اليوم السنوى الثامن للتراث القبطى تحت عنوان “التراث القبطي وقضايا التسامح والتعايش”


نظم مركز الدراسات القبطية بمكتبة الاسكندرية بالتعاون مع مركز الطفل للحضارة والإبداع بمصر الجديدة “يوم التراث القبطي الثامن” والذي انعقد هذا العام تحت عنوان “التراث القبطي وقضايا التسامح والتعايش”،

بدأ اليوم بكلمة افتتاحية للأستاذ الدكتور نبيل حلمى، رئيس مجلس ادارة جمعية مصر الجديدة كان محورها التسامح والتعايش السلمى وان مصر شهدت الكثير من الأحداث التاريخية التي تدل على أنها بلد التسامح الدينى ومهد الحضارات، حيث عاشت على أرض مصر العديد من الأديان في تسامح وسلام، ومر أقباط ومسلمى مصر بمواقف تاريخية عديدة ليثبتوا أن الوحدة الوطنية والحفاظ على الوطن هدفهم المشترك

واضاف الدكتور نبيل حلمى احتفالنا اليوم واستضافتنا لهذا الملتقى برعاية مكتبة الاسكندرية وهو للعام الثانى على التوالى بمركز الطفل للحضارة والإبداع بمصر الجديدة وفى هذا العام الاقبال غير عادى لان موضوع المؤتمر يستند على تراث مصر وعلى الوحدة الوطنية وعلى تقدم مصر فى الاحوال الحالية وخاصة مع تغير النظام الدولى العام والحرب الاوكرانية وتأثير مصر والمنطقة العربية بمثل هذة الاحداث فلابد من الاتحاد والاعتماد على تراث مصر لانة تراث غنى جدا وخصوصا فى الخلفية القبطية لهذا التراث ونحن نرحب اليوم بحضور مدير مكتبة الاسكندرية والاباء القساوسة ورجال الازهر والمهتمين بالتراث والدرسات القبطية
واكد الدكتور نبيل حلمى على ان الاعتماد على التاريخ المصرى الصميم فى هذا الشئن موضوع هام فهو موجود فى خلفيتنا وثقافتنا وقد لانشعر بة الان ولكنها حقيقة واضحة

وعندما نتكلم عن التراث المصرى وخصوصا القبطى فنحن نتحدث عن مستقبل مصر ايضا فى هذا الشئن لان المستقبل يعتمد على التاريخ يعتمد على التراث يعتمد على حقيقة الثقافة الموجودة فى هذة المرحلة

لان المرحلة الحالية هى وصلة بين التاريخ والتراث وبين المستقبل فقد يغير بعضها او نحيد يمينا اويسارا ولكننا فى الاخر لابد ان نعتمد على الثقافة والحضارة ,والتاريخ يبقى دائما يتوارثة الاجيال ولذلك هو تراث مصر الباقى دائما

والقى ايضا الاستاذ الدكتور أحمد زايد مدير مكتبة الاسكندرية كلمة

رحب فيها بالحضور الكريم والسادة المشاركين فى الملتقى من باحثين ودكاترة واستعرض دور مكتبة الاسكندرية التنويرى على مر العصورواثنى على دور مركز الدرسات القبطية والعاملين بة فى تبنى قضايا هامة فى كل ملتقى ينظمة مركز الدرسات القبطية بالمكتبة وخصوصا موضوع التسامح والتعايس السلمى فهو موضوع هام وخصوصا فى هذة الفترة التى تحتاج منا كلنا التلاحم والتشابك من اجل رفعة بلادنا ونهضة وطننا

كما القى الأب الربان فيلبس عيسى راعى كنيسة السريان الأرثوذكس في مصر
كلمة عن التسامح والتعايش السلم وتطرق قى كلمتة للتحدث عن الكنيسة السريانبة ودورها فى تآصيل هذا المعنى على مر الاجيال فى مصر والعالم كما القى الضوء على قديسى الكنيسة السريانية ومحبتهم وتقديم العون للاخرين فى محبة وبذل وعطاء دون مقابل وتحدث عن مدينة أنطاكية العظمى، والكنيسة التي أسسها القديس بطرس الرسول حيث اتخذ من أنطاكية مقراً لكرسيها

