كييف لا «تشاطر الرأي» مع واشنطن وتؤكد أن لا مؤشّر على إمداد بكين لموسكو بأسلحة


أعلنت كييف أن الصين لا تعتزم إمداد روسيا بالأسلحة، خلافا لما كررته واشنطن وعدة دول غربية حول نية بكين تزويد حليفتها موسكو بالأسلحة. وقال رئيس الاستخبارات الأوكرانية كيريلو بودانوف في مقابلة بثّتها إذاعة «صوت أميركا» أنّه لا يرى «أي مؤشّر» على أنّ الصين تعتزم إمداد روسيا بأسلحة. وفي معرض حديثه عن التصريحات التي صدرت عن مسؤولين أميركيين أخيراً، ومفادها أنّ الصين تعتزم تزويد الجيش الروسي بأسلحة لمساعدته في غزوه لأوكرانيا، في اتّهامات نفتها بكين بشدّة، قال بودانوف: «أنا لا أشاطر هذا الرأي».

وقال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن أمس الثلاثاء إن واشنطن لن تتردد في استهداف الشركات والأفراد الصينيين بالعقوبات إذا انتهكت بكين العقوبات الأميركية المفروضة على روسيا بسبب حربها في أوكرانيا. وأوضح بلينكن لصحافيين خلال رحلة إلى خمس دول في آسيا الوسطى أنه إذا أقدمت الصين على إمداد موسكو بعتاد فتاك لاستخدامه في الصراع، فإن هذا سيضع بكين في مشكلة خطيرة في علاقتها مع دولٍ في شتى أنحاء العالم.

وفي المقابلة التي أجرتها الإذاعة الأميركية معه في 25 الماضي، أضاف المسؤول الأوكراني «في الوقت الحالي، لا أعتقد أنّ الصين ستوافق على نقل أسلحة إلى روسيا... لا أرى أي مؤشّر على أنّ مثل هكذا أمور يتمّ حتّى البحث فيها».

وبعدما ألحّت عليه «صوت أميركا» بالسؤال عن الاتّهامات الأميركية، قال بودانوف: «أنا رئيس جهاز الاستخبارات وأنا، مع كلّ الاحترام الذي أكنّه لكم، لا أستند على آراء أفراد بل على حقائق فقط. أنا لا أرى حقائق من هذا القبيل».

وأجريت المقابلة مع المسؤول الأوكراني عشيّة تصريحات أدلى بها مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية «سي آي إيه» ويليام بيرنز في مقابلة بثّتها شبكة «سي بي إس» مساء الأحد واتّهم فيها الصين بالتفكير في إمداد روسيا بأسلحة فتّاكة. وقال بيرنز للشبكة الأميركية: «نحن واثقون من أنّ المسؤولين الصينيين يدرسون تزويد روسيا بأعتدة فتّاكة». وفي مقابلته مع الإذاعة الأميركية أكّد بودانوف أنّ إيران هي «عملياً الدولة الوحيدة التي تنقل أسلحة خطرة إلى روسيا». وأضاف «كانت هناك معلومات تفيد بأنّ شيئا ما جاء من كوريا الشمالية، لكن ليس لدينا تأكيد على ذلك. ليست هناك أي حالة رصدنا فيها هنا سلاحاً من كوريا الشمالية». وبالنسبة لرئيس الاستخبارات الأوكرانية فإنّ «روسيا تحاول فحسب شراء كلّ ما تيسّر لها من أي مكان تيسّر لها، لأنّ مشاكلها كبيرة».

وفي سياق متصل قال كيريلو بودانوف إن «الحكومة الصربية رفضت إرسال أسلحة إلى موسكو هي الأخرى». وأضاف بودانوف «روسيا تحاول شراء أي شيء من أي مكان، لأن مشاكلها كبيرة بالفعل. وصربيا، التي كان الجميع في روسيا يعلقون آمالا كبيرة عليها رفضت إرسال أسلحة إليهم»، بحسب وكالة الأنباء الوطنية الأوكرانية «يوكرينفورم». وأضاف بودانوف أن هناك بعض الجهود التي تبذلها روسيا لشراء أسلحة عبر دول ثالثة على نطاق واسع إلى حد ما. وقال بودانوف: «إنهم يحاولون الآن مع ميانمار. وسنرى ما سيحدث مع مرور الوقت. ولكن في الواقع، فيما يتعلق بإمدادات الأسلحة، فإن روسيا تقتصر على إيران».

وقال بودانوف إن الاتحاد الروسي هو في الواقع دولة «فقاعة». وقال بودانوف: «القادة الروس يفهمون بوضوح الشيء الرئيسي: وهو أن الأسلحة النووية ليست أسلحة، ولكنها وسيلة للردع الاستراتيجي، وأن استخدام رادع نووي، من قبل أي شخص في العالم، سيؤدي إلى عواقب وخيمة بالنسبة لكل من يفعل ذلك».

