الوداد الرياضي واللاعب الجزائري جمال بن العمري، ملف شُدّ إليه متتبعو الشأن الرياضي في المغرب والجزائر شدّا، فرغم ما يحمله الملف من طابع رياضي صرف، إلا أنه لا يخلو من تأويلات السياسية ودهاليزها التي تضبط إيقاع الأزمة الجزائرية المغربية، فتحول التعاقد الرياضي بين الفريق والاعب في زمن قياسي إلى شد الحبل ومطالب بفسخ العقد من طرف اللاعب ووكيل أعماله، إلى أن انتهى المسلسل عبر إعلان الفريق الأحمر فسخ تعاقده بالتراضي مع اللاعب ليعود إلى بلاده.
عودة إلى البلاد كان قد استعجلها الاعب، مباشرة بعد إعلان خبر تعاقده مع الوداد وقدومه للمغرب والتحاقه بإقامة الفريق في العاصمة الرباط، حيث يعسكر استعداد لبطولة كأس العالم للأندية التي احتضنتها المملكة، قبل أن يفاجئ بن العمري الجميع ويغادر الإقامة دون سابق إنذار وذلك بالضبط يوم الجمعة 27 يناير الماضي، عقب تلقيه مكالمة هاتفية، رُشح أنها سبب مباشر في المغادرة، بدعوى ظروف قاهرة وطارئة تلزمه العودة إلى الجزائر، وتركك الفريق قبل أيام قليل من مباراته أمام الهلال السعودي.
مباشرة بعدما غادر بن العمري معسكر الفريق في مركز محمد السادس بالمعمورة، وانتشرت الخبر كالنار فالهشيم، خرج رئيس الفريق سعيد الناصيري مؤكدا أن اللاعب الجزائري يربط بالنادي تعاقد قانوني سليم، بعد الاتفاق على جميع بنوده، قبل أن يقرر العودة إلى بلده لحل بعض المشاكل بحسب ما أسر لمقربيه، مشيرا إلى عدم وجود أي مشكل معه، بعد أن قام باستقباله في منزله.
هروب بن العمري من إقامة الوداد، بررها المدافع الجزائري ، بعدم مجالسته لرئيس النادي الأحمر بشكل مطول لحظة توقيعه في كشوفات الفريق، وهو ما يدحضه سعيد الناصيري بأنه جالس اللاعب واتفق معه ووقعا العقد، لكن ما نقلته مصادر مطلعة أن اللاعب الجزائري طالب الناصيري بمنحة التوقيع وهو لم يتدرب حتى، ما اعتبره رئيس الفريق في سياق حديثه أن ضرب من الجنون وأمر لا يقبل أن يستلم لاعبا أموالا وهو لم يلعب بعد.
بن العمري قفز على ما قاله سعيد الناصيري ما نقلته المصادر حول المطالب المالية المسبقة، قائلا “لا يمكن أن أقبل ببعض الأمور التي تمس بشخصيتي كلاعب محترف، لهذا رفضت أن أواصل المشوار، وكنت أتمنى أن أجد تواصلا واضحا مع رئيس النادي، وليس ألا يرد على اتصالاتي، ولا يكون حاضراً عندما وقعت العقد”، مضيفا “عندما وصلت إلى المغرب رفقة وكيل أعمالي لتوقيع عقد انضمامي إلى نادي الوداد وجدت أشياء كثيرة لم ترقني، ولم ألتق بالناصيري سوى 5 دقائق فقط”.
وفي ثنايا كلام اللاعب حاول التمسك بحبل المعاملة “السيئة” لرئيس النادي، للدفاع عن أحقيته في فسخ العقد الذي سيمكنه من الانتقال لنادي آخر، أو استجابة لضغوط جزائرية على اللاعب على اعتباره أنه يحمل قميص منتخب الجزائر ويعد من أبرز لاعبيه، وحمل قميص الوداد قد يعرقل مسيرة مع منتخب بلاده..هي تأويلات أخذت حيزها وأكثر من الملف.
