عادت اليوم بجامعتي باتنة 01 و02 وكذا المركز الجامعي العقيد سي الحواس ببريكة الدراسة بصفة عادية، بعد يوم كامل من الاضراب والاغلاق الذي قام به ممثلي تنظيمات طلابية تضامنا مع زميلهم الطالب الجامعي “م هـ” الذي تم الاسبوع الماضي ايداعه الحبس عقب اعتدائه على استاذ بالمركز الجامعي عبروق مدني بجامعة باتنة 02، وهي القضية التي كادت تخرج عن مسارها، بعد ان وقعت مناوشات بين الطالب المودع واستاذه داخل المركز الجامعي، تطورت حيثياتها الى الاعتداء الجسدي وتدخل العدالة لفض الحادثة التي لاقت استنكارا كبيرا في الوسط الجامعي، ووسط مساعي عديد الاطراف التي بادرت الى اخذ الموضوع محمل تهدئة وارجاع الامور الى نصابها، في وقت تم فيه امس اعادة فتح ابواب الجامعات عقب اخلاء سبيل الطالب الجامعي المدان وهو رئيس مكتب تنظيم طلابي وقد تمت ادانته بعام حبس غير نافذ وتعويض مادي قدره 50 مليون سنتيم، هذا في انتظار استئناف الاجراء القانوني. وقد لاقت القضية تضامنا من طرف الحركة الطلابية التي اغلقت ابواب الجامعة نهار امس الاول مقررة مواصلة الاضراب الى حين الافراج عن الطالب، وهو نفس اليوم الذي اخلي فيه سبيله، كما طالب المحتجون ايضا تسوية مثل هذه الامور اداريا بدل الالتجاء الى العدالة. من جهة اخرى فقد تعالت عديد الاصوات من الوسط الجامعي على غرار اساتذة وطلبة جامعيين لاجل وضع حد لتجبر بعض المحسوبين على هذه التنظيمات الطلابية وما يبدر عنها في كل مرة من تصرفات مشينة ولا تعكس صورة الجامعة كفضاء للتعليم والبحث العلمي، وباتت مهامهم تنحصر في خدمة المصلحة الخاصة بدل الاهتمام بانشغالات الطلبة ومهام هذه التنظيمات المنوطة بها، حيث تعد الحادثة هذه الثانية من نوعها بعد تجميد نشاطات تنظيم طلابي اخر بجامعة باتنة 01، وهو ما يتطلب اعادة النظر في نشاط هذه التنظيمات التي يبدو ان كثرتها سيؤدي الى فتح باب لقضايا اخرى يمكن ان تحدث في اية لحظة امام تذمر كبير من تصرفات المنظوين تحت لوائها وما يعتمدونه من ابتزاز وحتى تهديد لفرض السيطرة واستغلال المواقف لصالحهم خصوصا خلال فترة الامتحانات التي باتت تقترن بها الاضرابات والحركات الاحتجاجية بسبب النقاط وغيرها من الامور التي تستدعي التدخل العاجل بالوسط الجامعي قبل ان يتعفن اكثر. فهل ستكون القضية هذه وسابقتها درس تتعض منه بقية التنظيمات الطلابية التي اصبح جلي لدى العام والخاص مساعيها الضيقة.