يرصد كتاب يوميات رحّالة.. مذكرات ديزموند ستيورات الصادر عن دار العربي للنشر والتوزيع وترجمة سمير محفوظ بشير رؤية الآخر للشرق العربي، ويقدم الكاتب الإنجليزي حالة من التطواف حول تاريخ مصر الحديث منذ حملة نابليون حتى قيام ثورة 19 وهى أحد أبرز الفترات التي شكّلت تاريخ مصر الحديث.

ويروي ديزموند من وجهة نظرة فترة حكم عائلة محمد على باشاولا يبدي أدني اعجاب بأحدهم سوى بمؤسس العائلة، ويشير لرجعية عباس الأول وسذاجة وضعف محمد سعيد باشا وإسراف إسماعيل، ثم خيانة توفيق والتي بدورها جلبت الاستعمار الانجليزي الذي استمر 72 عامًا، وكان نجمه الأول كرومر ويسرد تفاصيل استهتار فاروق وبعد ذلك قيام قورة 52 ويبدي إعجابا بالغًا بصديقة جمال عبد الناصر، لتنتهي حكايات الكتاب عند الوحدة بين مصر وسوريا عام 1958.

يتضمن الكتاب 5 فصول الأول جاء بعنوان "مقيما في مصر" في حين جاء الثاني بعنوان "من نابليون حتى كرومر"، وجاء الفصل الثالث بعنوان الثورة وتبعه الفصل الرابع "الثورة والعالم الخارجي" ومن ثم ختم بافصل الخامس بعنوان “مصر وعبد الناصر”.

وعبر مقدمة الكتاب يكشف ديزموند خريطة الاحداث السياسية في المنطقة العربية  لمليئة بالاضطرابات والاضرابات في ان واحد والتي جعلته يقرر السفر من بغداد للقاهرة وذلك في ربيع 1949، ليكشف كيف كانت تجارة المخدرات والحشيش وتعاطيهارائجة في تلك الفترة، وكيف كانت هناك تقام حملات توعية من مخاطر تعاطيها عبر تقديم أفلام تحارب الأدمان.

يسرد ديزموند انطباع السائد عن الأخوان المسلمين في تلك الفترة بكونهم لايرغبون ابدا في تطوير الإسلام، ويعملون  على جمود هذا الدين في مكانه، أو أسوأ من ذلك يريدون أن يعودو إلى الوراء حيث بدأت هذه العقيدة منذ ثلاثة عشر قرنا من الزمان ، يريدون غلق كل دور السينما الخ.

يلفت ديزموند عبر الفصل الثاني والذي جاء بعنوان من نابليون حتى كرومر"إلى ان فترة وجود نابليون في الشرق، كانت عواطف وميول الشرقيين متفاوته ومتأرجحة بالنسبة إليه؛ فمن جانب قام القاهريون بثورة عارمة ضده وضد جيش الاحتلال، فمن جانب قاك القاهريون بثورة عارمه ضده وضد جيش الاحتلال، وقام بتحصين حواريهم وأغلقوا بواباباتها الضخمة والعتيقة وهذا على عكس ما فعلوه عندما عاد من سوريا فقد انتشرت اغنية شعبية ترحب بقدومه باعتباره محررا.

يشير ديزموند إلى ان مأساة محمد علي هي أن جذوره كانت ضحلة وليست متعمقة، وأغصانه حملت الكثير من الفاكهة العطنة ، كان فهمه للحضارة الغربية سطحيا للغاية؛ وهكذا أيضا فهمه لحقيقة الدين الإسلامي، ورغم هذا لم يمنع ديزموند اعجابه بمحمد علي ومن بعد با ابنه إبراهيم باشا.

وفي الفصل الثالث والرابع تناول ديزموند الثورات المصرية بدءا من الثورة العرابية وصولا لثورة 52 ومن ثم ياتي الفصل الخامس ليكون الخاتمه بعنوان مصر وعبد الناصر .

عن المؤلف: ديزموند ستيورات

كاتب وسياسي إنجليزي ولد عام 1924، عاش معظم حياته العملية في البلاد العربية وأتقن اللغة العربية، تخرج في جامعة "أكسفورد" عام 1948، ثم توجه أولًا إلى بيروت وبعدها استقر زمنًا في العراق، حيث كان يدرس اللغة الإنجليزية بدار المعلمين العليا وكلية الآداب ببغداد ويترجم الأشعار العراقية.