بول أوستر: الكاتب الأمريكي الشهير "في بلاد السرطان"

صدر الصورة، Reuters

التعليق على الصورة،

عُرف أوستر عام 1982 بروايته "ابتكار العزلة" وهي أشبه بسيرة ذاتية يحاول فيها استيضاح ملامح شخصية والده

أعلنت زوجة الكاتب الأمريكي، بول أوستر، الأسبوع الجاري أن زوجها الذي اشتهر برواياته عن نيويورك وشخصيّاته الهامشيّة التائهة في الحياة، أصيب بمرض السرطان.

وقالت الكاتبة سيري هاستفيت، زوجة أوستر، على إنستغرام إن الروائي، البالغ 76 عاما، يخضع حاليا للعلاج في مركز "ميموريال سلون كيترين" للسرطان في نيويورك.

وأضافت: "شُخصت إصابة زوجي بالسرطان في ديسمبر/كانون الأول، بعدما كان مريضاً لعدة أشهر قبل ذلك".

وقالت هاستفيت: "إنّني أعيش في مكان صرت أسمّيه بلاد السرطان".

ولبول أوستر أكثر من ثلاثين مؤلّفاً ترجمت إلى أكثر من أربعين لغة، من بينها العربية، إذ يحظى بجمهور واسع بين القراء العرب.

تخطى قصص مقترحة وواصل القراءة
قصص مقترحة
  • وفاة الكاتب الياباني الحائز على جائزة نوبل كنزابورو أوي
  • المحامي الأمريكي الشهير أليكس موردك يتلقى حكما بالسجن مدى الحياة بعد إدانته في قتل زوجته وابنه
  • جو بايدن: هل تعافى الرئيس الأمريكي من سرطان الخلايا القاعدية؟
  • جو بايدن: مشروع للتنقيب عن النفط قد يضع المستقبل السياسي للرئيس الأمريكي على المحك

قصص مقترحة نهاية

وعُرف عام 1982 بروايته "ابتكار العزلة" وهي أشبه بسيرة ذاتية يحاول فيها استيضاح ملامح شخصيّة والده.

وحقق أوستر شهرة عالميّة عام 1983 بروايته "ثلاثيّة نيويورك" المستوحاة من نوع الرواية البوليسيّة.

ولم توضح زوجته نوع السرطان، لكنها كتبت: "العيش مع شخص مصاب بالسرطان ويُعرَّض لرشقات من العلاج الكيميائي والعلاج المناعيّ، إنما هو مغامرة في الحميميّة والتباعد"،

وأضافت: "ليس من السهل على الدوام السير على هذا الحبل المشدود".

صدر الصورة، Getty Images

التعليق على الصورة،

قالت هاستفيت: "إنّني أعيش في مكان صرت أسمّيه بلاد السرطان"

توظيف السيرة الذاتية

ولد بول أوستر في الثالث من فبراير/ شباط عام 1947 في مدينة نيوارك بولاية نيو جيرسي الأمريكية لأبوين يهوديين من بولندا، وهو روائي أمريكي، وكاتب مقالات، ومترجم، وكاتب سيناريو، وشاعر.

بدأ أوستر يدرك في سن السادسة عشرة ميله إلى أن يكون كاتباً وليس العمل في أي مهنة أخرى.

بعد تخرجه في جامعة كولومبيا، وحصوله على درجة الماجستير عام 1970، انتقل أوستر إلى فرنسا، وهناك بدأ في ترجمة أعمال لكتّاب فرنسيين ونشر أعماله في مجلات أمريكية.

جاءت شهرة أوستر من خلال نشر سلسلة من القصص البوليسية التجريبية التي نُشرت مجتمعة في ثمانينيات القرن الماضي تحت اسم "ثلاثية نيويورك".

  • نصائح من شخصيات بارزة تشجعك على القراءة يوميا
  • لماذا يتفاوت إحساسنا بالزمن بين حادثة وأخرى؟

غلبت على كتابات أوستر الاهتمام بالرواية المعقدة، والتي اتسمت بألغاز البحث عن الهوية والمعنى الشخصي.

