الكلاب والقطط تحظى بشعبية عريضة بين الأطفال والكبار على حد سواء ووجودها فى المنازل يضفى جواً من البهجة والطاقة الإيجابية والشعور بالونس خاصة لمن يعيشون بمفردهم أو يقضون ساعات طويلة فى منازلهم، إذ يجدون شعوراً بالصحبة والأمن والوفاء غير المشروط على الرغم من أن تلك الكائنات كانت وما زالت ترتبط بفكرتَى التدنيس والتطهير بل والكثير من الآراء الدينية رأت أنه لا يجوز شرعاً اقتناؤها خاصة لمن لا يحتاجها فى حياته وعمله، وأنها تمنع دخول الملائكة المنزل، بحسب بعض الآراء الدينية التى جعلت من الكلب حيواناً نجساً، والبيت الذى تسكنه القطط أو الكلاب لا تزوره الملائكة، ولا تجوز الصلاة فيه معتبرة أن اقتناءها يبطل الأعمال الصالحة.

فى الوقت الحالى ومع تطور ثقافة اقتناء الحيوانات وتوثيق تفاعلها مع البشر على مواقع التواصل الاجتماعى صارت الحيوانات الأليفة جزءاً لا يتجزأ من الحياة اليومية بطريقة لم يسبق لها مثيل بالترويج لها من خلال محبى القطط والكلاب الذين يوثقون لحظات البهجة وأوقاتهم التى يعيشونها بحالة من الدفء والونس.

رواج ثقافة اقتناء الحيوانات الأليفة دفع البعض إلى البحث عن إجابات عن أسئلته أو استعراض كافة الآراء حول كل الفتاوى السابقة الخاصة بالقطط والكلاب لمعرفة ما إن كانت نجسة أم هناك رأى آخر إلا أن المؤسسات الدينية وعلى رأسها دار الإفتاء تراجعت عن فتاواها السابقة التى صورت وجودها على أنه من الكبائر وتنجس المنزل وتمنع دخول الملائكة وتقلل البركة وغيرها من الاعتقادات التى سادت لفترات طويلة وأنصفت الفتاوى الدينية فى الإسلام وكذلك الرأى الدينى المسيحى الحيوانات الأليفة وأعادتها إلى الأسرة المصرية.

أمين «الفتوى»: «اقتناؤها وتربيتها ليست مكروهة طالما تم الإحسان إليها.. ولا تمنع دخول الملائكة البيت»

فى مقطع فيديو سابق على موقع يوتيوب خرج أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية أحمد ممدوح للإجابة عن الأسئلة الأكثر رواجاً وقال إن اقتناءها وتربيتها ليس مكروهاً ما دام الشخص يحسن إليها، ولا تمنع دخول الملائكة إلى البيت. وعن السؤال المتداول «ما حكم اقتناء القطط فى المنزل؟» أوردت لجنة الفتوى بالأزهر أن هناك أحاديث ذكرت القطة: قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ليست بنجس إنها من الطوافين عليكم والطوافات» رواه الترمذى والنسائى وصححه الترمذى.

وتابعت لجنة الفتوى بالأزهر فى ردها حول حكم تربية القطط قائلة: عن ابن عمر رضى الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «دخلت امرأة النار فى هرة ربطتها فلم تطعمها ولم تدعها تأكل من خشاش الأرض» رواه البخارى ومسلم، وأيضاً ما سمى الصحابى الجليل أبوهريرة بهذا إلا لأنه كان يعطف على الهرر ويقتنيها، حتى اشتهر بهذه الكنية.

كما أن السؤال عن حكم تربية الكلاب يتردد بشكل كبير ويتساءل البعض هل حلال أم حرام، وكذلك هل الكلب نجس؟.. وهى أسئلة حرص الدكتور محمد عبدالسميع أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية عليها الرد عليه من خلال مقطع فيديو سابق بثته الصفحة الرسمية لدار الإفتاء على «فيس بوك»، قائلاً إن دار الإفتاء المصرية تتبنى قول السادة المالكية الذى يرى عدم نجاسة الكلب وتتبنى قول الجمهور الذى يرى جواز تربية الكلب المعلم أو الكلب الذى يحقق هدفاً مثل كلب الحراسة وكلب الزرع وكلب الصيد وكل هذا جائز على قول الجمهور.

كانت دار الإفتاء قد أوضحت أنه يجوز اقتناء الكلاب التى يحتاجها المكلف فى حياته وعمله بشرط ألَّا يروِّع الآمنين أو يزعج الجيران، واقتناء الكلب المحتاج إليه لا يمنع مِن دخول الملائكة على قول كثيرٍ من أهل العلم وعما يثار حول أنه نجس أكدت أنه يمكن الأخذ فى ذلك بمذهب السادة المالكية فى القول بطهارة الكلب ويُنصَح بوضعه فى حديقة الدار إن وجدت وإلَّا فليجعل الإنسان لنفسه فى بيته مُصلّى لا يدخله الكلب.

وقبل رحيله عن عالمنا اعتبر بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية السابق البابا شنودة أن لفظ حيوانات نجسة كان يطلق فى الكتاب المقدس على الحيوانات التى لا يجوز تقديمها ذبيحة لله، وذلك عندما سُئل بالتزامن مع أحد اجتماعات الأربعاء الشهيرة له «هل توجد حيوانات نجسة أم لا؟ وهل تربية الكلاب نجاسة؟».

وأوضح البطريرك الراحل أن تربية الكلاب ليست بنجاسة طالما لا نأكلها ولا نقدمها ذبائح إلى الله أو الحيوانات التى لا يؤكل لحمها ولكنها ليست نجسة بفعل خطية.