كما أكد على أهمية التراث السرياني للانسانية ، وعلاقته الوطيدة بالتراث القبطي باعتبارهما كنيسة واحدة وهذا جزء لا يتجزأ من التاريخ

وشدد على دور اللغة السريانية التي كان لها الفضل في الحضارة العربية والإنسانية عامة فهى نفسها اللغة الآرامية التي تحدث بها السيد المسيح ونحن نفتخر بهذا

وتحدث أيضاً عن الأديرة والمدارس السريانية التي كانت منارات للمعرفة

كما اثنى على دور مكتبة الاسكندرية وما تقوم بة من دور تنويرى لصالح المجتمع والناس

و القى نيافة الأنبا توماس عدلي مطران الجيزة وبني سويف للأقباط الكاثوليك، كلمة جاء فيها اود ان اشكر حضراتكم جميعا لدعوتى للمشاركة معكم فى فعاليات اليوم السنوى الثامن للتراث القبطى تحت عنوان”التراث القبطى وقضايا التسامح والتعايش”وذلك فى اطار التعاون المشترك بين مركز الدرسات القبطية بقطاع البحث الاكاديمى بمكتبة الاسكندرية ومركز الطفل للحضارة والابداع ان موضوع المؤتمر لهو موضوع معاصر وهام جدا لواقعنا وسياقنا الفكرى والدينى والمجتمعى ,فتراث الحضارات يظهر فى ازمنتة وسياقاتة المختلفة , التطور الفكرى لهذة الحضارات
واكد نيافة الأنبا توماس عدلي على ان دور مكتبتنا الحبيبة مكتبة الاسكندرية هو دور رائد فى دراسة تراث الحضارات المختلفة فى مجتمعنا الحبيب لنتعلم جميعا من تراكم الخبرات الموجود فى تراث كل حضارة فتراث اى حضارة يقدم ذاتة بطرق تتناسب مع السياق والفترة الزمنية المرتبطة بكل مرحلة فتارة يقدم ذاتة فى زهو الرجل المنتصر على كل تحدياتة وتارة يتحدث متخذا اسلوب دفاعيا ملؤه ارادة الحفاظ على الهوية وتارة اخرى يعكف على العمل على نقل وديعة ايمانة ومعتقداتة من جيل الى جيل ومن الجميل اليوم ان ينير مؤتمرنا الهام خبرات التراث القبطى المتراكمة فى قضايا التسامح والتعايش لان مجتمعنا المصرى الحبيب يملك اليوم بفضل تراثة الاسلامى والقبطى ,الغنى والعمق والرغبة الحقيقية فى الانطلاق معا من وحدانية اللة الخالق للوصول الى اهمية وكرامة خليقتة رغم تعددها وتنوعها واختلافها فالجميع يملك الكرامة عينها ولايمكن لاحد ان يكون سيدا للاخرين او عبدا لهم”قداسة البابا فرنسيس فى كلمتة لتقديم وثيقة الاخوة الانسانية”

واضاف نيافة الأنبا توماس عدلي ان العمل على انارة رغبة التسامح والتعايش فى تراث حضارات مجتمعنا الحبيب يتطلب منا شجاعة الاختلاف والقدرة على قبول التعددية التى تخلق مناخ التعايش السلمى وتحفظ لكل فرد فى اختلافة هويتة وخصوصيتة

اشكر اللة كثيرا ان مجتمعنا الحبيب قد نجح خلال العقد المنصرم ان يحرر خطابة المجتمعى والدينى من كل ما يعوق خلق مناخ جديد وصياغة عقلية ترتكز وتنطلق من مبدأ الوحدة فى التعددية ,الحفاظ على الهوية واحترام حرية الاخر وهويتة لذلك اقدم جزيل شكرى لمكتبة الاسكندرية العظيمة ولكل المراكز البحثية المهتمة بتراث مجتمعنا واليوم بصفة خاصة وبمناسبة موضوع المؤتمر اشكر كل المراكز الثقافية المهتمة بغنى وعمق وتنوع ادوات التراث القبطى

