استخدم الأمير الشاعر في قصائده اللغة العربية الكلاسيكية بمدرستها العريقة، فأبدع فيما كتب، وصاغ أبياته باللهجة المحلية النبطية مُجسدًا طبقات متنوعة من التراث والرومانسية والروح الوطنية.

تاريخ الشعر النبطي

انتشر الشعر النبطي في شبه الجزيرة العربية منذ القرن الـ16، وربما قبل ذلك، وكان وقتها السجلّ التاريخي لهذه العصور من مواقف ومعارك وكل ما يمر به أهل المنطقة وقتها.

كُتب الشعر النبطي بلغة شعبية قوية تختلف قليلًا عن اللغة الفُصحى، وأُطلق عليه الشعر الشعبي والشعر البدوي، وتميَّزت تراكيبه بالمباشرة والثبات بأسلوب بسيط بسمات فنية مختلفة.

مكانة الشعر النبطي قديمًا

اهتم بالشعر النبطي موثّقو التاريخ، خاصة التاريخ الحديث لدول الخليج العربي، إذ كانت القصائد تُقال من الشعراء الذين كان أغلبهم شعراء نبطيين، فأخضعت القصيدة للتحليل والشرح لتُستخرج منها أسماء الشخصيات والأماكن المهمة، فتبوّأت بذلك مكانة كبيرة في نفوس الأدباء والمؤرخين على حد سواء.

كان الشعر النبطي يُروى شفاهيًا، كونه اعتمد على الذاكرة الحافظة، ولم يُعرف التدوين إلا قريبًا، إذ كان موروثًا أدبيًا نابعًا من الفطرة للشعوب الخليجية، يعتزّون به، ويوثقون به إنجازاتهم، بل إن أغلب قصائد المدح والاحتفال سُطرت بالشعر النبطي، وفقًا لوكالة الأنباء السعودية "واس".

الشعر النبطي وتراث الأجداد

امتلك الشعر النبطي قلوب الكثير من محبيه، لارتباطه بتراث الأجداد، فأقيمت له الأمسيات وأُلِّفت فيه الدواوين واهتمت به وسائل الإعلام وأُقيمت حوله المسابقات الكبرى.

فهو مرجع مهم من مراجع توثيق الأحداث السياسية والصراعات، التي كانت تحدث بين الأطراف المختلفة قديمًا في شبه الجزيرة العربية.

موضوعات الشعر النبطي

شمل الشعر النبطي في شبه الجزيرة العربية قديمًا، جميع الموضوعات التي تناولها الشعر العربي الكلاسيكي، ومن أبرزها: الفروسية التي كان لها نصيب الأسد فيه.

تناول الشعر النبطي أيضًا موضوعات الفخر والثناء التي عكست صور الولاء والإخلاص للقبيلة، إضافة إلى المدح الذي كان دافعًا كبيرًا لكثير من الزعماء والأمراء لتحقيق أمور عظيمة، وخُلدت أعمالهم في ذاكرة شعوبهم من خلال الأبيات النبطية.

إضافة إلى ذلك كانت هناك موضوعات أخرى، مثل: الهجاء، والنصيحة والحكمة، والوصف والأمثال، والمجتمع، والمعارضة، والألغاز، والملاحم والبطولات.

آه ما أرق الرياض تالي الليل
أنا لو أبي
خذتها بيدها.. ومشينا pic.twitter.com/8ER8wNzhYp
— بدر بن عبدالمحسن (@albadr) September 12, 2020