أيام معدودة ونبلغ بركات الشهر الفضيل، شهر رمضان الكريم الذي نصوم فيه، ونؤدي هذه الشعيرة المباركة، ولكن إذا بدأ هذا الشهر الفضيل وأنت مهتم بصحتك وبممارسة السلوكيات الصحية في الحياة اليومية، وحينها قد يتبادر إلى الذهن هذه الأسئلة: هل يمكنني ممارسة الرياضة أثناء الصيام؟ وما الرياضات المناسبة للصائم؟ وما الفترة المفضلة لممارسة الرياضة وتوقيتها أثناء الصيام أم بعد الإفطار؟ وما هي المدة الملائمة؟
وهذه الاسئلة منطقية، والإجابة عنها تتفاوت من صائم لآخر، وذلك في ضوء الاعتبارات التالية:
- اختلاف مستوى الحالة الصحية لدى الصائم، باختلاف مقدار عمره والأمراض التي قد تكون لديه.
- نوعية تغذيته ومكونات وجبات طعام الصائم قبل وأثناء الشهر الفضيل، والأولويات الصحية أو غير الصحية التي يحرص عليها في وجبات الإفطار والسحور، ومدى شربه للسوائل وأوقات ذلك.
- مدى ممارسته بالأصل للتمارين الرياضية قبل حلول الشهر الفضيل، ودرجة شدة تلك التمارين الرياضية وأنواعها.
- اختلاف ظروف ممارسة الرياضة البدنية، من نواحي المدة والتوقيت ودرجة حرارة الأجواء المحيطة.
- والأهم، اختلاف الغايات، بين المحافظة المنخفضة على الاستمرار في أداء الرياضة اليومية، كوسيلة للحفاظ على الصحة والاسترخاء النفسي، وبين ممارستها بشكل احترافي.
واحدة من أكبر التحديات التي تواجهنا خلال الشهر الفضيل كل عام هي أن أجسادنا تتغير بسرعة كبيرة خلال شهر رمضان المبارك. يفقد البعض الوزن بسبب نقص التغذية السليمة، بينما يكتسب البعض الآخر الوزن- وهم الغالبية- لأنهم يفطرون بخيارات غذائية غير صحية، حيث يعد الحفاظ على نظام غذائي متوازن، والاستمرار في ممارسة القدر المناسب من الانشطة الرياضية أمرًا أساسيًا للحفاظ على الصحة واللياقة البدنية، والتحكم في الوزن المناسب.
وينصح كثير من الأطباء وخبراء الصحة العامة بممارسة الرياضة خلال شهر رمضان المبارك، ولكن تختلف فترة ومدة ممارستها تبعًا الاعتبارات والمتغيرات سالفة الذكر، لكن بصفة عامة إذا رغبت بممارسة الرياضية أثناء ساعات الصوم بصفة عامة وساعات الصوم المتأخر بصفة خاصة فيفضل ممارستها لمدة نصف ساعة يوميًا. ويجب أن تكون الرياضة خفيفة معتدلة الشدة كالمشي والجري الخفيف وركوب الدراجة في أجواء معتدلة بعيدًا عن الطقس شديد الحرارة أو الرطوبة العالية لحماية الصائم من الإصابة بالإجهاد الحراري، فالجو الحار يزيد فقدان الجسم للسوائل وقابلية التعرض للجفاف، كما لا ينصح كبار السن والمصابين بحالات صحية خاصة كمرضى السكر، والضغط، وأمراض الكلى، وأمراض القلب والأوعية الدموية بممارسة الرياضة فترة الصيام، حيث يكون الجسم في حالة جفاف.
إن الفترة المسائية بعد وجبة الإفطار بحوالي 3 ساعات، في ضوء نتائج الدراسات الطبية، هي الأفضل لممارسة الرياضة، بصفة عامة ولهؤلاء الذين يعانون من الأمراض المزمنة بصفة خاصة، حيث يتم خلال هذه الفترة هضم الطعام بكفاءة وراحة ليتم استخلاص الطاقة وإعادة شحنها إلى أعضاء الجسم الحيوية، كذلك لإمكانية أخذ جرعة كافية من المياه، لأن المجهود البدني الرياضي يضاعف إفراز العرق ومن ثم يحدث استهلاكًا للماء في الجسم، هذا بالإضافة إلى أن الفائدة المرجوة من ممارسة الرياضة بعد الإفطار تتمثل في أنها تحفز وتسرع من عمليات الأيض وحرق الطاقة المستمدة من الطعام الممول للجسم.
خاتمة الرؤى، أن ممارسة الرياضة خلال شهر رمضان لا تتعارض مع الصوم، فالرياضة بكافة أشكالها ووسائلها تكسب الجسم النشاط والحيوية وتحافظ على لياقته، كما أنها تقلل من خطر الإصابة بالكثير من الأمراض، وكذلك تحافظ على صحة وسلامة الجسم، والمحافظة على توازن مكوناته من سوائل وعضلات ودهون وعظام، التخلص من السوائل والسموم المحتبسه في الجسم، إلا في بعض الحالات الخاصة لبعض الأفراد الذين يعانون من بعض المشكلات الصحية. ولكن في جميع الأحوال يجب الأخذ بعين الاعتبار بعض الأمور والاحتياطات الصحية اللازمة عند ممارسة الرياضية في الشهر الفضيل.
*نقلاً عن الأيام البحرينية