كما القى الدكتور القس عاطف مهنَّي مدير مركز مسيحية الشرق الأوسط بكليَّة اللاهوت الإنجيليَّة، كلمة قال فيها يسعدني ويشرفني أن أحتفل معكم بهذا الحدث المتميز، اليوم السنوي الثامن للتراث القبطي وقضايا التسامح والتعايش. وسر سعادتي هو ما يحمله هذا الحدث من معانٍ سامية ورسائل مطمئنةٍ وآمالٍ مبررة. فنحن أمام اقتراب ثقافي من تراث ديني لفئة غير قليلة من المجتمع المصري بصورة راقية تؤكد أن هذا التراث هو ملك لجميع المصريين، يحق لهم، بل يجب عليهم التعرف عليه والتسلح بما فيه من قيم عظيمة تُزكَّي وتدعَّم مع باقي الأديان قيم الصلاح والبر والتسامح والعيش المشترك.

واكد الدكتور القس عاطف مهنَّي إن هذا الموقف الراقي عندما يأتي من مثقفين أفراد يجعلنا نفرح، أما عندما يأتي من مؤسسة ثقافية عريقة مدعومة من الدولة، فهو يمثل توجهًا مطمئنًا وجادًا لتعميق قيم المواطنة التي لا ترى في التنوع الديني أو الجندري أو الاجتماعي تهديدًا بل إثراءً وتدعيمًا لمجتمع صحي ولوطن تقدمي.

إن تاريخ البشرية مليء بمواقف متباينة من تراث الأديان سواء أنت هذه المواقف، من داخل أصحاب الأديان أنفسهم أو من خارجه.

فهناك الاقتراب السطحي الشكلي، الذي يركز على الطقوس والفرائض والممارسات أكثر من القيم والمبادئ والذي أنتج لنا طبقة من المنافقين، المتاجرين بالدين والمتربحين من رفع شعاراته.

وهناك الاقتراب المتعصب الذي يكاد ينكر وجود الآخر ويتعامل معه بكل تعالي وقد أنتج لنا طبقة من التكفيريين ودعاة العنف ضد الآخر باسم الدين.

وهناك اقتراب من التراث الديني يريد إقحام الدين في العلم والسياسة والطب وغيرها بصور قادت إلى التأخر وجعلت من الأديان عبئًا على الشعوب ونفرت الشباب المفكر والمتعلم من الدين، بل ربما شجعت البعض منهم على الإلحاد حيث وجدوا فيه منطقًا أكثر إقناعًا ومعقولية من الاقتراب السابق.

وهناك اقتراب من التراث الديني للآخر بتوجه نقدي وتشكيكي وتربصي غرضه السخرية والتسفيه من معتقد الآخر، وكأن المتدين لا يستطيع أن يبرز محاسن دينه وتراثه إلا على أنقاض تراث الآخرين، وبالطبع فإن هذا المدخل أنتج لنا مشاعر البغضة والفرقة والاحتقان والتحفز بين مختلف أطياف المجتمع.

واوضح الدكتور القس عاطف مهنَّي انة من نتائج تلك النماذج السلبية للاقتراب من تراث الأديان ردود فعل غير محمودة أدت مرات إلى علمانية عنيفة radical secularism دعت إلى تحجيم الدين في دور العبادة وفصله تمامًا عن كل مناحي الحياة الأخرى.

وكان البعض أقل عنفًا وحدة فاكتفوا بإقامة الجدران بين اتباع كل دين تجنبًا من أي فرص تماس مثيرة للجدل والاحتكاك والعنف وهروبًا من مسببات الفرقة والخلاف وتسلط جماعات على غيرها.

هنا في مصر وفي بلاد شرقنا الأوسط مهد الأديان الثلاثة، لازلت أسأل العون من الله لكل يمكننا أن نقدم نموذجًا آخر غير العلمانية العنيفة من جهة والاقتراب السلبي الضار من التراث الديني. ولعل ما تقوم به مكتبة الإسكندرية من خلال مراكز التراث القبطي والتراث الإسلامي هو نموذج طيب يعيد ثقتنا في أن الدين يمكن، بل يجب أن يكون داعمًا لكل صلاح وبر وسلام ومحبة وسماحة وعيش مشترك. فإن كانت التنشئة الطيبة للإنسان والعلم والثقافة يمكن أن تنتج إنسانًا متحضرًا مؤهلاً لقبول الآخر، فبالأولى كثيرًا يكون الدين دافعًا إلى الحب والرحمة والعدل والأمانة.

