أزمة الخضروات: نقص الطماطم والخس قد يستمر لأسابيع في بريطانيا

  • ريم الشيخ
  • بي بي سي نيوز عربي
التعليق على الصورة،

تعتمد بريطانيا عادة في فصل الشتاء على استيراد حوالي 95٪ من الطماطم و 90٪ من الخس من إسبانيا وشمال إفريقيا

تُعاني المملكة المتحدة من نقص حاد في الخضروات الطازجة وبعض أنواع الفاكهة في الأسواق المحلية، حيث فرضت بعض المتاجر الشهيرة في المملكة قيودًا على كمية الخضروات التي يُسمح للمتسوقين بشرائها.

وانتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي صورٌ عديدة لأرفف الخضر في المحلات التجارية وهي شبه فارغة، وتقول الحكومة البريطانية إن النقص في الخضروات قد يستمر لمدة تصل إلى شهر.

وربط البعض بين النقص في المحاصيل الزراعية وخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، وهو ما تنفيه الحكومة.

"ثلاث علب كحدٍ أقصى"

بدأت الأزمة من نقص في الطماطم (البندزرة) فقط، لكنها امتدت لتشمل أنواعًا أخرى من الخضروات والفاكهة، الأمر الذي دفع كبرى المتاجر البريطانية وتجار التجزئة إلى تقنين عملية الشراء .

تخطى قصص مقترحة وواصل القراءة
قصص مقترحة
  • مدارس يهودية في بريطانيا لا يجيد تلاميذها القراءة أو الكتابة بالإنجليزية - التايمز
  • أزمة لبنان: قرار بتسعير السلع والمواد الغذائية بالدولار بناء على طلب التجار
  • هاري وميغان: الزوجان "طُلب منهما إخلاء" منزلهما الريفي في بريطانيا
  • أزمة لبنان: شعب تعرض للخيانة - الغارديان

قصص مقترحة نهاية

وكانت الطماطم والخيار والخس والفلفل، على رأس الخضروات المُقننة، إذ حدد سوبر ماركت تيسكو (Tesco) وسوبر ماركت ألدي (Aldi) الشهيران عملية الشراء بثلاث علب فقط من الطماطم والفلفل والخيار لكل عميل.

كما قنن أسدا (Asda) مبيعات الخس وأكياس السلطة والبروكلي والقرنبيط وعصير التوت إلى ثلاث علب لكل عميل، إضافة إلى الطماطم والفلفل والخيار.

صدر الصورة، PA Media

التعليق على الصورة،

لا يسمح للزبائن في بريطانيا بشراء أكثر من ثلاث علب من الطماطم والفلفل في بعض المحال التجارية الكبرى

"تناولوا اللفت لمواجهة النقص"

وقبل نحو أسبوع، حثت وزيرة البيئة البريطانية تيريز كوفي المواطنين على تناول اللفت بدلاً من الطماطم والخس لمواجهة الأزمة، ما أثار تعليقات ساخرة.

وبعدما لاقى تصريح الوزيرة ردود فعل كثيرة، قالت رئاسة الحكومة البريطانية :"إن الوزيرة كوفي أرادت أن تُشجع استهلاك المنتجات المحلية المتاحة من الخضار، لكن في النهاية يعود الخيار للبريطانيين في اختيار الأطعمة التي يودّون شراءها".

  • هل تكفي الخضروات وحدها للوقاية من أمراض القلب؟
  • بريطانيا تواجه أكبر تدن في مستوى المعيشة منذ 66 عاما
  • البريكست: ما هو وما عواقبه؟

لماذا يوجد نقصٌ في الخضراوات؟

تقول الحكومة البريطانية إن سوء الأحوال الجوية تسبب في إتلاف المحاصيل الزراعية المستوردة من جنوب أوروبا وشمال إفريقيا، إذ تشكل الطماطم المستوردة نحو 95٪ والخس نحو 90% من حاجة السوق المحلي، وفقًا لمجموعة التجارة البريطانية (BRC).

وشهد جنوبي إسبانيا طقسًا باردًا بشكل غير اعتيادي كما تضرّرت المحاصيل الزراعية في المغرب بسبب الفيضانات، كما وألغيت رحلات الشحن البحري أو تأخرت بين بريطانيا والدول المصدرة بسبب العواصف، إضافة إلى ذلك أثر فرض قيود أكثر صرامة على الصادرات من المغرب وارتفاع أسعار الأسمدة على خلفية الأزمة الأوكرانية، الأمر الذي جعل انتاج هذه البلدان أقل من المعتاد وبالتالي صادرات أقل إلى المملكة المتحدة.

وتشكل زيادة أسعار الطاقة عاملاً آخر في هده الأزمة، إذ أن شريحة من المزارعين المحليين وفي هولندا قلصوا من استخدامهم للصوب البلاستيكية لزراعة المحاصيل الشتوية بسبب ارتفاع أسعار الطاقة نتيجة الحرب الروسية على أوكرانيا.

صدر الصورة، PA Media

التعليق على الصورة،

خرجت بريطانيا رسميًا من الاتحاد الأوروبي بداية عام 2021

هل هناك علاقة بين أزمة الخضروات و خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي؟

نفت الحكومة البريطانية المزاعم القائلة بأن خروجها من الاتحاد الأوروبي بريكست هو المسؤول عن هذه الأزمة، في وقت رجح فيه بريطانيون على وسائل التواصل الاجتماعي أن يكون بريكست أحد الأسباب الرئيسية لهذه الأزمة.

يقول أستاذ الاقتصاد السياسي ناصر قلاوون إن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي ليس السبب الرئيسي في أزمة الخضر، عازيًا السبب الرئيسي إلى موجة الجفاف الشديدة التي ضربت البلاد الصيف الماضي، ويُضيف قلاوون: "خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي أثر بشكل غير مباشر، لأن الإجراءات القانونية و البيروقراطية المتبعة في عمليات التبادل التجاري على المعابر أصبحت أكثر تعقيدًا، فشهادة السلامة الصحية للمنتجات أصبحت إلزامية، حتى تتمكن شركات الخضر من إدخال البضائع إلى بريطانيا، إضافة إلى تطبيق بطيء في إجراءات السلامة والعبور ما يعني تأخير وصول الشحنات من مختلف البضائع".

بدورها تصر الحكومة البريطانية على قدرتها في السيطرة على السياسة الزراعية بعد خروجها من الاتحاد الأوروبي بداية عام 2021.