أيام مباركة تسبق شهر رمضان المعظم، وفي هذه الفترة تتجه الأنظار إلى التقرب من الله بالإكثار من العبادة والأعمال الصالحات، ولا سيما ليلة النصف من شعبان التي يحرص الكثيرون على اغتنام فرصتها.

ومع اقتراب ليلة النصف من شعبان ربطت دار الإفتاء بينها وبين بليلة القدر، ولعظيم فضلها، وقالت الدار في منشور عبر صفحتها الرسمية على فيس بوك، إنه لا مانع شرعًا من تسمية ليلة النصف من شعبان بـ«ليلة البراءة» أو «الغفران» أو «القدر» فالمعنى المراد من ذلك أنها ليلة يقدر فيها الخير والرزق ويغفر فيها الذنب، وهو معنى صحيحٌ شرعًا.

ليلة النصف هي ليلة تحويل القبلة وقد أوصى الرسول- صلى الله عليه وسلم- ببعض الأعمال المستحبة فيها من قبيل السنة وليست فرض، حسبما أوضح الشيح أحمد مدكور أحد مشايخ الأزهر الشريف، قائلاً إن الرسول كان يصوم الكثير من أيام شعبان لكنه لم يحدد يوما بعينه للصيام في شعبان.

الإكثار من الاستغفار 

وأضاف الشيخ أحمد مدكور في حديثه لـ«الوطن»، أنه يستحب الإكثار من الاستغفار فقد ورد عن سيدنا على ابن أبي طالب أنه قال: «إِذَا كَانَتْ لَيْلَةُ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ، فَقُومُوا لَيْلَهَا وَصُومُوا نَهَارَهَا، فَإِنَّ اللَّهَ يَنْزِلُ فِيهَا لِغُرُوبِ الشَّمْسِ إِلَى سَمَاءِ الدُّنْيَا، فَيَقُولُ: أَلَا مِنْ مُسْتَغْفِرٍ لِي فَأَغْفِرَ لَهُ أَلَا مُسْتَرْزِقٌ فَأَرْزُقَهُ أَلَا مُبْتَلًى فَأُعَافِيَهُ أَلَا كَذَا أَلَا كَذَا، حَتَّى يَطْلُعَ الْفَجْرُ».

ويجب علينا أن نفعل كما فعل الصحابة الذين استجابوا لكلام الله ولكلام الرسول امتثالاً لقوله تعالي: «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ ۖ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ»، حيث تعلمنا هذه الليلة أن نكون ممن يستجيبون لكلام الله ورسوله بأن نفعل ما كان يفعله النبي ونترك ما نهانا عنه، مستشهدًا بقوله تعالي: «وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا».

الصيام مستحب في شهر شعبان 

وبحسب الشيخ «مدكور» يستحب في شهر شعبان الصيام، حيث ترفع فيه الأعمال إلى الله، يقول الرسول صلى الله عليه وسلم «تُعْرَضُ الأعمالُ يومَ الاثنين والخميس، فَأُحِبُّ أَنْ يُعْرَضَ عَملي وأنا صائم»، كما يستحب الذكر والدعاء والتقرب إلى الله، عملاً بقول الرسول: «أَلَا أُنَبِّئُكم بِخَيْرِ أعمالِكُم، وأَزْكاها عِندَ مَلِيكِكُم، وأَرفعِها في دَرَجاتِكُم، وخيرٌ لكم من إِنْفاقِ الذَّهَب والوَرِقِ ، وخيرٌ لكم من أن تَلْقَوا عَدُوَّكم، فتَضْرِبوا أعناقَهُم، ويَضْرِبوا أعْناقكُم ؟ !، قالوا: بَلَى، قال: ذِكْرُ اللهِ».

الإكثار من الصدقات

كما أن الإكثار من الصدقات أحد الأعمال المستحبة في شهر شعبان، يقول «مدكور»، إن لم يكن لديك مال للتصدق به فلتدعوا الله أن يدفع الغمة عن المؤمنين وأن يكفر الذنوب ويرفع البلاء: يقول «مدكور»: «نتصدق ولو بجنيهات بسيطة» لقوله تعالي: «لَن تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّىٰ تُنفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ ۚ وَمَا تُنفِقُوا مِن شَيْءٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ»، وقيام الليل وقراءة القرآن الكريم سواء بختم جزء منه في ليله النصف من شعبان أو ختمه كاملاً طوال الشهر، والدعاء للمرضي بشكل عام فهذه الأيام فيها بركات.