وضرب الدكتور القس عاطف مهنَّي مثلين فقط من تعليم السيد المسيح التي تناولها التراث القبطي بالكثير من التأمل والشرح والتفسير التي تؤكد أن التعايش بالحب والرحمة مع أخواتنا في الإنسانية هي جوهر الدين وهي وصية إلهية واجبة التنفيذ: “أن تحب قريبك كنفسك”.

المثال الأول: مثل السامري الصالح

ذهب رجل دين يهودي ضليع في الشريعة اليهودية يسأل السيد المسيح عن الكيفية التي تضمن له الحياة الأبدية أي المكافأة في الصالحة في نهاية الحياة فكانت إجابة السيد المسيح له بأن يحب الرب إلهه من كل قلبه ومن كل نفسه ومن كل قدرته وقريبه مثل نفسه. وهنا تساءل رجل الدين “من هو قريبي” منتظرًا أن يؤكد السيد المسيح التعليم المشهور آنذاك أنه اليهودي التقي نظيره وفوجئ بأن قص عليه مثل السامري الصالح الذي أظهر أن الرجل السامري الذي كان اليهود يكرهونه ويحتقرونه، هو من أرضى الله وأوضح لنا المثل أيضًا أن القريب هو أي شخص في البشرية يحتاج إلى معونتنا.

المثل الثاني: مثل الخراف والجداء

حيث يقول السيد المسيح عن اليوم الأخير، عند مجيئه ثانية واصفًا ما سيحدث في دينونة الأشرار والأبرار أنه سيقول للأبرار “تعالوا يا مباركي أبي رثو الملكوت المعد لكم منذ تأسيس العالم، “تَعَالَوْا يَا مُبَارَكِي أَبِي، رِثُوا الْمَلَكُوتَ الْمُعَدَّ لَكُمْ مُنْذُ تَأْسِيسِ الْعَالَمِ. 35لأَنِّي جُعْتُ فَأَطْعَمْتُمُونِي. عَطِشْتُ فَسَقَيْتُمُونِي. كُنْتُ غَرِيبًا فَآوَيْتُمُونِي. 36عُرْيَانًا فَكَسَوْتُمُونِي. مَرِيضًا فَزُرْتُمُونِي. مَحْبُوسًا فَأَتَيْتُمْ إِلَيَّ. 37فَيُجِيبُهُ الأَبْرَارُ حِينَئِذٍ قَائِلِينَ: يَارَبُّ، مَتَى رَأَيْنَاكَ جَائِعًا فَأَطْعَمْنَاكَ، أَوْ عَطْشَانًا فَسَقَيْنَاكَ؟ 38وَمَتَى رَأَيْنَاكَ غَرِيبًا فَآوَيْنَاكَ، أَوْ عُرْيَانًا فَكَسَوْنَاكَ؟ 39وَمَتَى رَأَيْنَاكَ مَرِيضًا أَوْ مَحْبُوسًا فَأَتَيْنَا إِلَيْكَ؟ 40فَيُجِيبُ الْمَلِكُ وَيَقوُل لَهُمْ: الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: بِمَا أَنَّكُمْ فَعَلْتُمُوهُ بِأَحَدِ إِخْوَتِي هؤُلاَءِ الأَصَاغِرِ، فَبِي فَعَلْتُمْ”. (مت 25: 37- 40).

ثم يتوجه إلى الأشرار ويخاطبهم بعكس ذلك ” 20إِنْ قَالَ أَحَدٌ: «إِنِّي أُحِبُّ اللهَ» وَأَبْغَضَ أَخَاهُ، فَهُوَ كَاذِبٌ. لأَنَّ مَنْ لاَ يُحِبُّ أَخَاهُ الَّذِي أَبْصَرَهُ، كَيْفَ يَقْدِرُ أَنْ يُحِبَّ اللهَ الَّذِي لَمْ يُبْصِرْهُ؟ 21وَلَنَا هذِهِ الْوَصِيَّةُ مِنْهُ: أَنَّ مَنْ يُحِبُّ اللهَ يُحِبُّ أَخَاهُ أَيْضًا. (1يو: 20- 21).

