إنشطار القارة الافريقية.. هل سيتأثر المغرب بهذا الحدث ؟ – Aldar.ma


الدار خاص

تعد قارة أفريقيا من أكبر القارات في العالم، وتمتد على مساحة تزيد على 30 مليون كيلومتر مربع. وقد شهدت القارة على مر العصور عددًا من الظواهر الجيولوجية الهامة، وأحد أبرز هذه الظواهر هو انشطار القارة الأفريقية.

تفيد الدراسات الجيولوجية أن هناك قارتين كانتا تشكلان واحدة في الماضي، وتم انفصالهما عن بعضهما البعض على مر العصور الجيولوجية. وفيما يتعلق بانشطار القارة الأفريقية، فإن العلماء يرون أنه حدث منذ ما يقرب من 200 مليون عام، عندما بدأت القارة الأفريقية تنفصل عن قارة جنوبية كانت تشكل معها قارة واحدة.

وتؤكد الدراسات أن انفصال القارة الأفريقية عن القارة الجنوبية كان يحدث ببطء، وأن الحركة الجيولوجية كانت تتحرك بمعدل يتراوح بين 2 و 20 ملم في السنة. وبمرور الوقت، تعرضت الصخور في منطقة الانشطار لقوى دفع هائلة، مما أدى إلى تحطيم الصخور وتشكيل حفر في باطن الأرض. ومن خلال تحليل الصخور والأدلة الجيولوجية الأخرى، يمكن تحديد أن الانفصال الأكبر للقارة الأفريقية بدأ قبل نحو 130 مليون سنة، واستمر على مر العصور الجيولوجية.

وعلى الرغم من أن انفصال القارة الأفريقية قد حدث منذ ملايين السنين، إلا أن آثاره لا تزال ملموسة حتى الآن، حيث يعتبر انشطار القارة الأفريقية واحدًا من أكبر الأحداث الجيولوجية في تاريخ الأرض، وتمثل أهمية كبيرة للعلماء في فهم تاريخ الكوكب وتطوره. ويعتقد العلماء أن الانشطار بدأ في الجزء الشمالي الشرقي من القارة الأفريقية .

* مواقع الإنشطار في افريقيا :

تشكل هذه المواقع جزءًا من ما يعرف بـ “مثلث الانشطار الأفريقي”، وهي منطقة من القارة الأفريقية التي يتقاطع فيها ثلاثة صدوع جيولوجية كبيرة. وتتكون هذه المنطقة من المناطق التالية:

1- الصدع الشرقي الأفريقي: يبدأ من الجنوب في زيمبابوي ويمتد إلى الشمال عبر كينيا وتنزانيا وإثيوبيا.

2- الصدع الوسطى الأفريقي: يبدأ من الشمال في بورندي ويمتد إلى الجنوب عبر الكونغو الديمقراطية وتنزانيا.

3- الصدع الغربي الأفريقي: يمتد عبر جنوب تشاد والكاميرون ونيجيريا والنيجر.

يتميز كل صدع بنشاط جيولوجي مستمر و كبير، وقد يؤدي هذا النشاط إلى حدوث زلازل و ثورانات بركانية وغيرها من الأحداث الطبيعية الكبرى.

يمثل مثلث الانشطار الأفريقي نموذجًا حيويًا للتحولات الجيولوجية الهائلة التي يمر بها الكوكب، ويعد دراسة هذه المنطقة مهمة جدًا لفهم عمليات تشكل القشرة الأرضية وتطورها.

* آراء العلماء حول الإنشطار الإفريقي:

هناك العديد من العلماء الذين قاموا بالبحث والدراسة في مجال انشطار القارة الأفريقية، وقد قدموا العديد من المعطيات والتصريحات المهمة حول الموضوع. وفيما يلي بعض التصريحات والمعطيات المهمة من علماء متخصصين في هذا المجال:

قال الدكتور ريتشارد أشبي، رئيس قسم الجيولوجيا في جامعة ويتواترسراند في المملكة المتحدة: “إن انشطار القارة الأفريقية كان حدثًا هائلاً في تاريخ الكوكب، حيث تمثل العملية بمثابة تقسيم القارة إلى قسمين، وكان ذلك بسبب قوى الجاذبية والتوترات الداخلية في قشرة الأرض”.

