ملك فهمي سرور التي سبقت نجيب محفوظ في تقديم عالم الحارة المصرية

في يوم المرأة المصرية، والذي يحل في السادس عشر من شهر مارس كل عام، والذي تحتفل به مصر تحديدا نساءها بالتزامن مع ذكرى سقوط الشهيدة “حميدة خليل” كأول شهيدة مصرية في ثورة 1919.

وكما خاضت المرأة المصرية شتى مجالات الحياة والعمل العام، خاضت أيضًا مجال الكتابة الروائية، فظهر رعيل من الكاتبات المصريات منذ مطلع القرن العشرين، من بينهن برزت “ملك فهمي سرور”، ومن أبرز رواياتها: “صابحة” و"الزهور الفاتنة"، والتي تحولت إلي فيلم سينمائي تقاسمت بطولته كلًا من فاتن حمامة وتحية كاريوكا، حسين رياض وشكري سرحان، والفيلم من إنتاج 1952 وإخراج مدكور جمال.

“صابحة” أولى محاولات رصد مجتمع المهمشين

صدرت رواية “صابحة” للكاتبة ملك فهمي سرور لأول مرة 1947 عن دار الفكر العربي بالقاهرة، ويذهب الناقد المؤرخ دكتور خالد أبو الليل، في تقديمه لرواية “صابحة”، والصادرة عن سلسلة رائدات الرواية العربية، والتي تصدرها الهيئة المصرية العامة للكتاب، إلي أنه: لم تحظ الرواية ــ صابحة ــ  مثل مؤلفتها باهتمام نقدي من قبل الدارسين٬ ربما يعود ذلك لأسباب فنية تتعلق بالرواية أو لأسباب تتعلق بعدم إنتشار الرواية وشيوعها٬ إذ لم تأخذ نصيبًا كافيًا من هذا الشيوع الذي يجعلها متداولة بين الباحثين والنقاد.

ويؤكد هذا ندرة ما كتب عن مؤلفتها نفسها٬ باستثناء شذرات محدودة كتبت عن روايتها “الزهور الفاتنة” 1952 وذلك بسبب تحويلها لفيلم سينمائي. تبدأ رواية "صابحة" بإبداء البطلة صابحة أمنيتها في أن يكون لها أخ أو أخت يؤنس وحدتها٬ وتأتي هذه الأمنية بعد أن شعرت بوحدتها٬ وعلي نحو ما تتحقق أمنيتها فقد أنجبت زوجة جار أسرة صابحة بنت ثم ماتت٬ فاستأذنت أسرة صابحة من والد الطفل الذي قرر الرحيل إلي بورسعيد أن يقوموا على تربية الطفل٬ ويوافق الأب لتتحقق أمنية صابحة بأن يكون لها شقيق بمثابة الإبن فتمنحه من حبها وحنانها ما تمنحه الأم لإبنها.

 تعرضت الرواية لصورة الفقي الشيخ "قاسم" بشكل أكثر إيجابية وإنسانية٬ نظرا لحبه الشديد لصابحة٬ دون أن يؤثر ذلك الحب على رغبته في جمع المزيد من المال، البنية الفنية في رواية "صابحة" أشبه ما تكون إلي بنية الأفلام السينمائية٬ يتبدي هذا في حبكة الرواية المصطنعة٬ ووصف المشاهد بتفاصيل أقرب إلي الأهتمام بوصف تفاصيل المشهد السينمائي٬ وأغلب الوصف في مشاهد الرواية الإسهاب والإطناب علي نحو يكاد يصيب القارئ بالملل.

ويلفت “أبو الليل” إلي: الرابط بين رواية “الزهور الفاتنة” ورواية “صابحة”، اهتمامهما بالطبقات الاجتماعية المهمشة الكادحة والمطحونة في المجتمع. فرواية “الزهور الفاتنة” تلتفت مبكرًا إلى عوالم الحارة الشعبية المصرية وتنازعها بين طموحات التحول إلي الأفضل من دهس قيم الحارة الشعبية والرضا بالواقع مع المحافظة على تلك القيم الأصيلة، هذه الحارة التي أصبحت ــ بعدئذ ــ الشغل الشاغل لنجيب محفوظ، فعالجها في عدد من رواياته، في حين تنشغل رواية “صابحة” ــ الأسبق تاريخيا ــ بفئة الصيادين والعاملين بحرفة الصيد.

ملك فهمي سرور تنشغل بعالم الحارة المصرية

ويشدد “أبو الليل” على أن ملك فهمي سرور اهتمت في رواياتها صابحة وزهور فاتنة بالطبقات الاجتماعية المهمشة، وهو العالم الذي كان يغذي بعض الكتاب، فيستلهمون منه عوالمهم الروائية، وهو العالم الذي كانت الحواديت تنشغل به، فالحدوتة كانت تدور في فلك الفئات الاجتماعية المهمشة وأصحاب المهن والحرف الاجتماعية التي لا يلقى المجتمع أو المثقفون لها بالًا، مثل الحطاب والصياد والشيال والفلاح. 

ولقد انشغلت رواية “صابحة” بمجتمع الصيادين، وتلفت ملك فهمي سرور النظر إلي هذا العالم المهمش في مقدمة روايتها، مؤكدة أن افتنانها بهذا العالم في بحثه عن لقمة عيشه ودأبه ونشاطه، هو ما دفعها إلى الكتابة عنه.   

تاريخ الخبر: 2023-03-17 00:22:25
المصدر: موقع الدستور - مصر
التصنيف: سياسة
مستوى الصحة: 55%
الأهمية: 56%

آخر الأخبار حول العالم

المزيد من الأخبار

مواضيع من موسوعة كشاف

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

تحميل تطبيق المنصة العربية