إن السيد المسيح يوحد نفسه مع كل محتاج لمعونة وهذا يؤكد قول الإنجيل لكل من يدعي محبة الله وهو يبغض أخاه: 20إِنْ قَالَ أَحَدٌ:«إِنِّي أُحِبُّ اللهَ» وَأَبْغَضَ أَخَاهُ، فَهُوَ كَاذِبٌ. لأَنَّ مَنْ لاَ يُحِبُّ أَخَاهُ الَّذِي أَبْصَرَهُ، كَيْفَ يَقْدِرُ أَنْ يُحِبَّ اللهَ الَّذِي لَمْ يُبْصِرْهُ؟ 21وَلَنَا هذِهِ الْوَصِيَّةُ مِنْهُ: أَنَّ مَنْ يُحِبُّ اللهَ يُحِبُّ أَخَاهُ أَيْضًا. (1يو: 20- 21).

وفى كلمتة قال الأستاذ الدكتور نظير عياد أمين عام مجمع البحوث الإسلامية
سعيد جدا بهذا اللقاء الذى يطرح موضوعًا هام؛ حيث إن تناول مثل هذه الموضوعات من أوجب الواجبات؛ بل هو ضرورة دينية وفريضة حياتية، فقضية التراث قضية جوهرية، والحديث عنها له أهميته في هذه الآونة، لا سيّما مع تنامي هذه النظرات المتشددة والمتطرفة تجاه التراث بشكل عام، والتراث الديني بشكل خاص، وياتى عنوان هذا المؤتمر ليضع التراث في موضعه الذي يستحقه وبالصورة التي ينبغي أن يتعامل الناس من خلالها مع هذا التراث

واكد الدكتور نظير عياد أن التراث الديني أو التراث الإنساني بشكل عام لم يكن أبدًا في يوم من الأيام فزاعة أو بابًا من أبواب التطرف ولا بوابة للعنف، لكن قد تحدث بعض الأحداث أو تقع بعض الأمور أو المشكلات ويودى ذلك إلى قراءة خاطئة أو فهم غير صحيح أو استجابة لهوى شخصي أو غير ذلك من الأمور؛ مشيرًا إلى أن الشرائع السماوية أوجبت النظر في هذا التراث وجعلت ذلك فريضة دينية.

واضاف الدكتور نظير عياد أن التراث يضم حضارات متعددة الرؤى متنوعة الأفكار متشابكة القضايا، وأوجد هذه المدارس الفكرية التي أيدت التنوع الفكري وارتضت بالتعايش السلمي، رغم تعدد المذاهب والفرق والأديان والمعتقدات، مضيفًا: «بالنظر في عصور الحضارة الإسلامية في أزهى عصورها نجد أن التسامح هو السمة الغالبة مع احترام الخصوصية لكل صاحب مذهب أو معتقد أو وجهة فكرية».

وتابع الدكتور نظير عياد أن هذا اللقاء هو نتاج فعاليات صدرت عن أكاديمية بحثية وقلعة علمية هي مكتبة الإسكندرية، والتي ينظر إليها أنها ذات إرث حضاري ضارب بأعماقه في جذور التاريخ، وقضايا الواقع لا بد أن تستند إلى قضايا الماضي أي جذور التراث؛ باعتبار أن هذا التراث هو الذي يمكن أن يسهم في معالجة قضايا الواقع ومشكلات المجتمع شريطة أن يكون وفق أساس علمي، حيث لا يمكن قراءته أو الاستفادة منه إلا من خلال العلم والعلماء».

