معلّق الكابرانات يواصل ترويج نظرية المؤامرة للإساءة للملف المغربي


الدار/ افتتاحية

يواصل معلّق الكابرانات المفضل حفيظ درّاجي ممارسة لعبته الحقيرة المكشوفة الهادفة إلى التشويش على مهام أعضاء اللجنة التنفيذية بالاتحاد الإفريقي لكرة القدم من خلال الترويج لمؤامرة لم تحدث إلا في خياله المريض. فمنذ انطلاق بطولة كأس إفريقيا للمحليين التي احتضنتها بلاده لم يتوقّف المعلّق الرياضي برتبة ملازم في جيش الكابرانات عن سرد قصة مفبركة يزعم فيها أن الكاف حسمت في منح المغرب بطولة كأس إفريقيا 2025 بعد انسحاب البلد المنظم الأصلي غينيا ويزعم بالمقابل أن الجزائر ستحصل على شرف تنظيم كأس إفريقيا في نسخة 2027. هذه الأخبار يقدّمها الصحافي في تغريداته وتدويناته وفي مقالات نشرها في العديد من المواقع الإلكترونية المتخصصة في الشأن الرياضي مكتفيا بالقول إنها نقلا عن مصادره الخاصة.

ووسط هذه المعلومات التي كرّر نشرها يدس درّاجي بخبث احترافي السم في العسل وهو يعتبر أن المغرب يمتلك فعلا البنيات الرياضية اللائقة ببطولة ككأس إفريقيا، لكنه في الوقت نفسه يطعن في مشروعية هذا التنظيم بالنظر إلى أنه سيتم حسب ادعائه دون فحص الملفات أو زيارة المنشئات من طرف اللجان المختصة في الاتحاد الإفريقي لكرة القدم. هذا الأسلوب المفضوح الذي ينهجه درّاجي من خلال إلحاحه على نشر وإعادة نشر هذه المعطيات ليس الهدف منه إخباريا خالصا، باعتبار أن الأمر يتعلق بصحافي مقرّب من دوائر القرار استطاع الحصول على سبق إعلامي ويسعى إلى تنوير الرأي العام.

غاية معلّق الكابرانات تنطوي بالأساس على تحويل هذا السيناريو المزعوم إلى ما يشبه كرة الثلج الإعلامية التي يهدف من خلالها إلى التشويش على عمل أعضاء اللجنة التنفيذية المخوّلين بالتصويت في اجتماع خاص على ملفات البلدان المرشّحة لاستقبال كأس الأمم الإفريقية 2025. هناك مساطر وإجراءات واضحة تنظمها لوائح وقوانين الكاف بخصوص عملية التصويت، ولا يمكن بتاتا تصور إقدام الاتحاد الإفريقي على اختيار البلد المنظم دون فحص الملفات وزيارة المنشئات والتحقّق من استحقاق هذا البلد أو ذاك. لكن هذه المناورة الإعلامية التي يقوم بها معلّق العسكر تسعى إلى إحراج مندوبي اللجنة التنفيذية للاتحاد الإفريقي ووضعهم تحت الرقابة الإعلامية بشكل يؤثر على قراراتهم، وربّما يدفع الاتحاد إلى توقّي الانتقادات المحتملة في حال عدم منح شرف التنظيم للجزائر.

بعبارة أخرى يحاول درّاجي أن يدفع المندوبين الأفارقة إلى الابتعاد عن الدخول تحت طائلة الاتهام أو التشكيك ومن ثمة إلى تفادي خيار التصويت على المغرب من أجل الحفاظ على سمعة الاتحاد الإفريقي وتجنّب أي إزعاج يلحقهم من وراء إعلان نتائج اختيار البلد المنظم. لكن أسوأ النوايا فيما يروجه مراسل الكابرانات في قطر هي الإساءة إلى الملف المغربي في كل الأحوال. يقصد من وراء ترويج هذه المؤامرة المزعومة أن المغرب حتى وإن حصل على شرف تنظيم كأس إفريقيا 2025 فإنما نجح في ذلك بالاعتماد على الكولسة والتلاعبات والممارسات غير النزيهة. إنها رسالة غاية في الخبث والكيد لسمعة المغرب الرياضية والتنظيمية.

في جميع الأحوال فإن المَطرقة الإعلامية التي يمارسها درّاجي من خلال الإلحاح على نشر هذه الرواية وتقاسمها وإعادة نشرها مرارا وتكرارا ستؤدي في اعتقاده إلى ترك انطباع سلبي ولو جزئي عن مؤهلات المغرب واستحقاقه لاحتضان كأس الأمم الإفريقية برسم سنة 2025. لكن ما لا يدركه درّاجي هو أن لعبته مكشوفة وتمثل أسلوبا من أساليب التضليل الإعلامي القديمة، الموروثة عن الحقبة السوفياتية، عندما كان إسقاط الخصوم وهدم الأنظمة يبدأ بترويج أطروحات مختلقة من الصفر، ثم مواكبتها بتداول على نطاق واسع قبل أن تصبح ذريعة للقمع أو التشويه أو تأليب الرأي العام ضد الأشخاص والمؤسسات. ومن المعروف أن الكابرانات يتقنون هذا النوع من السيناريوهات التضليلية التي لم يرثوا غيرها من الحليف الروسي.

تاريخ الخبر: 2023-02-15 00:25:48
المصدر: موقع الدار - المغرب
التصنيف: مجتمع
مستوى الصحة: 56%
الأهمية: 67%

آخر الأخبار حول العالم

المزيد من الأخبار

مواضيع من موسوعة كشاف

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

تحميل تطبيق المنصة العربية