أعلنت الجزائر رفضها ما وصفته بـ”التحركات الاستعراضية والضغوطات التي تمارسها إسبانيا عبر الاتحاد الأوروبي”، متهما الحكومة في مدريد بتعطيل انعقاد مجلس الشراكة بين الجزائر والاتحاد الأوروبي، كما اتهمت مسؤولا أوروبيا بـ”الإدلاء بتصريحات تتضمن مزاعم غير دقيقة”.
ونقلت وكالة الأنباء الجزائرية عن مسؤول في الخارجية الجزائرية أن “المدير العام المساعد المكلف بالتجارة في مفوضية الاتحاد الأوروبي كرّس اللبس عمدا بين البعد السياسي والتجاري، من خلال إعرابه عن قلق الاتحاد الأوروبي بشأن إجراءات مزعومة ردعية اتخذتها الحكومة الجزائرية ضد إسبانيا”.
وتتهم أوساط داخل الإتحاد الأوروبي، الجزائر بالخلط بين الشق السياسي والتجاري وعدم التزام الجزائر بإبقاء الخلاف مع مدريد في إطار سياسي، دون أن ينعكس ذلك على المعاملات التجارية بين البلدين، بدليل تأكيدات مدريد بأن شركاتها التجارية باتت تواجه صعوبات في تصدير منتجاتها إلى الجزائر، بسبب الأزمة السياسية بين الجزائر ومدريد.
المدير العام المساعد المكلف بالتجارة في مفوضية الاتحاد الأوروبي، دينيس رودنيت، سبق له التأكيد بأن “الإجراءات التي اتخذتها السلطات الجزائرية تثير قلقا كبيرا، ليس فقط في إسبانيا، ولكن أيضا داخل الاتحاد الأوروبي، لأنها تؤثر على السياسة التجارية المشتركة”، مضيفا أن “الأمر يتعلق بالإكراه الاقتصادي، وسنتواصل مع السلطات الجزائرية لمواجهة هذه الإجراءات وإزالتها، وهذه القضية مقلقة للغاية ومعقدة للغاية، ولها بعد تجاري وسياسي”.
مسؤول في الخارجية الجزائرية سبق وأن رد على التصريحات السابقة للمسؤول الأووربي، بحسب ما نقلت وكالة الأنباء الجزائرية، بالقول إن “هذا المسؤول لم يتطرق البتة إلى الموقف المعرقل للحكومة الإسبانية التي تقف في وجه تبني أولويات الشراكة التي تم التفاوض بشأنها ووضع صيغتها النهائية منذ عدة أشهر في إطار سياسة الجوار الأوروبية”، كما أنه “غضّ الطرف أيضا عن موقف إسبانيا غير المسؤول، بحيث إنها تستغل بطريقة تعسفية قاعدة الإجماع لعرقلة انعقاد مجلس الشراكة، الذي يعتبر الهيئة السياسية القانونية المكلفة بالخوض في كافة الشؤون السياسية والاقتصادية والتجارية”.
وتفجرت أزمة في العلاقات بين الجزائر وإسبانيا منذ نهاية مارس 2022، بعد إعلان مدريد تغيير موقفها من قضية الصحراء عبر دعم المقترح المغربي المتعلق بالحكم الذاتي، وهو موقف اعتبرته الجزائر “غير أخلاقي وتنصل من مدريد عن مسؤولياتها التاريخية في النزاع”، حيث استدعت الجزائر سفيرها للتشاور منذ ذلك الوقت ولم تعده حتى الآن.
