حمزة فاوزي
عاد من جديد الرئيس التونسي، قيس سعيد، لإثارة “الجدل” داخل الأوساط التونسية، لكن هذه المرة داخل الحقل الإفريقي، بعد تصريحات وصفت بـ”العنصرية” تجاه وضعية المهاجرين من جنوب الصحراء بالبلاد.
وأكدت الحكومة التونسية، استبعادها تقديم اعتذار رسمي حول تصريحات الرئيس قيس سعيد، والتي تحدث فيها عن ” وجوب اتّخاذ “إجراءات عاجلة” لوقف تدفّق المهاجرين غير النظاميين من أفريقيا جنوب الصحراء إلى بلاده.
وتشهد الشوارع التونسية مظاهرات ضد تصريحات سعيد، إذ أكدت جبهة “الخلاص” وهي إحدى القوى المعارضة، عن استعدادها لتنظيم مظاهرات الأسبوع المقبل، احتجاجا على ما بدر من الرئيس من تلميحات “عنصرية” تجاه المهاجرين.
وأمام ازدياد “احتقان” الوضع السياسي في البلاد، يجد ناشطون تونسيون، أن تصريحات سعيد تزيد من تأكيد التكهنات حول ” وجود تخبط” داخل النظام الرئاسي.
المحلل السياسي، محمد شقير، يقول إن ” الرئيس التونسي فتح بتصريحاته الأخيرة عديدا من جبهات الصراع، سواء على الصعيد المحلي أو على الصعيد الإقليمي، بعد استنكار الاتحاد الإفريقي لما جاء منه”.
وأضاف شقير في حديثه لـ” الأيام 24 “، أن ” تبريرات قيس بأن تصريحاته تأتي ضد توافد المهاجرين من جنوب الصحراء، هو مبرر “واهن” لأن تونس بلد افريقي، وله تحديات إقليمية لا تقل خطورة عن المحلية”.
وأردف المحلل السياسي أن ” التصريحات الأخيرة لسعيد ستزيد من تعقيد وضعه الإقليمي، إذ ستعمق من خلافاته مع الدول الإفريقية، بعدما خسر حليفا إقليميا مهما وهو المغرب بسبب استقباله لزعيم تنظيم “البوليساريو”.
وشدد المتحدث ذاته على أن ” سياسة قيس سعيد سواء الداخلية أو الخارجية، تبقى دليلا على عدم وجود تمرس وخبرة لديه، وهو ما يجعله في غالب الأحيان محط انتقادات كبيرة”.