وتشير دائرة المعارف البريطانية إلى أن الكثير من روايات الكاتب تستكشف أفكاراً عن الذات، وغالباً ما تعرض المؤلف في أشكال مختلفة من التجسد الصريح إلى المحتجب، الأمر الذي أثار جدلاً بين النقاد عن مدى توظيفه لعناصر من السيرة الذاتية.

صدر الصورة، Getty Images.

التعليق على الصورة،

أعمال أوستر ترجمت لأكثر من أربعين لغة

تخطى البودكاست وواصل القراءة
البودكاست

تغيير بسيط: ما علاقة سلة مشترياتك بتغير المناخ؟

الحلقات

البودكاست نهاية

وعلى الرغم من كون أوستر ينتمي إلى عائلة من الطبقة الوسطى، إلا أن المال كان سبباً دائماً للخلافات العائلية ما أدى إلى طلاق والديه.

ويتحدث أوستر في روايته "ابتكار العزلة"، التي تنتمي لأدب السيرة الذاتية، عن والده وكيف كان شخصية تتسم بالبخل على نقيض والدته التي كانت مسرفة، وكان أوستر حائراً بينهما، وهي اتهامات أثارت غضب العائلة ضده.

ويؤكد أوستر في روايته "تباريح العيش"، أنه لم ينجذب إلى عالم المال والأعمال في مجتمعه، وكان يرى في الأعمال اليدوية سبيلاً أفضل من عالم الأعمال الممل بالنسبة له.

في مواجهة غير المتوقع

الكتابة بالنسبة لأوستر عمل فكري ومتعة شخصية، فضلاً عن كونها سبيل لسبر أغوار الذات والآخر، بعيداً عن التفاصيل المادية.

وقال أوستر خلال مقابلة سابقة أجراها مع الخدمة الإسبانية لبي بي سي عام 2020، رداً على سؤال يستوضح الرسالة التي يرغب في أن يبعثها من خلال كتاباته، أنه حاول أن يقول على مدار السنوات أن أي شيء يمكن أن يحدث لأي شخص في أي مكان وفي أي وقت.

وأضاف: "بمجرد أن نعي ذلك، سنكون مستعدين بصورة أفضل كي نواجه التنوع والأمور غير المتوقعة".

وقال: "هناك شيء ما في الروح البشرية يسعى إلى الاستقرار واليقين، لذا فإن أغلب الناس يضلون الطريق حين يحدث شيء غير متوقع أو غير معتاد. لكن إذا ما تصرفنا بذكاء وفعلنا ما ينبغي القيام به، يمكننا أن نتجاوز ذلك".

عاش أوستر حياة ملؤها الاضطرابات والتجارب الصعبة، كما سمحت تجربته الحياتية بتعرفه على شخصيات مختلفة ومتناقضة في ذات الوقت، في مجالات الأدب والسينما وشخصيات المجتمع.

لم يقتصر دور أوستر على الكتابة الروائية فقط، بل كتب سيناريوهات عدة أفلام من بينها "الدخان عام 1995"، كما كتب وأخرج أفلام "لولو على الجسر Lulu on the Bridge" عام 1998، و"الحياة الداخلية لمارتن فروست The Inner Life of Martin Frost" عام 2007.

وبعد وفاة أحد أصدقائه بسبب الصواعق، ظهر أوستر في وثائقي بعنوان "مشيئة الله Act of God" عام 2009، والذي يتناول حياة الناجين من الصواعق، كما نشر عام 2013 رسائل بينه والروائي جي إم كويتزي من جنوب أفريقيا خلال الفترة بين أعوام 2008 و2011.

وكان أوستر قد فقد ابنه دانيال عام 2022، بسبب جرعة زائدة، وذلك خلال التحقيق بمسؤولية دانيال عن التسبب بوفاة طفلته الرضيعة بجرعة مخدرات.

وآخر أعمال أوستر تأليف كتاب عام 2021 عن حياة وأعمال الكاتب الأمريكي ستيفن كرين، مؤلف رواية "شارة الشجاعة الحمراء"، والذي وصفه في مقابلته السابقة مع بي بي سي أنه "كاتب عظيم. عاش حياة مجنونة محمومة ومفعمة بالمغامرة، وهو أمر رائع. ورغم أنه توفي في عمر 28 عاماً إلا أنه ترك أعمالاً منشورة من 3 الآف صفحة".