تواصل الأطياف السياسية المعادية للمغرب بالبرلمان الأوروبي، “حصد الخيبات”، بعد رفض الاتحاد الأوروبي لمقترح مجموعة الخضر لإنشاء فرع خاص بمراقبة ملف الصحراء المغربية.
وجاء الرفض الأوروبي خلال رد للمثل الأعلى للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية، جوزيب بوريل، على سؤال كتابي للبرلمانية أنا ميراندا، والذي سبق وأن اطلع “الأيام 24″ على نسخة منه، يشدد من خلاله على أن ” المفوضية الأوروبية وحدها من تتكفل بمراقبة ملف الصحراء المغربية”.
وأشار المسؤول الأوروبي إلى أن ” موقف الاتحاد من قضية الصحراء معروف لدى المنتظم الدولي، وبالخصوص لدى مجلس الأمن، وهو الموقف الذي لن يتغير”.
ويأتي رد بوريل، بعد محاولات قادتها مجموعة الخضر اليمينة بالمؤسسة التشريعية الأوروبية، والمعروفة بـ”عدائها للمغرب”، لخلق “لجنة جديدة” تراقب قضية الصحراء، وهو ما يعتبر حسب مراقبين، “محاولة جديدة للضغط على المغرب والتأثير على موقف المفوضية الأوروبية من قضية الصحراء”.
وشكلت الزيارة الأخيرة للمفوض الأوروبي المكلف بسياسة الجوار والتوسع، أوليفر فاريلي، “فرصة” للتجاوز محاولات البرلمان الأوروبي للتأثير على العلاقات بين الرباط وبروكسيل، والتأكيد على “عمق” الشراكة التي تجمع الطرفين.
وفي ظل هذا “النأي” المتواصل من قبل الاتحاد الأوروبي عن مواقف الأطراف “المعادية” للمملكة بالجهاز التشريعي لبروكسيل، تظهر المحاولات “البائسة” لهذه الجهات لإدخال قضية الصحراء في موجة التأثير التي تقودها لصالح بعض الأطراف الإقليمية، إذ يقول المحلل السياسي، محمد بودن إن ” المؤسسات الاتحادية بأوروبا تعمل دائما على القيام بالتدابير اللازمة لتحصين الشراكة المغربية-الأوروبية، باعتبارها مهمة وقوية ولها من الأهمية الكبيرة”.
وأضاف بودن في تصريحه لـ”الأيام 24″ أن ” جل المشاريع الاقتصادية الخارجية للاتحاد الأوروبي بمنطقة المتوسط توجد بنسب كبيرة في المغرب، وهو ما يجعل الشراكة بين الطرفين تتجاوز كل التأثيرات”، مشيرا إلى أن ” المد الأوروبي بدأ يتجه نحو دعم المبادرة المغربية للحكم الذاتي بالصحراء”.
وأردف المحلل السياسي، أن ” محاولات بعض الأطراف المعادية بالبرلمان الأوروبي للتأثير على العلاقات بين بروكسيل والرباط لن تنجح في تغيير نسق التعاون بينهما”.
واستطرد المتحدث ذاته قائلا : ” هذه التيارات تعمل لصالح أطراف معروفة إقليميا بتبنيها للطرح الإنفصالي، وذلك عبر إدخال قضية الصحراء إلى القبة التشريعية بأوروبا من أجل الضغط بشكل متواصل على الرباط، وتحويل الاتحاد الأوروبي كأداة للتحقيق أجنداتها”.
