على خط المواجهة الثابت بين القوات الأوكرانية والروسية، الذي يمتد على مدى مئات الكيلومترات - من البحر الأسود في الجنوب إلى الحدود الشمالية الشرقية لأوكرانيا مع روسيا - أصبحت فولدار واحدة من أكثر النقاط الساخنة دموية. وقد انضمت إلى باخموت ومارينكا، ومدن وبلدات أخرى، لا سيما في الشرق المتنازع عليه بشدة، والذي أصبح الآن مرادفًا لحرب الاستنزاف الطاحنة والمدمرة والتي يعدها البعض رموزًا للمقاومة الأوكرانية.

وتعمل القوات الأوكرانية على إبطاء الجهود الهجومية الروسية، المكلفة لتوسيع سيطرة موسكو على كامل منطقة دونباس الصناعية بشرق أوكرانيا.

وأصبح الهدف المنقح للرئيس الروسي فلاديمير بوتين للغزو، بعد أن هُزمت قواته من العاصمة كييف وشمال أوكرانيا، في المرحلة الأولى من الغزو قبل عام.

ساحات القتال

وتشهد ساحات القتال حول فولدار، جنوب غرب باخموت، وأيضًا في منطقة دونيتسك، على المعدات الثمينة والقوى العاملة التي تنفقها روسيا، وفي الجانب الآخر الأسلحة الغربية، التي مد بها الغرب أوكرانيا، من الدبابات وعربات القتال المدرعة الأخرى.

وعلى الرغم من أن روسيا استولت على معظم منطقة لوهانسك، التي تشكل أيضًا جزءًا من دونباس، إلا أن منطقة دونيتسك المجاورة لا تزال مقسمة تقريبًا بين السيطرة الأوكرانية والروسية.

وقال الجيش الأوكراني، في أحد تحديثاته المنتظمة بشأن القتال، إن الهجمات الروسية في الشرق، لا تزال مركزة على باخموت وأهداف أخرى. قصف مكثف

أعلن حاكم دونيتسك بافلو كيريلينكو، يوم الأحد، عن مقتل ثلاثة مدنيين وإصابة أربعة في ضربات روسية يوم السبت. وأضاف أن فولدار والمناطق المحيطة بها، تعرضت لقصف مكثف. على طول خط المواجهة، في منطقة خيرسون الجنوبية المنقسمة أيضًا بين السيطرة الأوكرانية والروسية، أعلن الحاكم أولكسندر بروكودين يوم الأحد، مقتل مدنيين اثنين وإصابة سبعة بجروح، في 78 غارة روسية على المنطقة يوم السبت.

مدينة باخموت

فيما تحولت مدينة باخموت شرقي أوكرانيا، إلى ساحة معركة فاصلة في الأسابيع الأخيرة، إذ تقاتل كييف وموسكو، من أجل السيطرة عليها.

وفي وسط هذا القتال المحتدم، يبرز اسم فسيفولود كوزيمياكو، وهو ليس جنديا عاديا، إذ كان قبل عام من الآن، القنصل الفخري النمساوي في خاركيف، ورجل أعمال ثري للغاية في نفس الوقت.

وليس من السهل الوصول إلى كوزيمياكو حامل الجنسية الأوكرانية أيضا، لكن صحيفة كرونه النمساوية، تمكنت من التحدث إلى الرجل المليونير، البالغ من العمر 50 عامًا، عبر تقنية الفيديو.

بدا صوته ضعيفا، لكنه عبر عن نفسه بشكل واضح، وبدأ الحديث قائلاً: «نعم، أنا رجل أعمال.. وأنا قائد وحدة عسكرية في أوكرانيا».

قوة خاصة

وجنبا إلى جنب مع أثرياء آخرين، أنشأ رجل الأعمال قوته القتالية الخاصة، ويدفع بنفسه تكاليف التدريب والأسلحة والمركبات.

وهذه التكلفة لا تمثل شيئا بالنسبة لثروته، إذ تقدر مجلة فوربس صافي ثروة كوزيمياكو بحوالي 100 مليون دولار.

وتتلقى وحدته القتالية، التي تتكون فقط من مدنيين متطوعين، أوامر من الجيش الأوكراني. ومع ذلك، يتصرف مع رجاله بشكل مستقل تمامًا أثناء القتال على الجبهة.

وينتقد كوزيمياكو باستمرار دور النمسا، وعدم تقديمها يد المساعدة لكييف، خاصة العسكرية، كما ينتقد الدور السيئ الذي لعبته وزيرة الخارجية السابقة كارين كنيسل، والمتهمة بأنها مقربة من فلاديمير بوتين، في أزمة أوكرانيا، دون أن يذكر تفاصيل.

وتابع: «يجب على المرء الآن أن يقرر إلى أي جانب يقف»، مضيفا: «بالنسبة لي هناك شيء واحد واضح للغاية: لن تنتهي الحرب حتى تفوز أوكرانيا».

وأصبح كوزيمياكو القنصل الفخري النمساوي في خاركيف في 2016، وتلقى أوراق اعتماده بحضور سفيرة النمسا «آنذاك» في كييف هيرمين بوبلر.

وقاد كوزيمياكو منذ ذلك الحين القنصلية الفخرية النمساوية في خاركيف، والتي كانت تقدم الخدمات القنصلية، من توثيق أوراق وقبول طلبات تأشيرة.

والقنصل الفخري هو من يقوم بوظيفة القنصل عن دولة ما، في مناطق ليس لها فيها تمثيل دبلوماسي أو قنصلي، وعادة ما يكون القنصل الفخري من التجار وأصحاب الأعمال الحرة، فيمارس القنصلية الفخرية، إضافة إلى عمله الأصلي التطورات الرئيسية:

زيلينسكي الأوكراني متحدٍ ومشغول في ذكرى الحرب

الولايات المتحدة تلتزم بملياري دولار في شكل طائرات بدون طيار وذخيرة ومساعدات لأوكرانيا

«محكمة الشعب» تصادق على لائحة اتهام بوتين بالعدوان

تعهد قادة ألمانيا وفرنسا وبولندا، بدعم بلدانهم لأوكرانيا، وسيستمر شعبها «طالما استغرق الأمر»، ودعوا روسيا إلى سحب قواتها دون قيد أو شرط من الأراضي الأوكرانية.

بعد اجتماع مجموعة السبع قال ماكرون إن حلفاء مجموعة السبع «متحدون ومصممون حتى النصر» لأوكرانيا و «عودة السلام».

وصفت سفيرة أوكرانيا لدى الولايات المتحدة الولايات المتحدة بـ «الصديق الاستراتيجي رقم 1» لبلدها.

قالت السفيرة الأوكرانية أوكسانا ماركاروفا إن العام الثاني من الحرب سيكون «عام الانتصار».