حمزة فاوزي

بكلمات “واضحة” وجه وزير الخارجية الإسباني، خوسي مانويل ألباريس، رسالة “طمأنة”، لحاكم مدينة سبتة المحتلة، أكد فيها على أن وضع “حدود جمركية’ للمدينة مع المغرب، وفرض التأشيرة على مواطنيه، هو “قرار لا رجعة فيه”.

وتأتي تصريحات ألباريس، بعد موجة ” ضغط” مارستها القوى المعارضة لحكومة سانشيز، والتي انتقدت فيها مخرجات قمة مدريد-الرباط، والتي لم تشهد استقبالا رسميا من قبل العاهل المغربي كما هو معمول به في القمم السابقة.

كلمات ألباريس جاءت خلال الاجتماع الأخير الذي جمعه مع رئيس حكومة سبتة المحتلة، والذي اعتبر حسب وسائل إعلام محلية، “محاولة لتقريب وجهات النظر” مع الحكومات المتمتعة بالحكم الذاتي والقريبة من المغرب، والتي تختلف مطالبها، فحكومة جزر الكناري تطالب بترسيم الحدود، في وقت يطمح فيه حاكم سبتة لإنشاء علاقات تجارية رسمية مع الرباط.

ولم تكن مخرجات القمة المغربية-الإسبانية، “مرضية” لحكومتي سبتة ومليلية المحتلتين، إذ لم يتم الحسم في مسألة فتح المعابر الجمركية، وفرض التأشيرة على المواطنين المغاربة، وهو ما يضع الرباط بشكل “غير مباشر كمعترف” بسيادة مدريد على المدينتين، إلى جانب السماح لهما بشكل تدريجي للانضمام إلى منطقة “شنغن” الأوروبية.

وفي ظل هذه التأكيدات الإسبانية، على الرغبة في تحديد حدود جمركية للمدينتين، يستمر ” الصمت المغربي” تجاه المسألة، في وقت تحدث فيه مصادر متطابقة عن وجود “تريث” لدى الرباط في الموضوع.

المحلل السياسي والأستاذ في العلاقات الدولية، العمراني بوخبزة، يقول إن ” تعامل الأوساط السياسية بإسبانيا مع موضوع سبتة ومليلية يكون بـ”حساسية مفرطة”، وتخضع لحسابات انتخابية، لكنه يكون مختلفا مع الجهات الرسمية بالمغرب، وهي المفاوضات التي لا يتم إخراجها للوسط الإعلامي”.

وأضاف بوخبزة في حديثه لـ”الأيام 24″، أن ” ألباريس خرج بهذه التصريحات فقط من أجل تهدئة أصوات المعارضة وكذا تقوية جبهته التي تستعد للانتخابات المقبلة، في وقت يعتمد المغرب سياسة مخالفة ولا ترتبط بواقع انتخابي ظرفي، فتدبير هذا الملف يخضع لسياسة طويلة الأمد”.

وأشار المحلل السياسي والأستاذ في العلاقات الدولية، إلى أن ” وجود رد مغربي على تصريحات ألباريس غير وارد، نظرا لوجود هذا الملف تحت اختصاصات الملك فيما يخص السياسة الخارجية، والتي تعرف بحكمتها وعدم انجرافها مع المواقف الموجهة للاستهلاك”.

وأردف المتحدث ذاته، أن ” الحكومة الإسبانية تعيش تحت ضغوطات داخلية وخارجية، وهو ما  يستوجب على المغرب مراعاته في فهم ردود أفعال الجار الشمالي، خاصة وأن الرباط تعرف أن موقفها من قضية سبتة ومليلية لن يتغير بتناوب الحكومات، وسيبقى راسخا للأبد”.

واستطرد قائلا : ” مواقف ألباريس تأتي في مرحلة لا يحتاج فيها المغرب للتعبير عن موقفه، فهو يعي حجم الحملات التي تقيس العلاقات مع إسبانيا، خاصة مع زوال الدعايات التي كانت تروج حول تخلي المغرب عن سبتة ومليلية مقابل اعتراف اسبانيا بمخطط الحكم الذاتي بالصحراء”.