وأوضح الدكتور نظير عياد إلى أن مقر الاحتفالية وهو مركز الطفل للحضارة والإبداع يمثل إيجابية مهمة، لأن البناء والإعداد للغد لا يتحقق إلا بهذا النشء، والذي ينبغي أن نبدأ به باعتباره الحاضر والرؤية الاستراتيجية للمستقبل الذي يحمل هموم الأمة وقضاياها متى كان فاهمًا لتراث الأمة وتعامل معه وفق أساس علمي وحجج رشيدة، وشدد على دور المؤسسات العلمية والتعليمية والبحثية والدينية في المسؤولية الجماعية، حيث إن البناء لا يتحقق إلا بهذه المسؤولية الجماعية.

وأكد الدكتور نظير عياد على أنه لا يَزالُ الأزهرُ يسعى من أجلِ التعاون في مجال الدعوَةِ إلى ترسيخ فلسفة العَيْش المُشتَرَك وإحياء منهجِ الحوار، واحتِرام عقائد الآخرين، والعملِ معًا في مجالِ المُتفق عليه بين المؤمنينَ بالأديان، وهو كثيرٌ وكثيرٌ، فهو يحمل قيم السلام والتعايش المشترك والحوار بين الجميع حيث جعل الإمام الأكبر د. أحمد الطيب شيخ الأزهر حفظه الله التعايش السلمي وقبول الآخر بين الشعوب في صدارة اهتماماته والتي تُرجمت في العديد من المؤتمرات الدولية التي عقدها الأزهر الشريف للحوار بين أتباع الأديان المختلفة أو شارك فيها فضيلة الإمام، وكذلك بيت العائلة المصرية

واختص نيافة الأنبا مقار أسقف الشرقية والعاشر من رمضان للأقباط الأرثوذكس،جريدة وطنى بتصريح قال فية ان يوم التراث القبطى هو يوم مميز جدا فية نجتمع معا لكى مانتكلم عن مصر فى العصر القبطى , وكيق عشنا لسنين طويلة ومنذ الاف السنين بمحبة كبيرة بيننا ةبين اخوتنا المسلمين ومن اجل ذلك نتكلم اليوم عن التسامح والتعايش السلمى

رسالة نبعث بها لشعوب العالم وهى اننا كشعب مصر بنعيش على هذة الارض الطيبة منذ آلاف السنين بمحبة مشتركة لايستطيع احد ان يميز بين مسيحى ومسلم الكل يعبد اللة المسيحى فى الكنيسة والمسلم فى المسجد ولاتوجد اى مشاكل بيننا بغير السنين الاخيرة 1

نحن كمصريين ننتمى لهذا الوطن بنحب بعضنا عشنا عمرنا كله في تأخى ومحبة وسلام ومهما يحدث من تغيرات أو دخول اشخاص او جهات علينا او بيننا عمرها ما تنتزع تلك المحبة ,فالمحبة هى الأساس فى هذا البلد

وعن سعادته بمشاركة الشباب قال نيافة الأنبا مقار انا مبهور جدا فى هذه الدورة من هذا المؤتمر فى عامه الثامن بكمية الشباب المشارك وأبحاثه الرائعة والقيمة والتى قدموها والتى تنصب كلها فى إطار التسامح والتعايش السلمى وفكرة كيف نعيش مع بعض فى تآخي ومحبة واتمنى ان نجمع تلك الأبحاث ونصدرها فى كتيب يستفيد به اكبر قدر من القراء و نصدرها في تسجيل صوت وصورة نسرى بها المكتبات لنتعرف على أفكار الشباب فى هذا الموضوع

وايضا فى تصريح خاص لوطنى قال الدكتور لؤى محمود مدير مركز الدراسات القبطية بمكتبة الإسكندرية ونحن نشارك اليوم فى فاعليات اليوم الثامن للتراث القبطى والذى أقامته مكتبة الاسكندرية منذ ثمانى سنوات للاحتفاء بالتراث القبطي وتأثيرة فى حضارة وتاريخ مصر

وكان اختيار هذا اليوم فى شهر مارس من كل عام تذكار لما حدث فى مارس 1919م وهو اعتلاء القمص سرجيوس منبر الجامع الأزهر وإلقاء خطبة النارية ضد الاحتلال الإنجليزي على مصر وايضا هى نفس السنة التى اعتلى فيها االشيخ القياتى الانبل فى الكنيسة والقى هناك خطبة شهيلرة ضد الاحتلال الانجليزى على مصر

