قال الاتحاد المصري للتأمين خلال نشرته الأسبوعية برئاسة علاء الزهيري، إن المفهوم الحديث للملكية الفكرية تطور في إنجلترا في القرنين السابع عشر والثامن عشر، وبدأ استخدام مصطلح «الملكية الفكرية» في القرن التاسع عشر، وعلى الرغم من ذلك لم تصبح الملكية الفكرية شائعة في غالبية النظم القانونية في العالم حتى نهاية القرن العشرين.
وعرف الملكية الفكرية، بأنها هي فئة من الممتلكات التي تتضمن الإبداعات غير الملموسة للعقل البشري، وتعترف بعض الدول بالعديد من أنواع الملكية الفكرية أكثر من غيرها، وتعد الأنواع الأكثر شهرة للملكية الفكرية هي حقوق النشر وبراءات الاختراع والعلامات التجارية.
اقرا ايضا| كل ما تريد معرفته عن تأمين توقف الأعمال وفقد الإيراد
وتابع الاتحاد المصرى للتأمين، ويعد الغرض الرئيسي من قانون الملكية الفكرية هو تشجيع إنشاء مجموعة واسعة من السلع الفكرية. ومن أجل تحقيق ذلك، يمنح القانون حقوق ملكية الأفراد والشركات للمعلومات والسلع الفكرية التي ينشئونها، والتي تكون عادةً لفترة زمنية محدودة. ويعطي هذا حافزاً اقتصادياً من أجل إنشائها، بسبب إتاحته الاستفادة من المعلومات والسلع الفكرية لمن أنشأها. ومن المتوقع أن تساهم هذه الحوافز الاقتصادية في تحفيز الابتكار وأن تسهم في التقدم التكنولوجي للدول التي توفر الحماية اللازمة للمبتكرين.
وأشار الاتحاد المصري للتأمين إلى التحديات الخاصة بحماية الملكية الفكرية، حيث تواجه الطبيعة غير الملموسة للملكية الفكرية صعوبات في حمايتها عند المقارنة بالملكية التقليدية مثل الأراضى أو المبانى أو البضائع. فعلى عكس الملكية التقليدية، فإن الملكية الفكرية «غير قابلة للتجزئة»، إذ يمكن لعدد غير محدود من الأشخاص «استهلاك» السلعة الفكرية دون استنزافها. بالإضافة إلى ذلك، تعاني الاستثمارات في السلع الفكرية من مشاكل الاستيلاء على عكس الملكية التقليدية التي يمكن الحفاظ عليها بوسائل الحماية التقليدية.
وعلى سبيل المثال يمكن لمالك الأرض أن يحيط أرضه بسياج قوي بالإضافة إلى توظيف حراس مسلحين من أجل حمايتها، إلا أن ذات الحماية التقليدية لا يمكن تطبيقها على المنتج الأدبى أو الفكرى فعلى سبيل المثال لا يستطيع المؤلف عادةً فعل الكثير من أجل منع المشتري الأول لنسخة من كتابه من إعادة نسخها وبيعها بسعر أقل. ويعد ذلك هو محور التركيز الأساسي لقانون الملكية الفكرية الحديث من خلال إرساء توازن سليم بين مصالح المبتكرين ومصالح الجمهور العام، عن طريق وضع إجراءات تضمن الحماية لمنتجى السلع الفكرية مما يؤدى إلى إنشاء بيئة تساعد على ازدهار الإبداع والابتكار.
أهمية حقوق الملكية الفكرية
تعطى حقوق الملكية الفكرية للشركة الفرصة للاستثمار في إبداعها وابتكارها وعلامتها التجارية وجني ثمار ذلك الاستثمار، وتمنع الآخرين من الاعتداء على قدمته تلك الشركة من ابداع وابتكار.
ومن المثير للدهشة أنه يمكن أن يوجد عدد من حقوق الملكية الفكرية في منتج واحد:
قد يكون غطاء الزجاجة مسجلاً ببراءة اختراع "مثل غطاء الزجاجة الذى يتم زراعته في الأرض لينبت بعد ذلك".
يمكن أن تتضمن الوصفة الخاصة بالمنتج المعبأ أسراراً تجارية.
يخضع الشعار أو الاسم أو الصور لحقوق النشر وحقوق العلامة التجارية.
يمكن أن يخضع شكل الزجاجة لحماية التصميم أو العلامة التجارية.
