ندوة «دار اليوم» احتفاء بذكرى يوم التأسيس.. الدولة السعودية أخلصت لأبنائها
ندوة «دار اليوم» احتفاء بذكرى يوم التأسيس.. الدولة السعودية أخلصت لأبنائها
وقال د. علي بن حسين البسام، أستاذ التاريخ الحديث المشارك بجامعة الملك فيصل، إن تأسيس الدرعية في نجد كان بعد خروج مانع المريدي إلى المنطقة التي اقتطع منها جزءًا لتكون النواة الأولى لتكوين الدرعية الثانية التي سميت تيمنًا باسم البلد التي قدم وعشيرته منها شرق الجزيرة.
وأضاف: "خلال عهد مانع المريدي توسعت الدرعية وأصبحت قوة ضاربة، كما أمنت الطرق التجارية والحج، إذ إن نجدًا كانت ممرًا لحجاج وتجار فارس والعراق وشرق الجزيرة، وبذلك احتلت مكانة معروفة وهامة".
وتابع: "على مر الزمن تعاقبت الأئمة على تولي مقاليد حكم الدرعية وتدبير شؤونها كما تنميتها، حتى كان عهد الإمام محمد بن سعود الذي أرسى قواعد الدولة السعودية الأولى 1727م، وكانت الدرعية قبله إمارة قبلية محدودة في بدايتها، لكن بهمة عالية ومتفردة حول إمام الدريعة إلى دولة ذات نظام، بعد أن كانت ممزقة بينه وبين أبناء عمومته".
واستكمل: "استقامت له الدرعية فوحد شطريها في كيان واحد بكل أحيائها، ومن يمعن النظر في نشأة الدول على مر التاريخ يجد عوامل مشتركة أصلها حدث أو بروز شخصية مميزة في تاريخ الدولة تقوم هي به، وكان الإمام محمد بن سعود هو الرجل الذي قامت به الدولة، وفي وقت قليل كانت تجابه الإمارات والقوى الكبيرة المجاورة لها، وتتفوق عليها".
شخصية الإمام محمد بن سعود
أضاف: "تفرد الإمام محمد بن سعود بشخصية قوية وقدة فريدة وطموحة متطلعة إلى بناء المستقبل، بجانب حسن تدبيره وعدله واعتماده مبدأ الشورى، وكان شخصيه متدينًا وعالمًا بالسياسة والإدارة وكان قريبًا من أعضاء مجتمعه، حسن التعامل معهم، ومما يدونه التاريخ عن الإمام من طرائف أنه كان حريصًا على تزويج الشباب، وإعالة الغير مقتدر منهم".
وقال: "الأسس التي قامت عليها الدولة الأولى، الاستقلالية السياسية، وهي السنة التي قامت عليه السعودية منذ نشأتها الأولى، فلا أحد له سلطة عليها إلا الله، وليس أدل على ذلك من وجود الدولة السعودية الأولى في زمن كانت تجاورها فيه دولة بني خالد القوية حينها، وكانت تسيطر على الشرق والشمال من الجزيرة العربية، لكنها لم تستطع أن تفرض سيطرتها على الدرعية، حتى مع محاولاتها ذلك والتي باءت جميعها بالفشل".
وأكد: "عزز الإمام محمد بن سعود من قوة دولته بإدخال المناطق المجاورة له في كنف الدولة، وبدأ التوسع الشامل، الذي استدعى بناء سور حول الدرعية حفاظًا عليها من الغازين الذين شعروا بالتهديد من الدولة الصاعدة، وبدء في انطلاقته الكبرى 1746م لتوحيد الجزيرة العربية تحت رايته، وظل يحمل لوائه حتى آخر عمره ليشهد قبل رحيله إرساء دعائم دولة قوية".
احتفاءً بـ #يوم_التأسيس تنطلق #ندوةاليوم.
لمتابعة البث المباشر: https://t.co/U1gvphIW8V
برعاية@AlrushaidGroup pic.twitter.com/nimKwrcvvA— صحيفة اليوم (@alyaum) February 21, 2023
الدولة السعودية أخلصت لأبنائها
أوضحت د. منيرة الشمري، أستاذة التاريخ الحديث المساعد بجامعة الإمام عبد الرحمن بن فيصل: "كانت السعودية ولا تزال مهد الحضارات وأرض الدين، شهدت بمراحلها الثلاثة ملاحم بطولية لإقامة الدولة وجمعها من بعد تمزق عانت منه لسنوات سبقت نشأتها".
وأضافت: "كانت نجد مخلصة لأبنائها، فهي في نظر المعتدين بلاد فقيرة، غير مغرية للاستعمار، فحافظت على أبناءها وهويتهم، وهم بدورهم تكيفوا على العيش فيها وصقل شخصيته خلال وجوده، كما طوعها واستثمر فيها حتى أنبتت له، كما أخلص أبناء السعودية لها بصدق، ويتضح ذلك في مقاومة أهل الدرعية نحو 6 شهور ضد الحصار قبل تسليم آخر أئمتها الإمام عبد الله بن سعود نفسه مقابل سلامة بلده وأهلها عام 1818م".
وأشارت إلى أن "تاريخ الأرض هي مصدر اعتزاز لكل مواطن سعودي، بما هي عليه من مهد للدين الإسلامي، ومسكن للنبي "صلي الله عليه وسلم"، وأيضًا نعمت الدولة السعودية بقيادة رشيدة من أسرة أبناء آل سعود، والتي وضعت من عهد الإمام محمد بن سعود على أسسس من عدل وشورى وإصلاح واستقلال سياسي تام وتنظيم وتطوير، وهو دأب المملكة حتى وقتنا هذا وما سيلحق به، إضافة إلى تعزيز العلاقة بين الحاكم والمحكومن بشكل استثنائي لا مثيل له في أي دولة بالعالم".
صباح اليوم، انطلقت فعاليات ندوة دار #اليوم للاحتفال بـ #يوم_التأسيس مسيرة 3 قرون من العز والفخر، ويديرها المستشار الإعلامي "سعيد اليامي"، ويحاضر بها أساتذة التاريخ الحديث بجامعة الملك فيصل وجامعة الإمام عبد الرحمن بن فيصل#يوم_بدينا
للتفاصيل| https://t.co/EAtuyxULDQ pic.twitter.com/JhUZqJM1lX— صحيفة اليوم (@alyaum) February 21, 2023
د.علي البسام: أطفالنا يعانون من جفاف تاريخي
قال د. علي البسام ردا على أحد التساؤلات من الحضور حول: هل يعاني التعليم من جفاف في تدريس التاريخ السعودي؟، إنه يتفق مع من يرى أن المؤرخين مقصرين في الحديث عن تاريخ الدولة السعودية الذي فيه من الثراء ما يستدعي الدراسة المطولة.
وأكد أن الأطفال في المملكة يعانون من جفاف في معرفة التاريخ الزاخر للمملكة، لذلك يؤيد إلزام تدريس التاريخ السعودي بتوسع على طلبة المدارس، حتى يكونوا على دراية بهويتهم وصلة وثيقة ببلادهم، وإن كان توصيل المعلومات التاريخية للأطفال ليس بالقدر الكبير، فإن رجائه أن تحمل الأيام المقبلة سعيًا أكثر للتعمق في تدريس التاريخ، وهو ما تتوجه له المملكة العربية السعودية بقوة.
المصدر: اليوم - السعودية
التصنيف: سياسة
مستوى الصحة: 48%
الأهمية: 53%