وفي سياق متصل، ازدادت الدعوات لتوفير طائرات «إف - 16» المقاتلة الأميركية المتقدمة للقوات الأوكرانية. سؤال طرحته صحيفة «واشنطن بوست». وقالت الصحيفة، إنه إذا أصرت إدارة بايدن على موقفها المتردد في تقديم هذه الطائرات، على الرغم من توصيات قادة البنتاغون وحلفاء الناتو، فمن المرجح أن يترجم التردد إلى طريق مسدودة، وهو ما يخدم مصالح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين. فهو يعتقد أن تصميمه على إخضاع أوكرانيا سوف يدوم أكثر من صبر الغرب للوقوف بثبات مع كييف. وإذا كان على حق، فسوف تتضرر صدقية الولايات المتحدة وحلف الناتو ونفوذهما ومكانتهما بشكل لا يمكن إصلاحه. ومن خلال حجبه تلك الطائرات، يعمق الرئيس بايدن خطر هذا الضرر، حيث يمكن أن توفر الحماية للقوات الأوكرانية، وتساعد في ردع المزيد من العدوان الروسي.

وقالت الافتتاحية: لسوء الحظ، على الغرب أن يفكر من منظور السنوات، وليس الأشهر. وحتى لو تم دفع القوات الروسية إلى الخطوط التي كانت سائدة قبل الغزو الروسي الشامل قبل عام، وحتى لو تم طردهم بالكامل من أوكرانيا، سيكون من الحكمة أن ينظر الغرب إلى التهديد من موسكو على أنه سمة غير محددة بالمشهد الأمني الحالي. وهذا يعني أن تزويد أوكرانيا بقوة ردع في المستقبل المنظور، يجب أن يكون هدفا استراتيجيا، في إشارة إلى تقديرات وتحليلات تتحدث عن مستقبل العلاقة الأميركية بأوكرانيا، بأنها قد تكون حجر الزاوية في أمن القارة الأوروبية مستقبلا، عبر تحويلها إلى قاعدة دفاع متقدمة، حتى على ألمانيا وفرنسا ودول أوروبا الشرقية كلها.

تقول هيئة التحرير إنه بحثا عن حلول، على الولايات المتحدة وحلفائها الأوروبيين تكثيف دعمهم العسكري والاقتصادي والدبلوماسي لكييف. وبينما يأمل الرئيس بوتين في الوصول إلى طريق مسدودة، يحتاج الغرب إلى تأجيج تحول يغير قواعد اللعبة في الزخم. وأضافت أن كل الحروب تنتهي، لكن التاريخ مليء بالحروب التي تطول أو تتوسع أو تتراجع، من دون توقف حقيقي للأعمال العدائية. وإذا كان هذا هو السيناريو الذي تواجهه أوكرانيا، وهناك سبب للاعتقاد بذلك، تحتاج الولايات المتحدة وحلفاؤها إلى البدء في التفكير فيما بعد هجمات الربيع أو الاعتمادات السنوية أو دورة الانتخابات المقبلة. تتطلب المعارك الطويلة تخطيطا ورؤية على المدى الطويل، والقوة الجوية الفعالة ضرورية في هذا الأفق. ويمكن تقديمها على أساس أن أوكرانيا لن تستخدمها لمهاجمة أهداف في الأراضي الروسية، حيث، على أي حال، قد تجعل أنظمة الدفاع الجوي الروسية مثل هذه الطلعات الجوية خطيرة للغاية. لكن داخل المجال الجوي الأوكراني، يمكن لطائرات «إف - 16» تضييق الفجوة بين القوة الجوية لموسكو وقوة كييف، وتعمل بأمان نسبي بالتنسيق مع الأسلحة الأخرى التي يزودها بها الغرب. ومن بين تلك الأسلحة، صواريخ «هارم» الأميركية، التي تدمر الرادارات، ومن شأنها أن تحد من قدرة روسيا على استخدام صواريخ أرض جو لإسقاط الطائرات المقاتلة. كما أن تلك الطائرات، أصبحت أكثر توفرا، مع تحول عدد من دول الناتو إلى طائرات «إف - 35» الأكثر تقدما. ورغم ذلك، ومن دون تصريح رسمي من واشنطن، لا يمكن تزويد أوكرانيا بطائرات «إف - 16».


تاريخ الخبر: 2023-03-01 09:24:47
المصدر: ألشرق الأوسط - السعودية
التصنيف: سياسة
مستوى الصحة: 77%
الأهمية: 99%

آخر الأخبار حول العالم

المزيد من الأخبار

مواضيع من موسوعة كشاف

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

تحميل تطبيق المنصة العربية