وقال البروفيسور كريستوفر أومان، عالم الجيولوجيا الرئيسي في مركز الأبحاث الجيولوجية البريطاني: “إن الانفصال الأكبر للقارة الأفريقية حدث قبل حوالي 130 مليون سنة، وأنه تم تحديده من خلال دراسة عينات من الصخور والرمال التي تم العثور عليها في مختلف أنحاء القارة”.

وأشار الدكتور جوناثان تيري، عالم الجيولوجيا في جامعة إدنبرة في المملكة المتحدة: “إن الانفصال الأكبر للقارة الأفريقية كان عملية تستمر على مدى ملايين السنين، وأنه يمكن العثور على الأدلة على هذه العملية في جميع أنحاء القارة، من جنوب أفريقيا إلى شمال القارة”.

* هل المغرب معني بالانشطار الافريقي ؟

يشكل المغرب جزءًا من الانشطار الافريقي. حيث تتواجد به العديد من الصدوع الجيولوجية التي تشكل جزءًا من النظام الانشطاري في شمال إفريقيا. ومن أبرز هذه الصدوع، صدع تافيلالت الممتد بطول 700 كيلومتر شمالي المغرب، والذي يعد جزءًا من الصدع الجيولوجي العريض الممتد من القارة الأوروبية إلى جنوب أفريقيا.

ويتميز صدع تافيلالت بالنشاط الزلزالي الكبير، حيث تشهد المنطقة بين الحين والآخر حدوث زلازل بقوة تتراوح بين 4-5 درجات على مقياس ريختر. كما يوجد في المنطقة العديد من البراكين المنشأة خلال فترات متفاوتة من التاريخ الجيولوجي.

ويعتبر صدع تافيلالت وباقي الصدوع الجيولوجية في شمال إفريقيا جزءًا من المثلث الانشطاري الأفريقي، وهو النظام الانشطاري الذي يعد واحدًا من أهم الظواهر الجيولوجية في القارة الأفريقية.

* إنشطار جديد متوقع في القارة الإفريقية :

تعتبر عملية انشطار القارة الإفريقية حدثًا جيولوجيًا نادرًا ومعقدًا يحدث على مدى ملايين السنين. وتتمثل العملية في انفصال الجزء الشرقي من القارة الإفريقية عن الجزء الغربي، وذلك بسبب تحرك الصفائح التكتونية على سطح الأرض. حيث تم رصد العديد من العلامات المبكرة لهذا الحدث، بما في ذلك الانحراف الطفيف في الشقوق الجيولوجية في القارة الإفريقية، وزيادة التوتر في منطقة الشرق الأفريقي.

ويتوقع العلماء أن يتسبب هذا الانشطار في تكوين بحر جديد يمتد لمئات الكيلومترات في المنطقة الشرقية من القارة.

تعد هذه الحادثة من الأحداث النادرة والتي تحدث بشكل نادر جداً في التاريخ الجيولوجي. ومن المتوقع أن يؤدي هذا الانشطار إلى تغيير شامل في مناخ وبيئة المنطقة، خصوصا على الحياة البرية والنباتية، وسيتسبب في تغيير مسار بعض الأنهار والأودية. وقد أدى هذا الحدث إلى ظهور برك وبحيرات جديدة في بعض المناطق، مما قد يؤدي إلى تغيرات كبيرة في نظام النقل المائي والتنوع البيئي.

وعلى الرغم من أن هذا الحدث يتم تحت سطح الأرض وبشكل بطيء جدًا، إلا أنه يمثل خطرًا حقيقيًا على السكان المحليين في المنطقة. ولذلك، يعمل العلماء والخبراء في جميع أنحاء العالم على مراقبة هذا الحدث عن كثب وتقديم التحذيرات والتوصيات المناسبة لحماية السكان والمناطق المجاور .

تاريخ الخبر: 2023-02-28 15:26:44
المصدر: موقع الدار - المغرب
التصنيف: مجتمع
مستوى الصحة: 57%
الأهمية: 52%

آخر الأخبار حول العالم

هل يمتلك الكابرانات شجاعة مقاطعة كأس إفريقيا 2025؟

المصدر: موقع الدار - المغرب التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2024-04-29 00:25:42
مستوى الصحة: 56% الأهمية: 69%

المزيد من الأخبار

مواضيع من موسوعة كشاف

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

تحميل تطبيق المنصة العربية