أكد أبناء الجالية السورية فى مصر أنهم يشعرون بالأمن والأمان فى أحضان «أم الدنيا»، التى تعاملهم ككل أبناء الشعب المصرى، وتوفر لهم كافة الخدمات، وأنهم يَلقون فيها أفضل معاملة، وهو ما أكده الرئيس عبدالفتاح السيسى، فى إجابته عن سؤال حول استضافة مصر للأشقاء السوريين فى مؤتمر «حكاية وطن»، عام ٢٠١٩، حيث أشار إلى أن «مصر بلدهم وربنا يسلم بلادهم، ولا تمييز بينهم وبيننا ويتعلمون فى مدارسنا وجامعاتنا مجاناً».

سامي: درست طب الأسنان في الجامعات المصرية.. والتقيت الرئيس السيسي بعدما أصبحت رجل أعمال 

وقال سامى الأحمد، الشاب السورى المقيم فى مصر، إنه وصل إلى القاهرة فى منتصف الأزمة السورية ودرس طب الأسنان فى الجامعات المصرية، وفى شهر يوليو من عام 2016، مضيفاً: «بعد إتمام ثلاثة أعوام من العمل، أطلقت منصة (مرجع) مع شركائى وهم مصريو الجنسية، وهى منصة تساعد الشباب من الشرق الأوسط وشمال أفريقيا لإيجاد فرص أو منح أو الدراسة بالخارج».

وأضاف «سامى»، لـ«الوطن»: «إطلاق المنصة لم يكن أمراً سهلاً، إنها رحلة لم تخلُ من الصعوبات والتحديات ومنها الصعوبات المادية وتطوير المحتوى وإيجاد الحلول وأبسط الطرق للوصول لملايين الطلبة فى الشرق الأوسط، ما أتاح لى الفرصة أن أكون متحدثاً فى منتدى شباب العالم فى نسخته الأولى، الذى أقيم فى مدينة شرم الشيخ المصرية»، مشيراً إلى أنه شعر منذ قدومه إلى مصر بأنه مصرى الجنسية، فالتعامل فى أرض الكنانة مع السوريين كأشقاء وليس لاجئين.

وتابع: «بعد عامين من إطلاق منصة مرجع، التى تعد المنصة رقم 1 فى الشرق الأوسط للفرص والمنح والدراسة فى الخارج، تم اختيارها من قبل GEN كأفضل شركة ناشئة فى مصر لعام 2018، وقد حصلت (مرجع) أيضاً على استثمار من مُسرعة الأعمال FLAT6LABS Cairo والتى تعد من أفضل مُسرعات الأعمال فى المنطقة العربية، ولدينا أكثر من 2 مليون زيارة شهرية على المنصة بجهود فريق عمل يضم 174 شاباً وشابة يعملون من 13 دولة مختلفة لتطوير المحتوى».

وبسؤال الشاب السورى عن قصة نجاحه التى انطلقت من مصر قال: «بدأنا (مرجع) بمبلغ بسيط جداً والذى لا يتجاوز بضعة آلاف من الجنيهات المصرية، والذى كان يعتبر معظم ما نملكه كمؤسسين فى عامنا الأول. وبعدها حصلنا على استثمارنا الأول من FLAT6LABS واليوم تعد قيمة (مرجع) السوقية برقم يحتوى على 6 أصفار بجواره».

وفى فعاليات الدورة الـ22 من معرض القاهرة الدولى للاتصالات، تحت شعار «قيادة التحول الرقمى»، والتى أقيمت فى الفترة من 25 إلى 28 من نوفمبر ٢٠١٨، استرجع الشاب السورى، الرئيس التنفيذى لشركة «مرجع»، ذكرياته عن المعرض، حيث أوضح أنه كان به ملتقى الإبداع الذى يضم 50 شركة تتميز بالابتكار والإبداع، وتم اختيار فرد يمثل شركته للقاء الرئيس عبدالفتاح السيسى والتقاط صورة تذكارية معه. وأضاف: «المعرض كان مفيداً فى جميع النواحى سواء للشركات أو الوزارات التى تتطلع للعمل ضمن حكومة إلكترونية، وهذه فرصة للتعاون بين المؤسسات الحكومية والوزارات والشركات».

وقال: «فكرت فى تدشين موقع إلكترونى يخدم شباب الشرق الأوسط، وعرضت الفكرة على عبده سامى وأحمد الجبالى اللذين رحبا بها، وتم تطويرها لنكسر حاجز 2.5 مليون زائر شهرياً، وأصبح لدينا 174 فرداً متعاوناً فى الكثير من الدول لترجمة المنح وبرمجة الموقع ساعدتنا فى ذلك، وللمرة الأولى التقطت صورة تذكارية مع الرئيس عبدالفتاح السيسى وصافحته، وكنت مشاركاً فى منتدى شباب العالم 2017، وحاولت التقاط صورة معه، ولكن لم يحالفنى الحظ».

قصة نجاح أخرى لسورى آخر، جاء إلى مصر بحثاً عن حياة أفضل بعد اندلاع الأزمة السورية، وهو الشاب عامر المصطفى، أول سورى يحصل على درجة الدكتوراه من الجامعات المصرية، بعد الأزمة، حيث يقول: «بعد سنوات عدة من البحث والمحاضرات والدراسة توّجت مجهوداتى بإعداد رسالة دكتوراه فى اللغويات والترجمة قسم اللغة الإنجليزية بكلية الآداب جامعة حلوان وهى بحث كبير وموسع قارب 500 صفحة».

وأضاف: «مصر الشقيقة الكبرى احتضنت السوريين بعد الأزمة ولم تفرق بين سورى أو مصرى، الأمان فى مصر فى حد ذاته نعمة لا يشعر بها إلا من حرم منها، لم تتم إهانة السوريين هنا بل عشنا مكرمين وتمت إتاحة الفرصة لنا من أجل الاستثمار والتعليم والعلاج».

وكان الرئيس السورى بشار الأسد قد قال فى أثناء استقباله، أمس، وزير الخارجية سامح شكرى، إن مصر لم تعامل السوريين الذين استقروا فيها خلال مرحلة الأزمة كلاجئين، بل احتضنهم المصريون فى جميع المناطق، ما يؤكد الروابط التى تجمع بين الشعبين، والأصالة التى يمتلكها الشعب المصرى.