ترفع العرضة السعودية حماسة وبسالة المقاتلين في الجزيرة العربية، إذ تمثل سلاحهم القوي في مجابهة الأعداء، وتعزز من رفع معنوياتهم، والتي استخدمت قديما لإخافة الأعداء، من خلال قرع الطبول، وترديد القصائد الحماسية.

صمود وتصد

اشتد الأمر على قوات الدولة السعودية أثناء تعرضهم لهجوم زعيم الأحساء عريعر بن دجن، ودهام بن دواس أمير الرياض على الدرعية، في عهد الإمام محمد بن سعود، عزم خلالها الأمير عبدالعزيز بن محمد بن سعود على رفع معنويات الفرسان المقاتلين، بإقامة العرضة خارج السور، والتي قلبت موازين القتال، وتحقيق النصر، وإلحاق الهزيمة للمعتدين.

أثر فعال

للعرضة تأثير فعال في إثارة روح الحماسة والشجاعة في نفوس الفرسان المقاتلين، فكانت تقام قبل التوجه إلى ساحة المعركة في نقطة تجمع يلتقي فيها المقاتلون مع قائدهم، الذي يستعرض جنده ليتفقدهم، ويتأكد من جاهزيتهم لخوض غمار المعركة، وليبعث فيهم روح الاعتزاز والحمية، وتقام بعد ذلك العرضة في صفوف، ذات أداء مهيب متزن يثير العزائم، وإحياء مشاعر الشجاعة والتفاني في نفوس المقاتلين، كما كان لها حضور بعد عودة المقاتلين منتصرين، فتقام من أجلهم العرضة احتفالًا واعتزازًا بنصرهم، وتمثل العرضة رقصة حربية تُثير عزائم المقاتلين، وهي صورة من صور التلاحم بين القائد وشعبه، يؤديها الفرسان أمامه، مظهرين بذلك حبهم لأرضهم ومدى انتمائهم واعتزازهم بها، ووفائهم وإخلاصهم لقائدهم، وتتضمن القصائد البطولية التي تعرض أمجاد القادة وإنجازاتهم، وتضحيات الآباء وبطولاتهم واستبسالهم، للدفاع عن أراضيهم والتغني بالانتصارات.

روائع العرضة

تستمر العرضة السعودية إلى الوقت الحالي، وتوارثتها الأجيال، والتي تعتبر موروثا شعبيا وحضاريا، وتتمثل في: الحدوة، وصفوف العرضة، وعرضة الخيل، والشوباش، والنز، وترديد الصف، والترديد الجماعي، وقرع الطبول، وتراقص الصفوف، وحامل البيرق، وحمل السيوف، وتنظيم الصفوف، ويشارك بها من 40-50 عارضا، ومن روائع العرضة:

مِنِّي عليكم ياهل العوجا سلام

اختص أبو تركي عَمَاعين الحريب

يا شيخ باح الصبر من طول المقام

ياحامِي الوَنْدَات يارِيْف الغَرِيْب

اضرب على الكايد ولا تَسمع

كلام العز بالقَلْطَات والرَّاي الصِّلِيْب

لو أن طِعِت الشَّورَ يالحِرِ القَطَام

ما كان حِشْت الدار وَاشْقِيْت الحَرِيب