وكيل الأزهر: تحرير الأقصى وعد صادق لن يتخلف


أكد د. محمد الضويني وكيل الأزهر أن عروبةَ القدسِ وإسلاميَّتَها مسألةٌ محسومةٌ تاريخًا ودينًا وواقعًا، فنحن الأحقُّ بجميعِ ، الَّذين جاءت رسالاتُهم بالسَّلامِ، وليس هؤلاء الصَّهاينة الَّذين خرجوا على التَّعاليمِ السَّمحةِ للشَّرائعِ السَّماويَّةِ.

جاء ذلك فى كلمته فى مؤتمر دعم القدس الذى عُقد بالجامعة العربية حيث شدد على أن الإسراءَ والمعراجَ ليست مجرَّدَ معجزةٍ كسائرِ المعجزاتِ، وإنَّما هى جزءٌ أصيلٌ من المكوِّنِ العقديِّ للمسلمِ، أيًّا كان موطنُه؛ لذا كان ارتباطُ المسلمين فى مشارقِ الأرضِ ومغاربِها بالأقصى والقدسِ وفلسطينَ هو ارتباطٌ عقديٌّ إيمانيٌّ، وليس ارتباطًا انفعاليًا عابرًا ولا موسميًا مؤقَّتًا، فالقدسُ بقعةٌ مباركةٌ، من أقدسِ البلادِ وأشرفِها، وهى أرضُ النُّبوَّاتِ، وتاريخُها مرتبطٌ بِسِيَرِ الرُّسلِ الكرامِ -عليهم الصَّلاةُ والسَّلامُ-؛ وهى عزيزةٌ علينا، دينًا ودنيا، قديمًا وحديثًا، ولن نُفَرِّطَ فيها أبدًا مهما كانت المغرياتُ، ومهما عظمتِ التَّهديداتُ.

وقال: إنَّ تحريرَ وعودتَه للمسلمين خالصًا وعدٌ صادقٌ فى كتابِ ربِّنا لن يتخلَّفَ؛ حيثُ يقولُ اللهُ تعالى: «فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآخِرَةِ لِيَسُوءُوا وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُوا الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُوا مَا عَلَوْا تَتْبِيرًا»، فعودةُ الأقصى للمسلمين قضيَّةٌ محسومةٌ لا يخفى علينا إلَّا وقتُها، ولعلَّه قريبٌ إن شاءَ اللهُ، وحتَّى يأتيَ هذا الوقتُ فإنَّ الواجبَ على المسلمين ألَّا يُخدعوا عن قضيَّتِهم، وألَّا يصابوا فى وعيِهم، وأن يُحسُّوا بالواقعِ الأليمِ الَّذى يعانيه أهلُ فلسطين، وأن يدركوا ما يُحاك للقبلةِ الأولى الَّتي لا تقلُّ شرفًا وتعظيمًا عن .

اقرأ أيضًا | 

وأضاف أن من أعاجيبِ زمانِنا ونحن فى عصرٍ يتغنَّى بالحرِّيَّةِ والدِّيموقراطيَّةِ، أن تُقرَّ المؤسَّساتُ الدَّوليَّةُ والهيئاتُ الأمميَّةُ وتشهدَ مواثيقُها ومعاهداتُها بأنَّ المسجدَ الأقصى مسجدٌ إسلاميٌّ عربيٌّ تحت الاحتلالِ، ثمَّ لا يتحرَّكُ لهم ساكنٌ وهم يرون هذه الانتهاكاتِ، وما يجرى من حفريَّاتٍ لتخريب بنيانِه، ومحاولاتٍ لطمسِ هويَّتِه، وتغييرِ واقعِه، وسعيهم لهدمِ حائطِ البراقِ الَّذى يسمُّونه كذبًا حائطَ المبكى لتشييدِ الهيكلِ المزعومِ، فضلًا عن التَّضييقِ على من يريدُ الصَّلاةَ فيه، ومنعِ فئاتٍ عمريَّةٍ معيَّنةٍ من دخولِه، بل إغلاقِه فى وجهِ الجميعِ مرَّاتٍ متعدِّدةً، فضلًا عن الاعتداءِ الآثمِ على المسلمين قتلًا وجرحًا واعتقالًا، كلُّ ذلك يحدثُ فى صمتٍ مخزٍ من المجتمعِ الدَّوليِّ الَّذى لم يكترثْ لكلِّ هذه الانتهاكاتِ ولم يصدرْ عنه سوى المطالبةِ بالتَّهدئةِ وضبطِ النَّفسِ! ألا فليعلم الصَّهاينةُ ومن يقفُ خلفَهم أنَّ المسجدَ الأقصى إسلاميٌّ عربيٌّ كان وما زال وسيبقى، وإن ظنَّ هؤلاءِ أنَّ تطاولَ الأزمنةِ وتزييفَ التَّاريخِ وتغييرَ الواقعِ سيُنسى العربَ والمسلمين قبلتَهم الأولى فهم واهمون، وعلى الدُّولِ الكبرى أن تَكيلَ بمكيالٍ واحدٍ فى تعاملِها مع قضايا العالمِ، وأن تكفَّ عن الانحيازِ والدَّعمِ المطلقِ لهذا الكيانِ الغاصبِ الَّذى غرسوه فى بلادِنا، وليعلموا أنَّ ما يحدثُ بحقِّ المسلمين ومقدَّساتِهم يمثِّلُ بيئةً خصبةً للتَّطرُّفِ والإرهابِ الَّذى يهدِّدُ الأمنَ والسِّلمَ فى العالمِ وليس فى منطقتِنا المنكوبةِ فحسبُ.

