أعلنت مساء أمس، أسماء الفائزين بجائزة الطيب صالح وحصد الناقد والأكاديمي الدكتور أحمد الصغير المركز الثاني للجائزة فرع الدراسات النقدية عن مخطوطه “التحليل السيمائي – دراسة ديوان أنت واحدها وهي وأعضاؤك انتثرت للشاعر محمد عفيفي مطر".

وقال الناقد والأكاديمي الدكتور أحمد الصغير "تمثل لي جائزة الطيب صالح العالمية للإبداع الكتابي، حدثا مهما في حياتي العلمية والنقدية أشعر بالسعادة حيث تحمل الجائزة اسمًا كبيرًا في عالم الرواية العربية، لأن الطيب صالح أحد رموز السودان والوطن العربي، وبهذه المناسبة الجليلة أتوجه بالشكر الجزيل إلى السودان العظيم، ومجلس الأمناء، ولجنة التحكيم على ثقتهم ونزاهتهم في تقييم البحوث العلمية للجائزة، فقد جاء البحث الذي تقدمت به بعنوان "التحليل السيميائي للخطاب الشعري" مقاربة نقدية في ديوان أنت واحدها وهي أعضاؤك انتثرت لمحمد عفيفي مطر، نموذجًا".

ولفت الصغير إلى أن "هذه الجائزة تتويج للمدرسة النقدية المصرية ، لما للنقد من دور في تقويم النص الأدبي والكشف عن جمالياته الفنية والمعرفية، فتصبح الجوائز حافزا معنويا وماديا من  أجل تطوير الحركة النقدية، لأن الناقد يعمل بشكل فردي ــ فلا توجد مؤسسة ثقافية تعتني به ـــ يحاول مجتهدا أن يطور أدواته النقدية والمعرفية، لاستمرار مشروعه النقدي وأتذكر هنا أساتذتي الكرام النقاد المصريين شكري عياد وعزالدين إسماعيل وسيد البحراوي وجابر عصفور وصلاح فضل.. رحمهم الله. وكذلك الكبار. يوسف نوفل ومحمد عبد المطلب . وعبد الحكيم راضي.. منعهم الله بالصحة والعافية والسعادة. 

أشار الصغير إلى أن جاء البحث الفائز بعنوان "التحليل السيميائي للخطاب الشعري، مقاربة سِيِمْيِائِيَّة؛ لاستكناه أدوات الخطاب الشعري في ديوان " أنت واحدها وهي أعضاؤك انتثرت" للشاعر الكبير محمد عفيفي مطر، لأنه أحد الآباء الشعريين الكبار في القصيدة العربية الحديثة، لما تمتلكه قصيدته قدرة كونية على البوح المكتنز بالأساطير والفلسفات والحكايات التراثية السياسية والتاريخية والثقافية وغيرها.  ستظل قصيدة عفيفي مطر حمالة أوجه، كلما اقتربت منها منحتك رؤية مختلفة عن سابقتها. جاء البحث معتمدا على مقاربة سيميائية في تحليل قصائد المدونة، مستفيدا من إجراءات المنهج السيميائي التأويلي في عملية التحليل النقدي لنصوص المدونة، وتكون من خمسة فصول وتمهيد، الأول يناقش عتبات القصيدة المطرية ، والثاني بينة الحكايات الشعرية ، الثالث، سيمياء الفضاء الشعري ، الرابع المقدس والشعري ، الخامس، الشخصيات المستعارة في القصيدة. ثم خاتمة البحث، والمصادر، المراجع. 

أضاف  الصغير أن القصيدة المطرية تحفر بعمق في أرضية قصيدة الحداثة الشعرية في الأدب العربي، حيث ارتكن عفيفي مطر إلى خلق مساحات من التَّجْرِيب الفني في كتاباته الشعرية، من خلال موضوعاتها، وجمالياتها الفنية المتعددة، وتشكلاتها المعرفية، مستخدما أدوات التجريب المختلفة في بناء النص الشعري الحداثي 

وأكد أن "قدَّم الشاعرُ المصري محمد عفيفي مطر إلى الحياة الشعرية العربية أكثر من ثلاثة وعشرين ديوانًا شعريًا، قام بجمعها في ثلاثة مجلدات، تضم الأعمال الشعرية نهاية القرن الماضي؛ لتصبح القصيدة المطرية؛ تعبيرا عن حكاية القصيدة العربية التي كتبها الشاعر، عبر مراحلها المختلفة، منتقلا من كتابة القصيدة العمودية إلى الواقعية، والرمزية، الفلسفية، الصوفية؛ و قصيدة السيرة الذاتية، اليوميات، والقصيدة السردية ــ إن جاز التعبيرـــ مستفيدا من فنون السرد المختلفة مثل ( القصة، الرواية، السيناريو، والمسرحية النثرية، والملحمة، موظفا أدواتها المختلفة في القصيدة.  وفي النهاية أتوجه بخالص الشكر لجمهورية السودان الشقيقة والقائمين على جائز الطيب صالح، متمنيا التوفيق والنجاح والاستقرار للسودان امتدادنا الغالي فنحن أبناء النيل والحضارة القديمة.