لماذا قد يعيد إرسال بكين الأسلحة لموسكو «خلط الأوراق» في أوكرانيا؟


اتهمت الولايات المتحدة، هذا الأسبوع، الصين بالتخطيط لتزويد روسيا بأسلحة لدعم غزوها أوكرانيا، وهو ما تنفيه بكين. لكن في حال حدوث ذلك، فـ«ستتغير قواعد» النزاع المستمر منذ نحو عام، وفق خبراء، حسبما أفادت به وكالة الصحافة الفرنسية.

منذ بداية الحرب في أوكرانيا يوم 24 فبراير (شباط) 2022، عرضت الصين على الرئيس الروسي فلاديمير بوتين دعمها المالي والدبلوماسي، لكنها ظلت تتجنب إرسال الأسلحة أو أي تدخل عسكري علني.

وباعت شركات صينية تسيطر عليها بكين مسيّرات ومعدات أخرى لروسيا ولأوكرانيا، لكن موسكو لجأت إلى إيران من أجل الحصول على أسلحة أساسية للقتال مثل المسيرات القتالية. ووفق واشنطن؛ زودت كوريا الشمالية أيضاً روسيا بصواريخ وقذائف مدفعية.

وتخشى الولايات المتحدة حالياً أن تفعل بكين الشيء نفسه. وجدد وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، تحذيره في هذا الصدد الاثنين، بعد تحذيره الأحد بأن الصين تبحث توريد أسلحة إلى روسيا، عقب اجتماع مع رئيس لجنة الشؤون الخارجية في الحزب الشيوعي الصيني، وانغ يي، في ميونيخ على هامش المؤتمر حول الأمن.

وفي حديث مع قناة «إس بي سي»، نبه بلينكن إلى أن بكين تنظر في إرسال «أسلحة» إلى روسيا دعماً لهجومها في أوكرانيا، مشدداً على أن أي إمدادات من شأنها أن «تؤدي إلى مشكلة خطيرة».

ولم يقدم بلينكن أي دليل لدعم تصريحه، لكنه جزء من المعلومات الحساسة التي تنشرها واشنطن لإحباط وتعطيل خطط الحرب الروسية.

ويقول الباحث المختص بالشؤون الآسيوية الشرقية في معهد «لووي» في سيدني، ريتشارد ماكغريغور: «إن اختيار بلينكن بث هذه المخاوف يشير إلى أن الولايات المتحدة لديها معلومات استخباراتية قوية».

ووصف الناطق باسم وزارة الخارجية الصينية، وانغ ونبين، هذه التصريحات بأنها «معلومات خاطئة».

يقول الخبير في التخطيط الاستراتيجي والجنرال في الجيش الأسترالي المتقاعد، ميك راين، لوكالة الصحافة الفرنسية، إن تدفق الأسلحة من الصين «من شأنه أن يعيد خلط أوراق» النزاع في أوكرانيا.

ويضيف: «إنها حرب أنظمة صناعية. حتى اللحظة؛ روسيا لا تزال وراء الغرب. إذا تدخلت الصين، فإن أي ميزة كانت لأوكرانيا بفضل القدرة الصناعية للغرب ستختفي على الفور».

ويتابع: «ستجعل الذخائر الصينية حياة الأوكرانيين صعبة جداً، سواء أكانت ذخائر مدفعية أم ذخائر دقيقة التصويب أم أسلحة هجومية بعيدة المدى تفتقر إليها روسيا».

منذ بداية الغزو الروسي لأوكرانيا، تكافح روسيا لجمع ما يكفي من الجنود والذخيرة والأسلحة، وهو ما يفسر جمودها في مواجهة المقاومة الأوكرانية. دفعت هذه الحالة فلاديمير بوتين إلى اللجوء إلى التجنيد الجماعي ومجموعات المرتزقة والاستيراد.

في غضون ذلك، تمكنت أوكرانيا من كبح التقدم الروسي ومن التغلب على القوات الروسية في بعض الأحيان. لكن بعض الخبراء يعدّون أن الحرب وصلت حالياً إلى منعطف يسعى فيه كل جانب إلى الحصول على أكبر قدر من الموارد وتحقيق مكاسب حاسمة مع اقتراب فصل الربيع.

يؤكد المعلق العسكري الصيني، سونغ تشونغ بينغ، أن الصين لن ترسل أسلحة إلى روسيا، مشيراً إلى أن التعاون السياسي والتجاري والعسكري بين موسكو وبكين قد ازداد حتى قبل الحرب في أوكرانيا، وأن هذا الاتجاه سيستمر. ويضيف: «الصين لن تستمع لطلبات الولايات المتحدة. ستعزز تعاونها مع روسيا وفقاً لإرادتها الوطنية واهتماماتها في مجال الأمن القومي».

يعتقد كثير من الخبراء أن هناك المزيد على المحك، وأن النزاع في أوكرانيا بدأ يتحول إلى حرب بالوكالة جدير بحقبة الحرب الباردة. ويعدّ أستاذ الدراسات الاستراتيجية والأمن بجامعة كورتين في أستراليا، أليكسي مورافييف، أن «الحرب في أوكرانيا هي لحظة حاسمة لبيئة الأمن الدولي وللنظام الدولي». ويرى أن أي تحرك لتصدير الأسلحة سيكون «خطوة كبيرة» بالنسبة إلى الصين التي قد تتعرض لعقوبات غربية، وسيحرق الجسور المتبقية مع واشنطن ويفسد العلاقات مع أوروبا. لكن احتمال رؤية روسيا تخسر يُقلق بكين، وفق مورافييف. في هذه الحالة، «ستجد الصين نفسها وحيدة»، وفق قوله. ويتابع: «روسيا هي القوة الكبيرة الوحيدة التي تدعم الصين».

في السيناريو المعاكس، سيعني الانتصار الروسي «إلحاق هزيمة استراتيجية بالولايات المتحدة»، وبالتالي المساعدة في تلميع خطاب الرئيس شي جينبينغ بأن الغرب في حالة انحطاط. ويلفت مورافييف إلى أن الصين ستحاول لعب دور محقق التوازن في هذا النزاع، وإيجاد التوازن الصحيح بين المخاطرة والمكافأة، من خلال توريد أسلحة عبر الشركات التي تسيطر عليها الدولة أو كوريا الشمالية أو مجموعة «فاغنر» بدلاً من التوريد للجيش الروسي مباشرة. ويضيف: «أعتقد أن مقاربتهم ستكون متكتمة».


تاريخ الخبر: 2023-02-22 18:25:21
المصدر: ألشرق الأوسط - السعودية
التصنيف: سياسة
مستوى الصحة: 95%
الأهمية: 89%

آخر الأخبار حول العالم

انهيار صفقة الاستحواذ على «التلغراف» و«سبيكتاتور» - أخبار السعودية

المصدر: صحيفة عكاظ - السعودية التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2024-05-01 03:23:38
مستوى الصحة: 56% الأهمية: 62%

المزيد من الأخبار

مواضيع من موسوعة كشاف

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

تحميل تطبيق المنصة العربية