أحيا موظفو السفارة الأمريكية بالخرطوم، يوم الأحد، واحداً من أهم الطقوس السودانية التي يتم الاستعداد بها لاستقبال شهر رمضان المبارك وهو ما يسمى «عواسة الآبري».
الخرطوم: التغيير
نظم موظفو السفارة الأمريكية في الخرطوم، الأحد، جلسة لأحد الطقوس المهمة في استقبال شهر رمضان بالسودان، وهي «عواسة الحلو مر» أو «الآبري».
وبحسب ما نشرته صفحة السفارة على «فيسبوك»، فقد تمت الجلسة من قبل الموظفين لاستقبال شهر رمضان المبارك، ولتعريف زملائهم الجدد بهذا الطقس، «ومشاهدة كيفية صنع المشروب الشهير ومعرفة ما يعنيه للشعب السوداني خلال الشهر الكريم».
وقدم الموظفون لزملائهم مشروبات شهيرة تزين المائدة السودانية خلال الشهر الفضيل مثل «الكركدي والتبلدي والعرديب بالإضافة للآبري الطازج».
وبعد ختام «العواسة»، قال أحد الأمريكيين: «إن مشروب الآبري لذيذ جداً! ولا أطيق الانتظار لتجربة رمضان في السودان وأنا ممتن لزملائي السودانيين لمشاركتهم معي كل الأشياء التي تجعل هذا الشهر مميزاً للغاية هنا، بما في ذلك الأمسيات مع العائلة والأصدقاء».
ويرتبط الدبلوماسيون الأمريكان المبعوثون للخرطوم بعلاقات فريدة مع الطقوس السودانية لا سيما الدينية والاجتماعية.
وظل شغفهم بالعادات والتقاليد السودانية يتعزز كلما لاحت المناسبات والمواسم الدينية مثل شهر رمضان المعظم والمولد النبوي الشريف.
ويعتبر الآبري- الذي تبدأ رائحته بالانتشار في سماء السودان قبل حلول رمضان بشهرين أو اكثر- أحد أهم مؤشرات اقتراب الشهر الكريم، وتحرص معظم الأسر السودانية على صناعته داخل المنزل أو شرائه جاهزاً من بائعات «الحلو مر» المتخصصات.
ومن اسمه فهو مشروب يجمع بين الحلاوة والحموضة بسبب مكوناته الكثيرة والمتداخلة من الذرة والتوابل المختلفة، حيث يتم تجهيز الذرة بطريقة محددة في المرحلة الأولى التي تعرف بـ«الزريعة» قبل طحنها وخلطها بأنواع من التوابل ثم «عواستها» في شكل رقائق داكنة اللون يتم غمرها في الماء لعدة ساعات قبل تصفيتها في هيئة المشروب النهائي.
وتعددت الروايات حول أصل هذا المشروب المحبب للسودانيين وطريقة اكتشافه، لكن الواقع أنه صار أهم طقوس استقبال رمضان ولا يكاد يخلو منه أي بيت رغم ارتفاع تكاليف صناعته أو شرائه جاهزاً.
