أربعين عملاً فنيًا بمعرض الفنان طه القرنى بالزمالك
أربعين عملاً فنيًا بمعرض الفنان طه القرنى بالزمالك
أفتتح مساء يوم الأثنين الماضى بجاليرى ازاد بالزمالك معرض مقام للفنان طه القرنى، والذى يضم يضم أربعين عملا فنيا حيث يظل التراث الشعبى بئرا سخيا على مر العصور حيث التراكم الزماني والمكاني والعقائدي الذي يشكل ثقافات الشعوب. الفنان طه القرنى استطاع استلهام رحيق التراث المصرى فى تصاويره المعلقة والجدارية عبر مشواره الإبداعي في عروض مثل سوق الجمعة ،المولد ،الزار،عزبة الصعايدة من مصر،فوق الرأس وهي التجارب التي كشفت عن قدراته المتنوعة بين لوحة الحامل والصرح الجدارى النوعان على مسطح نسيج احتفى الفنان من خلاله بجواهر تراثه الشعبي على الصعيدين الجسدى والروحى،عبر العلاقة الوطيدة بين الوطن والوجدان الجمعي على التوالى مع تلك الصلة الأزلية بين الأرض والسماء.
وفى هذا السياق احتضن طه فى تصاويره مكونات أساسية في المشهد مثل أضرحة الأولياء وبائعي الخضار والفاكهة والطيور علاوة على أجساد البشر وانفاسهم وعرق كفاحهم الذي امد تكويناته بندى الهوية المصرية عبر تاريخها الطويل.
دشن الفنان طه القرنى الفعل المسرحي الشعبي فى هيئته التصويرية،حيث حشد كل شخوصه بتوقعاتهم المهنية والإنسانية فى حيز محدود. الفنان طه القرنى يمزج في تصاويره الزيتية وقرينتها النسجية عبر توظيف فن الجبلان على التوازى مع فن التصوير الزيتى.
استحضر الفنان المقام الروحي الموازى لجلجلة المقام الموسيقى بتنوعاته المغرقة في العاطفة وهو ما يرسخ في التكوينات التصويرية لعملية التراسل بين البصري والصوتي داخل المشهد بين الاستلهام التراث الشعبى ورقصات الأطفال تحت أثوابهم المطرزة بالزخارف على التوازى مع زخارف الخلفية بما يخلق تناغما تصويريا.
الفنان طه القرنى يحرص بشكل مستمر على نحت بقعة مركزية للرؤية التي يستدرج المتلقى الطواف حولها مرتقيا الى درجات من السمو والتوحد مع الأبيض،حتى أن كثيرا من الوشوش ظهرت في حالة من السبات وكأنها رأت ما بعد كشف الغطاء وفى هذا الإطار يلعب التعاشق النسجي دورا كبيرا فى تدوين الصورتين البصرية والروحية على السطح التصويرى،لتكون ذلك الملمس الوبر الناعم الذي يظهر وكأنه نور فياض مع أصوات السطح التصويري.
ويستمر المعرض حتى ١٥ أبريل.