ومما سبق يتضح أن الأصول غير الملموسة، والتى من ضمنها الملكية الفكرية، تشكل الآن ما بين 70 إلى 80 في المائة من الميزانية العمومية النموذجية للشركة الكبرى. وتظهر الدراسات الحديثة أن الأصول غير الملموسة تساهم بضعف القيمة الإجمالية للسلع المصنعة المباعة من الأشكال الأخرى لرأس المال الملموس (لمزيد من المعلومات عن الأصول غير الملموسة يرجى الاطلاع على النشرة رقم 109 من النشرات الأسبوعية التي يصدرها الاتحاد المصرى للتأمين).
تأمين الملكية الفكرية
ما هو تأمين الملكية الفكرية؟.. يغطي تأمين الملكية الفكرية تكاليف التقاضي المتعلقة بإنفاذ أو الدفاع عن براءات الاختراع أو العلامات التجارية أو حقوق النشر التي يقوم المؤمن له برفعها نتيجة التعدي على الملكية الفكرية أو سرقتها. كما يغطي تكاليف الدفاع القانوني لحملة الوثائق المتهمين بانتهاك حقوق الملكية الفكرية أو السرقة. وهناك نوعان أساسيان من تأمين الملكية الفكرية:
إجراءات الدفاع ضد التعدي – ويعد هذا هو النوع الأكثر شيوعاً لتأمين الملكية الفكرية. وهو يغطي حاملي وثائق التأمين عن مطالبات التعدي المرفوعة ضدهم.
تغطية إنفاذ حقوق الملكية الفكرية - تمنح هذه التغطية مالكي الملكية الفكرية - المؤمن عليهم - الموارد المالية لإنفاذ حقوق الملكية الفكرية الخاصة بهم ومتابعة دعاوى التعدى.
ماذا يغطي تأمين الملكية الفكرية؟
ويغطي تأمين الملكية الفكرية ما يلي:
مطالبات التعدي من قبل طرف ثالث على براءات الاختراع وحقوق النشر والعلامات التجارية.
تغطية المنتجات والعمليات والخدمات .
التغطية ضد سارقى براءات الاختراع.
تغطية الاستئناف والمطالبات المضادة.
تغطية دعاوى اختلاس الأسرار المهنية.
تغطية التعويض التعاقدي والدفاع عن الطرف المستحق للتعويض.
تخفيف الخسارة من خلال الاستعانة بالخبراء كشهود وللتحليل الفني والتصميم.
اختيار العميل لمستشار قانونى / محامى.
متطلبات ما بعد الحادث.
عوامل إحتساب تكلفة تأمين الملكية الفكرية
تختلف تكاليف التأمين على الملكية الفكرية من شركة إلى أخرى. وتستخدم شركات التأمين عوامل مختلفة لتحديد تكاليف تأمين الملكية الفكرية، و يمكن أن يشمل ذلك: طبيعة عمل الشركة والموقع وحجم أعمال الشركة وحجم الأرباح وقيمة العلامة التجارية للشركة.
ومن أهم مجالات تغطية الملكية الفكرية:
العلامات التجارية وهي علامات (مثل الكلمات والشعارات) والتي تميز السلع والخدمات في السوق.
براءات الاختراع التي تنطبق على المنتجات أو العمليات الجديدة والمبتكرة.
حقوق التصميم التي تحمي مظهر المنتج / الشعار.
حقوق التأليف والنشر هو حق تلقائي يتم تطبيقه عند إنشاء عمل أو كتابته أو تسجيله بطريقة ما.
ما هو دور الاتحاد؟
يقوم الاتحاد بإلقاء الضوء على التغطيات التأمينية اللازمة لتقديم الحماية لهذه الثروة الفكرية وذلك بغرض تحفيز شركات التأمين العاملة بالسوق المصرى على الاكتتاب في مثل هذه الأنواع الجديدة من التغطيات التأمينية، وذلك إيماناً من الاتحاد المصري للتأمين، بأهمية الحفاظ على الموروث الثقافي وحماية الحركة الثقافية المعاصرة وأهمية الحفاظ على الابتكارات وبراءات الاختراع وغيرها من المنتجات الفكرية في مجال البحث العلمى وبغرض تقديم الدعم والحماية اللازمة لهما بما ينعكس على تطور وتقدم الدولة المصرية؛
كما سعى الاتحاد كذلك إلى نشر الوعى التأمينى بين أوساط المثقفين وذلك بغرض زيادة انتشار الفكر التأمينى على مستوى جمهورية مصر العربية مما ينعكس بشكل إيجابى على نشاط التأمين وزيادة حجم مساهمته في الناتج الإجمالى المحلى. فقد قام الاتحاد بالتعاون مع الهيئة العامة للرقابة المالية بالمشاركة في معرض القاهرة الدولى للكتاب الذى اختتمت فعالياته يوم 6 فبراير 2023؛ حيث تواجد الاتحاد في جناح الهيئة في الصالة المخصصة للجهات العاملة في الدولة.