وقال: إنَّنا -نحن أمَّةَ العربِ والإسلامِ- أمَّةُ سلامٍ، ولكنَّه سلامُ القوَّةِ وليس سلامَ الضَّعفِ والانكسارِ والانهزامِ، وإنَّنا نوقنُ أنَّ هذا السَّلامَ هو الخيارُ الأوحدُ للعالمِ ليتجاوزَ الثَّمراتِ المرَّةَ للكراهيةِ.
وإنَّ الرِّضا بالتَّجاوزاتِ والانتهاكاتِ الَّتى يقوم بها الصَّهاينةُ نقصٌ فى الإيمانِ، فضلًا عن كونِه رعونةً عقليَّةً وسُبَّةً لا تُقبلُ فى عصرِ الحضارةِ والحقوقِ والحرِّيَّاتِ.

وأكد ثباتَ الأزهرِ على موقفِه من القضيَّةِ الفلسطينيَّةِ، موجها رسائلَ مهمَّةً إلى المجتمعَين المحليِّ والدَّوليِّ، وإنَّ الإرهابَ الَّذى يمارسُه بحقِّ الفلسطينيِّين ومقدَّساتِنا الإسلاميَّةِ والمسيحيَّةِ فى القدسِ الشَّريفِ لا يختلفُ كثيرًا عن الإرهابِ الَّذى يضربُ منطقتَنا المنكوبةَ، فكلاهما صناعةٌ خبيثةٌ تعمل وفق أجندات مشبوهة، وعلينا أن نعلنَ ذلك صراحةً دون مواربةٍ أو مداهنةٍ، ولنتوقَّف عن جلدِ أنفسِنا، وعلى المنهزمين نفسيًّا والمغيَّبين عقليًّا أن يُفيقوا وينتهوا عن اتِّهاِم مناهجِنا التَّعليميَّةِ ودينِنا الحنيفِ وتراثِنا السَّمحِ بالعنفِ والتَّطرُّفِ، فجميعُهم براءٌ من هذا الإرهابِ الأسودِ الَّذى صنعوه وزوَّدوه بكلِّ سبلِ التَّمدُّدِ والانتشارِ، ثمَّ اتخذوه ذريعةً لتدميرِ بلادِنا، وفرضِ الوصايةِ على شعوبِنا، وتحطيمِ آمالِنا فى مستقبلٍ أفضلَ لشبابِنا والأجيالِ المقبلةِ.

تاريخ الخبر: 2023-02-16 21:19:22
المصدر: بوابة أخبار اليوم - مصر
التصنيف: سياسة
مستوى الصحة: 47%
الأهمية: 63%

آخر الأخبار حول العالم

الركراكي يحظى باستقبال خاص في مقر نادي إشبيلية

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-07 15:25:52
مستوى الصحة: 47% الأهمية: 50%

الركراكي يحظى باستقبال خاص في مقر نادي إشبيلية

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-07 15:25:43
مستوى الصحة: 52% الأهمية: 54%

المزيد من الأخبار

مواضيع من موسوعة كشاف

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

تحميل تطبيق المنصة العربية