حلو الكلام (8)


1- البطل

يلومونكَ لأنكَ عصبي .. حاد .. لا تضحكُ ..
ولكن لا أحدَ منهم يعلمُ مقدارُ آلامكَ .. لا أحدَ يعلمُ كمْ تجاهد لكيْ تستيقظَ صباحا وسطَ آلامكَ وحزنكَ و وحدتكَ وتعبكَ ومرضكَ ..
كلُ خليةٍ في جسمكَ تصرخُ منْ آلامٍ .. كلُ عظمةٍ تشعرُ أنها قدْ انكسرتْ مائةَ مرةٍ منْ قبلٍ .. وقلبكَ الذي أصبحَ أبردُ منْ الثلجِ بسببِ الوحدةِ ..

ولكنكَ تقومُ .. تلملمَ عظامكَ وتضغطُ علي خلاياكَ .. تطبطبْ علي قلبكَ .. بينما تبتسمُ لنفسكَ في مرآةِ الحمامِ ..

تنصبَ عودكَ .. وترفعَ رأسكَ .. تخفي الشعراتُ التي تساقطتْ منْ الضغطِ وتبتسمُ وأنتَ ترتدى ملابسكَ ..
تشكرَ اللهَ على أنكَ لازتْ قادرا على الحركةِ داخلَ حيطانٍ تحتويكَ ومنزل يضمكَ ..

تخرجُ قويا .. صامدا .. ولا تخبرُ أحدا عنْ آلامكَ فلا أحدَ يشعرُ بآلامِ الآخرينَ ..
أنتَ فقطْ تعرفَ ..

أنتَ فقطْ تعرفُ أنكَ البطلُ في قصتكَ

2- الزمن

لا شيءً يشعركَ بسرعةِ مرورَ الأيامِ أكثرَ منْ طفلٍ يكبرُ . . . أوْ عدمِ قدرتكَ على ركوبِ الميكروباص

تستعجبُ متى أصبحَ ابنُ السنتينِ رجلاً يدعوكَ علي حفلِ زفافهِ!!!

ومتى أصبحتْ أنتَ غيرُ قادرٍ على الصعودِ إلى ميكروباصِ وأنتَ الذى كنتُ تصعدُ سلالمَ بيتكَ جريْ للدورِ السابع !!

متىْ كبرنا . . . ؟!

٣- اَلْمَغْفِرَة . . . مَا أَصْعَبَهَا مِنْ كَلِمَةٍ

مرة في أوائلِ التسعينياتِ ظهرَ المهندسُ نجيبْ ساويرس فى أحدِ البرامجِ يتحدثُ فيها عنْ نفسهِ . .
لا أذكرُ منْ البرنامجِ سوى سؤالا واحدا سألتهُ المذيعةُ: ما أكبرُ عيوبكَ.. قالَ ( ميتي لا يموتْ . . الليُ يَغلط فيا بفضل فاكر له الغلطةِ ومشِ بتروحْ منْ بالى )
ميتى لا يموت هو تعبيرَ صعيديٍ على أنَ الشخصَ يستمرُ في داخلهِ (الحزنُ / الموقف) إلى ما لا نهايةً . .

وقتها كشابٍ يحملُ قلبًا لمْ توسخْه الأيام رفضتْ كلامهُ . . . فأينَ المحبة التي تسامح وأينَ الآية التي تقولُ اغفروا يغفرُ لكمْ . . وأين العيش و الملح وأينَ..وأينَ .!

ساويرس تقريبا كانَ يرسلُ رسالةً إلى أحدِ منافسيهِ عبرَ البرنامجِ لأنهُ وبعدٌ انتهاءِ جملتهِ نظر إلى الكاميرا نظره غاضبة تبينَ بصدقُ أنهُ لا ينسى . . .

أتذكرُ تلكَ النظرةِ إلى الآنَ بعدَ أنْ كبرنا و سحقتنا الأيام وجرحتنا سهامُ الأصدقاءِ وخناجرِ الأقرباءِ . .
بعدٌ أنَ امتلأ القلبِ بالخوفِ منْ المجهول والحزنِ من الأحباء الذينَ تركونا وقتَ الشدةِ . . .

اتسألْ بعدَ أنْ وصلتْ لنفسِ السنِ التي كانَ فيها هوَ عندما أدلى بحديثهِ . . اتسألْ هلْ مازالَ فى داخليٍ نفسِ الطفلِ الذي يؤمنُ أنَ قلبهُ قادرٌ على أنْ يسامحَ أخطاءً الآخرينَ؟ . . أمُ أنني أصبحتْ مثلهُ . . . ميتى لا يموتُ…!!
كمُ تُغيرنا الأيامَ بدونِ أنْ ندرىَ..
وأنتَ هلْ غيرتكَ الأيامَ ؟ أمْ أنكَ مازلتُ تحملُ الطفلَ في داخلكَ . .

4- طيور النورس

هناكَ في حياتنا أناسَ كطائرِ النورسِ . . . كلما رأيناهمْ شعرنا أنَ شاطئَ الأمانِ قريبٍ.

. نصرخُ مثلٌ البحارةِ التائهين فى البحر .. ” نحنُ نرى نورسا.. إذا فالشاطئ قريبٌ . ”

نعلمُ أنَ ظهورهمْ بدايةَ نهايةِ المشكلةِ… وأنَ وجودهمْ هوَ علامةُ الأمان في حياتنا . .

ولكنهمْ مثلَ النورسُ فعلاً.. يختفونَ فجأةُ كلما أخذتنا الحياةُ بعيدا عنْ الشاطئِ.. ويظهرونَ فجأةِ عندما نتوهُ في بحورِ مشاكلِ الحياةِ…

وبينَ هذا وذاكَ… نحنُ نخجلُ منْ أنْ نخبرهمْ أنَ الأمانَ في وجودهمْ.. معَ أنَ حياتنا ضائعه بدونهمْ . .

ليتناَ أخبرناهمْ

تاريخ الخبر: 2023-03-15 09:22:27
المصدر: وطنى - مصر
التصنيف: غير مصنف
مستوى الصحة: 47%
الأهمية: 61%

آخر الأخبار حول العالم

بوريل يدعو إلى عدم بيع الأسلحة لإسرائيل

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-10 12:25:54
مستوى الصحة: 48% الأهمية: 62%

السجن سنة ونصف للمدون يوسف الحيرش

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-10 12:25:48
مستوى الصحة: 48% الأهمية: 55%

بوريل يدعو إلى عدم بيع الأسلحة لإسرائيل

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-10 12:25:49
مستوى الصحة: 48% الأهمية: 61%

المزيد من الأخبار

مواضيع من موسوعة كشاف

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

تحميل تطبيق المنصة العربية