أحمد البوحساني
ألقى وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج ناصر بوريطة، اليوم الجمعة، كلمة بمناسبة انطلاق أشغال اللقاء الدولي التحضيري، الذي ينعقد يومي 17 و18 فبراير الجاري بالرباط، والذي يأتي في إطار التحضير للدورة الثالثة للمنتدى العالمي لحقوق الإنسان الذي سيعقد شهر مارس 2023 بالأرجنتين.
و أكد وزير الخارجية خلال كلمته ، على الدعم الكامل الذي يحظى به منتدى الرباط العالمي لحقوق الإنسان من قبل الدولة المغربية ، و الهادف إلى تعميق النقاش حول القضايا الحقوقية التي سيناقشها، والمتعلقة بالعدالة الانتقالية والذاكرة، و الهجرة، والتغيرات المناخية .
واعتبر ناصر بوريطة منتدى الرباط العالمي لحقوق الإنسان فرصة لإسماع صوت القارة الإفريقية في معركة دعم حقوق الإنسان والدفاع عن الديمقراطية ودولة الحق و القانون، مشيراً في هذا الصدد، إلى الرسالة الملكية السامية التي وجهها الملك محمد السادس إلى المشاركين في المنتدى العالمي لحقوق الإنسان بمراكش، والتي أكد فيها أن القارة الإفريقية بلغت درجة من النضج تؤهلها للإسهام في تحديد المعايير العالمية لحقوق الإنسان.
ومن هذا المنطلق، قال وزير الخارجية بأن المملكة المغربية تدعو إلى نهج دبلوماسية جديدة في مجال حقوق الإنسان، باعتبارها وسيلة متاحة للنقاش بين مكونات المجتمع الدولي، خصوصاً أن السنوات المقبلة ستكون حاسمة في هذا المجال ، موضحا أن الدبلوماسية المعتمدة يجب أن تكون صبورة و مدروسة، ومبنية على أسس الحوار والتعاون الذي ينتج نظاما عالميا لحقوق الإنسان أكثر توازنا ، معبرا في الآن ذاته ، عن رفض المغرب بإستئثار الدول الغربية بدور المراقب لمجال حقوق الإنسان في العالم ، قائلا : ” لا يمكن لأحد أن يجزم بأنه هو من يمتلك شرعية تقييم حقوق الإنسان ” .
وتابع القول ، أنه لا مجال إطلاقا لممارسة الوصاية على قضايا حقوق الإنسان، ولا شرعية تلقائية لإملاءات تقييمية خارجية، ولا بديل عن التمكين الجاد التدريجي والفردي والجماعي لكونية حقوق الإنسان .
و لإيجاد حلول مشتركة ومستدامة للإشكالات المطروحة، فإن منتدى الرباط سيساهم في تعميق النقاش حول القضايا الحقوقية الراهنة التي تهم الدول المشاركة حسب وزير الخارجية.
من جهة أخرى ، أوضح ناصر بوريطة ، أن المغرب تحت قيادة الملك محمد السادس، يضع حقوق الإنسان ضمن ركائز نموذجه التنموي في بعدها الكوني الشمولي، و هذا ما تؤكده المنجزات المحققة في الحقوق المدنية والسياسية و الاقتصادية والثقافية والبيئية.