وقلنا ان هذا تجسيد جميل ومناسب لفكرة ان يكون التراث القبطى تراث لكل المصريين تراث للتعايش والتسامح السلمى فى مصر

وفى العام الماضى اقمنا مؤتمر كبير بمكتبة الاسكندرية اشترك بة 140 باحث من 14 دولة وشارك به وحضر قداسة البابا تواضروس الثانى والانبا ابراهيم اسحاق بطريرك الأقباط الكاثوليك والقس أندريه زكى رئيس الطائفة الإنجيلية والدكتور مختار جمعة وزير الأوقاف والشيخ على جمعة وزير الأوقاف السابق والدكتور سلامة داود رئيس جامعة الأزهر ممثل لشيخ الأزهر وقررنا ان نواصل في هذا الإطار.

وهذا العام قدم لنا من الباحثون مسلمون ومسيحيون في مجال التاريخ والآثار والفنون القبطية أكثر من تسعة ورقات بحثية تلقى الضوء على مجالات عديدة فى التعايش والتسامح .

بالاضافة لكورال”إدراك” لذوي الهمم من مركز الطفل للحضارة والإبداع، بالتعاون مع فريق “أكاديمية دورا”، وفريق “أغصان الزيتون” بإدارة التضامن في حي الزيتون، وفى اخر اليوم سنختتم بعرض فني لكورال «ثمر الروح» بكنيسة الشهيد العظيم مار جرجس والأنبا إبرآم بحدائق المعادي

وايضا يوجد معرض فنى اشترك بة 15 فنان بعدد 22 أيقونة فنية تدور كلها فى موضوعها حول التسامح والتعايش السلمى

واضاف الدكتور لؤى محمود حول فكرة عنوان المؤتمر”التسامح والتعايش السلمى”حيث ان الفترة التى نعيشها حاليا وفى العالم كلة نشهد غياب روح التسامح والتعايش في الاحتياج للتسامح والتعايش احتياج ليس فى مصر والوطن العربى بل فى العالم كلة ونحن كمكتبة اسكندرية ومن خلال مركز الدراسات القبطية نقدم نموذج يحتذى بة للتعايش والتسامح كما اننا نراهن على الشباب فى هذه الفترة فهو الذى سيحمل الراية من بعدنا وهو الذي سيتبنى هذا الفكر ويسير فى هذا الطريق من بعدنا وستكون له فرص أكبر للتطبيق العملي في هذا المجال .

وقد تضمن اليوم عددًا من المحاضرات الهامة ألقاها نخبة من أهم الباحثين المهتمين بقضايا التسامح والتعايش في مصر في جلستين متتاليتين

حيث كانت الجلسة الاولى برئاسة نيافة الانبا مقار اسقف الشرقية والعاشر من رمضان القى فيها القمص يسطس فانوس كاهن كنيسة السيدة العذراء بابو زعبل والباحث فى التراث القبطى كلمة تحت عنوان ” محاولات الاحتلال الانجليزى لإضعاف روح التسامح فى مصر رؤية نقدية لكتاب فرق تسد”

ثم القى الاب ميلاد شحاتة مدير المركز الثقافى الفرنسيسكانى للدراسات القبطية كلمة بعنوان ” ذاكرة الغفران فى رسائل للبابا فرنسيس كما القت الأستاذة الدكتورة نهلة الصعيدى عميد كلية العلوم الاسلامية للطلاب الوافدين بجامعة الأزهر كلمة بعنوان”الوافدين بالأزهر الشريف نموذجا دوليا للتعايش السلمى .

ثم ألقى الدكتور عادل فخرى وكيل معهد الدراسات القبطية بالانبا رويس بالعباسية كلمة بعنوان”الدراسات القبطية نموذج للمشاركة فى فهم الآخر مقترحات لاثراء المجال وفى ختام الجلسة الاولى القى الدكتور عزت حبيب صليب كلمة بعنوان “الانبا ابرام قديس الفيوم أيقونة التسامح في أوائل القرن العشرين .

