكرانية في 8 ديسمبر/كانون الأول الماضي، وطلبت أربع دول لها مواطنون بين الضحايا وهي أوكرانيا وبريطانيا والسويد وكندا، في مذكرة دبلوماسية رسمية من الحكومة الإيرانية التعاون في أقرب وقت ممكن لحل الخلافات في هذا الملف في المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي.
