قال الجيش الأوكراني إن روسيا أطلقت 36 صاروخا من طراز كروز يوم الخميس، بعد يوم من رصد ستة مناطيد تحمل عاكسات رادار على ما يبدو في سماء العاصمة كييف.

وقال مسؤولون إن الصواريخ التي أطلقت من البر والبحر أسفرت عن مقتل امرأة وأصابت بنية تحتية حيوية.

وتحدثت أوكرانيا عن تغيير في التكتيكات الروسية، في إشارة واضحة إلى المناطيد فوق كييف.

وقال الجيش إن معظم المناطيد أُسقطت، مضيفا أنها كانت تتحرك مدفوعة بتأثير تيارات الرياح.

وأظهرت صور متداولة على وسائل التواصل الاجتماعي تصميما غير متطور، لهيكل عاكس للرادار متقاطع الشكل يتدلى بخيط من منطاد.

كما رُصدت، خلال الأيام الماضية، مناطيد مزودة بعاكسات رادار فوق المنطقة الشرقية من دنيبروبتروفسك.

وقال يوري إهنات، المتحدث باسم القوات الجوية الأوكرانية: "هذه الأجسام يمكن أن تحمل عاكسات للرادار ومعدات استطلاع معينة"، مضيفا أن "المناطيد أُطلقت لكشف قوات دفاعنا الجوي واستنفاد طاقتها".

وتسببت المناطيد المرتفعة مؤخرا في حدوث توترات في الولايات المتحدة وكذلك في أوكرانيا.

وكانت رومانيا قد سارعت، في وقت سابق خلال الأسبوع الجاري، بإطلاق طائرات مقاتلة عندما شوهد جسم يشبه منطاد الطقس على ارتفاع نحو 3350 مترا، وأغلقت مولدوفا مجالها الجوي لفترة وجيزة بسبب الجسم مجهول الهوية.

ومع اقتراب الذكرى الأولى للغزو الروسي لأوكرانيا، يبدو أن المناطيد تشكل إضافة أرخص تكلفة إلى استخدام روسيا الجوي لصواريخ كروز وطائرات مسيّرة إيرانية الصنع.

وثمة احتمال أن تعمل المناطيد على إرباك عمل أنظمة الرادار، وتدفع الجيش الأوكراني على إطلاق صواريخ أرض-جو "سام" باهظة التكلفة، باتجاه ما يعرف بـ "أهداف زائفة".

وبالنظر إلى حجم المناطيد وسرعتها، قال المتحدث باسم القوات الجوية إن الرادار الأوكراني كان قادرا على تحديد الأجسام بشكل صحيح وفي مناسبتين على الأقل أُسقطت بإطلاق الرصاص بدلا من إهدار إطلاق صواريخ.

بيد أن المناطيد قد تكون بمثابة أفخاخ، لا سيما وأن أوكرانيا تحرص دوما على مسح السماء بحثا عن طائرات وصواريخ روسية باستخدام رادارات أرضية، وكثير منها جزء من أنظمة سام الخاصة بها، التي تعود إلى الحقبة السوفيتية إلى جانب استخدام نظيراتها الحديثة من دول الغرب.

وقال الجيش الأوكراني إن المناطيد بها عاكسات رادار، الأمر الذي يغري دفاعات الطائرات الأوكرانية على تتبعها.

وتساعد هذه المناطيد، من خلال "امتصاص" أكبر قدر ممكن من الدفاع الصاروخي الأوكراني، المقاتلات الروسية والقاذفات وصواريخ كروز والطائرات المسيّرة في ضرب أهداف أوكرانية بدون عوائق نسبيا.

وتقوم فكرة عمل المناطيد على عكس طاقة الرادار المتولدة من الرادارات الأوكرانية التي "ترصد" الأجسام، كي تبدو تلك المناطيد، المدفوعة بتيارات الرياح على ارتفاع، كما لو كانت طائرات أو مروحيات روسية حقيقية، الأمر الذي يقنع الدفاعات الأوكرانية بمهاجمتها.

وقال الخبير العسكري الروسي، أندريه كلينتسفيتش، إن روسيا تستخدم نفس الإستراتيجية لحماية الجسر فوق مضيق كيرتش إلى شبه جزيرة القرم من شن أي هجوم.

وجرى استخدام أفخاخ أكثر تطورا في صراعات سابقة لإرباك الدفاعات الجوية، وتشير معلومات إلى أفخاخ استخدمتها إسرائيل ضد صواريخ "سام" السورية في سهل البقاع عام 1982، فضلا عن استخدام طائرات أمريكية لها في الساعات الأولى من عملية عاصفة الصحراء في العراق عام 1991.

وقد تكون أنظمة "سام" الحديثة المرسلة إلى أوكرانيا، مثل "ناسام" و"إريس-تي" و"باتريوت"، قادرة على التمييز بين المناطيد الطائرة المسيّرة والتهديدات الحقيقية، بيد أن أي تمويه سيُنظر إليه على أنه تكتيك جدير بالاهتمام من وجهة نظر روسية.

كما قال المتحدث باسم القوات الجوية الأوكرانية إن المناطيد قد تكون مستخدمة في أغراض الاستطلاع ويحتاج الأمر إلى تحقيق شامل.