استمر اضطراب أسهم البنوك الأمريكية خلال تعاملات اليوم، مع اندفاع المستثمرين نحو تقليل استثماراتهم في القطاع المصرفي، بسبب أزمة مصرفي سيليكون فالي بنك الأمريكي، وسيجنتشر بنك.

وذكرت وكالة بلومبيرج أن انهيار مصرف سيليكون فالي المملوك لمجموعة إس.في.بي فاينانشال جروب للخدمات المالية واستيلاء السلطات الرقابية على مصرف سيجنتشر بنك مطلع الأسبوع الحالي فجر حالة من الخوف والاضطراب في القطاع المصرفي الأمريكي ككل.

وتراجعت أسعار أسهم البنوك الإقليمية الأمريكية في بدية تعاملات الأسبوع الجديد، حيث انخفض مؤشر كيه.بي.دبليو للبنوك الإقليمية بنسبة 12% وهو أكبر تراجع يومي للمؤشر منذ مارس 2020.

وتراجع سهم فرست ريبابليك بنك بنسبة 67 % وهو تراجع قياسي للسهم، في حين تراجع ويسترن آليانس بانكورب بنسبة 76 % وهو أكبر تراجع للسهم على الإطلاق، كما ترجع سهم باك ويست بنكورب بنسبة 41 % ليصل إلى مستوى قياسي.

وقالت ماريجا فيتامين كبيرة المحللين في شركة الخدمات المالية "ستيت ستريت جلوبال ماركتس" إنه من المحتمل استمرار حالة الحذر في السوق رغم تكثيف تحركات السلطات المالية الأمريكية لاحتواء تداعيات أزمة انهيار سيليكون فالي بنك.

وأضافت أن هذا موقف صعب بالنسبة لمجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي، حيث يحتاج إلى مواصلة زيادة سعر الفائدة لكبح جماح التضخم من ناحية، في حين يحتاج إلى العمل على حماية النظام المالي من الانهيار بسبب أزمة البنك، وهو ما يعني أن المجلس يمكن أن يكون خاسرا في كل الحالات.

في الوقت نفسه، قالت المؤسسة الاتحادية للتأمين على الودائع اليوم إنها اتخذت خطوات لحماية كل مودعي بنك سيليكون فالي المنهار، حيث نقلت المؤسسة، كل أصوله الجوهرية، بما في ذلك الأصول غير المؤمن عليها إلى بنك آخر تشغله المؤسسة.

وهذا البنك المحولة إليه الأصول هو بنك وطني مستأجر يعمل تحت مجلس إدارة تعينه المؤسسة الاتحادية للتأمين على الودائع. وجرى تعيين تيم مايوبولوس رئيسا تنفيذيا لبنك سيليكون فالي "إن أيه" مثلما أصبحت المنشأة التي تسيطر عليها المؤسسة تعرف حاليا.

يعد هذا أكبر انهيار لبنك أمريكي منذ الأزمة المالية العالمية في عام 2008، والتي اندلعت شرارتها مع إفلاس بنك ليمان براذرز، ويتركز نشاط بنك سيليكون فالي على القطاع التكنولوجي ما قد يقضي على الشركات الناشئة في جميع أنحاء العالم.