وعقدت الجلسة الثانية بالمؤتمر برئاسة الدكتورة شذا جمال اسماعيل أستاذ الآثار والفنون القبطية بكلية سياحة وفنادق بجامعة حلوان ألقى فيها الاستاذ الدكتور رامى عطا أستاذ الصحافة المساعد بالمعهد الدولى العالى للإعلام بأكاديمية الشروق كلمة بعنوان “قضايا التسامح بين المسلمين والاقباط فى الصحافة المصرية فى القرن العشرين” ثم القى الاستاذ الدكتور نادر الفى أستاذ مساعد بكلية السياحة والفنادق بجامعة مدينة السادات كلمة تحت عنوان”الفنون القبطية فى سياق الفن الإسلامى” ثم القى الاستاذ شريف رمزى باحث فى التاريخ وعضو لجنة التاريخ القبطي كلمة بعنوان “دور أراخنة القبط ومكانتهم فى العصر الفاطمى ثم القى الاستاذ اسحاق البلوشي باحث فى التاريخ وعضو لجنة التاريخ القبطي كلمة بعنوان اشتراك المسلمين والأقباط فى بناء كنيسة بالمنيا”وثيقة نادرة من القرن التاسع عشر”ثم القت الأستاذ مساعد الدكتور أنور محمد عثمان بجامعة الأزهر كلمة بعنوان “دور مؤسسات المجتمع المدني فى تعزيز التسامح والتعايش السلمي في مصر”

وعلى هامش المؤتمر قام الاستاذ الدكتور نبيل أحمد حلمي والاستاذ الدكتور احمد زايد ونيافة الانبا توماس عدلى ونيافة الأنبا مقار والدكتور القس عاطف مهني بافتتاح معرض فني للأيقونات القبطية والبيزنطية شارك فيه 12 فنانًا وفنانة، وقد تضمن المعرض فى لوحاتة مزجًا بديعًا للفن القبطي ودلالاته التي تعبر عن قضايا التسامح والتعايش في تناغم فريد أثنى عليه وعلى الفنانين المشاركين به نيافة الأنبا مقار.

وتضمن اليوم ايضا عرض فنى لفريق “إدراك” لذوي الهمم من مركز الطفل للحضارة والإبداع، بالتعاون مع فريق “أكاديمية دورا”، وفريق “أغصان الزيتون” بإدارة التضامن في حي الزيتون، واختتم اليوم بعرض فني لكورال «ثمر الروح» بكنيسة الشهيد العظيم مار جرجس والأنبا إبرآم بحدائق المعادي .

كما تضمن اليوم مشاركة بعض العارضين إنتاجهم من المصنوعات اليدوية من حفر على الاخشاب للعديد من الايقونات وصور القديسين والايات القرأنية والمناظر الطبيعية كذلك المصنوعات الجلدية والفخار والحلى والشموع والاكسسوارات وايضا المطبوعات والاستيكرز من تصميمات عديدة ومبتكرة .

ثم كانت الجلسة الختامية للمؤتمر وتوزيع شهادات التقدير

تاريخ الخبر: 2023-03-17 18:23:18
المصدر: وطنى - مصر
التصنيف: غير مصنف
مستوى الصحة: 60%
الأهمية: 61%

آخر الأخبار حول العالم

بارجة تصطدم بجسر في تكساس وتتسبب في تسرب نفطي.. فيديو

المصدر: RT Arabic - روسيا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-16 00:06:54
مستوى الصحة: 95% الأهمية: 89%

فرنسا تنشر قواتها في كاليدونيا الجديدة على خلفية الاضطرابات

المصدر: RT Arabic - روسيا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-16 00:06:56
مستوى الصحة: 81% الأهمية: 89%

هنية: اليوم التالي للحرب ستقرره حماس والفصائل الفلسطينية

المصدر: RT Arabic - روسيا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-16 00:06:55
مستوى الصحة: 87% الأهمية: 91%

واشنطن تزعم أن روسيا تشكل أكبر خطر على الانتخابات الأمريكية

المصدر: RT Arabic - روسيا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-16 00:06:53
مستوى الصحة: 85% الأهمية: 94%

المزيد من الأخبار

مواضيع من موسوعة كشاف

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

تحميل تطبيق المنصة العربية