عمر أوشن يكتب: الزلزال هزة جيولوجية و ليس عقابا من ربنا الرحمان الرحيم


بعض من بني آدم ينتظر الزلازل والكوارث والفيضانات ليقول قولته المكررة البائسة ..
إنه عقاب من السماء..
أنظروا الى المتبرجات و الأفلام و الأغاني الخليعة..
و شاهدوا الفساد و يقصدون به الجسد و ليس فسد السياسة و الحكام ..
أنظروا كيف كان عقاب الله للفاسقين و الفاسقات..؟؟
إنه حكم رباني و رسالة إلهية ..
ثم يطوي الصفحة..
و لا يهمه عدد الضحايا و الخسائر و الألام و الفجيعة و الحزن و فقدان من تحب..
في زلزال الحسيمة كتب شاب ريفي مهاجر مقيم في ألمانيا
يا حسيمة زلزلي…و زلزلي ..
و انفصلي..
هل هكذا.. بهذا الأفق سنخفف من وجع الزلزال ..
دعوة طائشة إلى الانفصال..؟
كنت قضيت أياما بعد الهزة في الحسيمة أو بييا كما كان إسمها الاصلي في تمسمان و الريف.
تلك الأيام كان الفصل شتاء و الجو باردا..و كان المبيت و النوم في خيام كبيرة كما تعود عليها الجنود و الضباط..
الزلزال يفتح عيون البشر على الحجم الكبير لهشاشتهم ..
الله يرحم ضعفنا ..
لا أزال أتذكر لون دفتر تلميذة طفلة و خطها الجميل ..دفتر عثر عليه في إمزورن الصديق توفيق بوعشرين و سط بقايا مخلفات الزلزال..
زلزال الحسيمة كشف قدرة الدولة على التدخل عاجلا لمحاصرة الخسائر…كما كشف أيضا قدرة بعض جمعيات المجتمع المدني على تسلق الحبال..
خلال الفترة حضر الملك محمد السادس الى المنطقة وكانت لحظة دخوله مستشفى محمد الخامس عرفت هزة أرضية من الحركات الارتدادية التي تتواصل ساعات و أيام بعد الزلزال..
شعرنا بها نحن الواقفين في ساحة المستشفى ..كانت دهشة ممزوجة بشعور مقاومة و مواجهة و إنتصار على ما وقع.. الملك في المستشفى و الأرض لا زالت تهتز ..
إن الزلزال شكل من أشكال الحرب…و العدو تحتك ..أسفلك في السراديب لا تدري متى يتحرك ..و من أين سيخرج ..؟؟
عشنا لحظات مؤثرة جدا ..إحساس برهبة و حركات الطائرات في المطار التي لا تتوقف و الشاحنات المحملة بما يحتاجه السكان …الأكل و البطانيات..
التدفئة و الدواء و الأمن ..
زلزال أكادير كان أقوى و أكثر دمارا..و لازالت القصص و الحكايات تروى عمن قضوا و ماتوا و من عاشوا من الناجين..
مرة كنا جالسين في مقهى الاوركيدي في شارع المقاومة بالعاصمة و إهتزت الارض..
و في ثوان قليلة وجدنا أنفسنا مثل فئران مذعورة في الشارع هاربين من الخطر..
إنها غريزة البقاء و الخوف..
نحن في الرباط و لسنا في اليابان التي تعود الناس فيها على فهم الزلزال وتجنب الهلع والفزع ..
في الجزائر وقع مرة زلزال عنيف في الثمانينات ضرب بلدة الأصنام ..وخلف خسائر كثيرة بشرية و مادية ..
لا زلت أتذكر الزلزال ..لكن الغريب فيما وقع بعده هو تغيير إسم البلدة.. من الأصنام إلى إسم آخر يرضى عليه ربنا..
هناك من إجتهد و فسر حركة جيولوجيا الأصنام بلعنة و نقمة في الإسم..و يلزم تغييره..الله رحمان رحيم رؤوف سلام غفور و الى ما ذلك من صفات ..
من الغباء و الجهل و الجنون ربط الزلازل و الكوارث الطبيعية و الفياضانات بعقاب من السماء للفاسقين ..
أبدا لن أساعد الزلزال…
عنوان قوي لديوان شعر أحمد بركات..
الشاعر المغربي الجميل الذي رحل مبكرا منذ سنوات في سن 36 سنة..
ترك لنا قصائد لا تموت..
كل البلدان و الأراضي التي تضربها هزات هي أرض الله ..
الشيلي أو المكسيك أو إيطاليا..
تركيا و اليونان و إسبانيا و الشام و أثيوبيا و مصر و اليابان و….كلها بلاد الله..
يكفي ألم و فجيعة الزلزال..موتاه و جرحاه و خسائره..
لماذا يضيفون عليه أنه إنتقام من الله..؟؟
الله بريء مما يدعون و يخربقون..
أسكتوا قليلا…
أقفلوا لابوتيك…هنيونا..

تاريخ الخبر: 2023-02-20 00:15:20
المصدر: كِشـ24 - المغرب
التصنيف: سياسة
مستوى الصحة: 39%
الأهمية: 39%

آخر الأخبار حول العالم

بنموسى: إصلاح المنظومة التربوية يتطلب انخراط جميع الفاعلين

المصدر: تيل كيل عربي - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-03 18:10:08
مستوى الصحة: 53% الأهمية: 60%

الصحة: 13حالة إصابة جديدة بـ"كوفيد-19" الأسبوع الماضي

المصدر: تيل كيل عربي - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-03 18:10:09
مستوى الصحة: 46% الأهمية: 61%

منتخب إفريقي يفرض على الجزائر خوض تصفيات مونديال 2026 بالمغرب

المصدر: الأيام 24 - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-03 18:09:16
مستوى الصحة: 67% الأهمية: 73%

الجامعة تعلن عن موعد مباريات كأس العرش

المصدر: الأيام 24 - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-03 18:09:22
مستوى الصحة: 69% الأهمية: 77%

المزيد من الأخبار

مواضيع من موسوعة كشاف

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

تحميل تطبيق المنصة العربية