حادثة ألتمارك

عودة للموسوعة
السفينة ألتمارك في مطلع عام 1940 في النرويج

حادثة ألتمارك (بالنرويجية: Altmark-affæren؛ بالألمانية: Altmark-Zwischenfall) هي حادثة بحرية سقطت في الحرب العالمية الثانية بين المدمّرات البريطانية وناقلة النفط الألمانية ألتمارك، في 16-17 فبراير 1940. وقع ذلك في ما كان يُعهد -في ذلك الوقت- بالمياه النرويجية المحايدة. على متن سفينة ألتمارك كان هناك نحو300 أسير من الحلفاء (أسرى حرب رسميًا)، إذ أغرقت البارجة الجيبية غراف شبي سفنهم في جنوب المحيط الأطلسي. حاصرت القوات البحرية البريطانية الناقلة ثم هاجمت المدمرة قوزاق السفينة الألمانية بالقرب من يوسينغفيورد (Jøssingfjord) وحرّرت جميع الأسرى، ما أسفر عن مقتل ثمانية بحارة ألمان بأسلحة نارية وجرح عشرة آخرين، خمسة منهم إصاباتهم خطيرة. أصيب أيضًا بحار بريطاني وبحار نرويجي بجروح خطيرة في الهجوم. زعمت ألمانيا حتى الهجوم كان انتهاكًا خطيرًا للقانون الدولي وللحياد النرويجي.

خلفية الحادثة

في فبراير 1940، كانت ناقلة النفط الألمانية ألتمارك عائدة إلى ألمانيا وعلى متنها 299 بحارًا تجاريًا بريطانيًا. كان هؤلاء أسرى حرب أُلقي القبض عليهم من سفنهم التي أغرقتها البارجة الجيبية الأميرال غراف شبي.

في طريقها من جنوب المحيط الأطلسي إلى ألمانيا، مرت ألتمارك عبر المياه النرويجية. لم يحظر القانون الدولي نقل أسرى الحرب عبر المياه المحايدة. بناءً على إصرار الوسطاء البريطانيين الذين كانوا يتعقّبون السفينة، حقّقت القوة البحرية الملكية النرويجية في أمر السفينة ثلاث مرات في 15 فبراير. أولًا، صعد على متن الناقلة ضباطٌ من قارب الطوربيد، إتش نوإم إس تريغ (HNoMS Trygg)، قبالة جزيرة Linesøy، ثم صعد عليها ضباطٌ من قارب الطوربيد، إتش نوإم إس سنوغ (HNoMS Snøgg)، في فيورد سوغن، وأخيرًا صعد على متنها الأميرال كارستين تانك-نيلسين شخصيًا وأفراد البحرية من المدمرة، إتش نوإم إس غارم (HNoMS Garm)، في Hjeltefjord. في جميع مرة، أجرى الرجال الذين صعدوا السفينة عمليات تفتيش سريعة ووثقوا بما نطقه الألمان بأن السفينة كانت تقوم بأعمال تجارية بحتة. وبحسب ما ورد بذل السجناء البريطانيون المحتجزون في عنبر السفينة جهودًا مضنية للإشارة إلى وجودهم، لكن فرق البحث النرويجية لم تتفحّص العنبر، وسمحت للسفينة بإكمال طريقها.

بعد التفتيش الثالث، رافق ألتمارك جنوبًا قاربا الطوربيد إتش نوإم إس سكارف (HNoMS Skarv) وإتش نوإم إس كييل (HNoMS Kjell)، وقارب الحراسة إتش نوإم إس فيريرن (HNoMS Firern).

الاعتراض والصعود

رصدت الطائرات البريطانية سفينة ألتمارك قبالة إغرسوند في وقت لاحق من نفس اليوم، ودقّت ناقوس الخطر في البحرية الملكية. تمركزت الطائرات في محطة سلاح الجوالملكي ثورنبي، في شمال شرق إنجلترا. بعد حتى اعترضتها المدمرة إتش إم إس قوزاق (HMS Cossack) -بقيادة فيليب فيان- التجأت ألتمارك في يوسينغفيورد، لكن قوزاق تبعتها في اليوم التالي. أعاق مرافقوألتمارك من البحرية النرويجية المحاولات الأولية لصعود السفينة، ووجّهوا أنابيب الطوربيد على القوزاق. طلب العقيد فيان في ذلك الوقت من الأميرالية الحصول على التعليمات، وتلقى الأوامر التالية مباشرة من اللورد الأول في الأميرالية:

«ما لم يتعهّد قارب الطوربيد النرويجي بمرافقة ألتمارك إلى بيرغن بحراسة مشهجرة أنجلو-نرويجية على متن السفينة، ومرافقة مشهجرة، ينبغي عليك الصعود على ألتمارك، وتحرير السجناء، والاستيلاء على السفينة وانتظار الحصول على مزيد من التعليمات. إذا تدخّل قارب الطوربيد النرويجي، ينبغي عليك تحذيره بالابتعاد. إذا أطلق النار عليك، فلا ينبغي الرد إلا إذا كان الهجوم خطيرًا، وفي هذه الحالة ينبغي حتى تدافع عن نفسك، من دون حتى تستخدم القوة أكثر من اللازم، وأن تتوقف عن إطلاق النار عندما يكفّ هوعن ذلك. اقترح على المدمرة النرويجية أنّ تقديم الولاءقد يكون بالخضوع للقوة المتفوقة.»

لم تبدِ الحكومة البريطانية أي اعتراض على اجتياز سفينة السجن المياه المحايدة. في الواقع، لاحظوا في الأوراق الرسمية المتعلقة بالحادثة حتى البحرية الملكية عملت الشيء ذاته، على سبيل المثال في ديسمبر 1939، عندما مر الطراد إتش إم إس ديسباتش عبر قناة بنما -التي كانت مياهًا محايدة- وعلى متنه السجناء الألمان الذين قُبض عليهم من على ظهر سفينة الشحن دوسلدورف. لكن طاقم ألتمارك كان قد أبحر مئات الأميال بعيدًا عبر المياه النرويجية إلى ألمانيا، ما شكل إساءة واضحة لحياد النرويج، وخرقًا للقانون الدولي. إضافة إلى ذلك، لم تسمح الحكومة النرويجية للألمان بنقل السجناء عبر المياه النرويجية (زعمت ألتمارك كذبًا بأنها لا تحمل أي أسرى)، ولم يكن الطاقم صادقًا فيما يتعلق بطبيعة حمولتهم ورحلتهم.

رفضت القوات النرويجية المشاركة في مرافقة مشهجرة، مؤكدة حتى عمليات البحث السابقة التي أجرتها على ألتمارك لم تجد شيئًا. صرح فيان بعد ذلك بأنه يعتزم الصعود على متن ألتمارك ونادى النرويجيين للمشاركة، لكن هذا رُفض أيضًا. في الهجوم التالي لذلك، ارتطمت ألتمارك بالقاع، فصعدها البريطانيون في الساعة 22:20 يوم 16 فبراير، وبعد بعض القتال اليدوي بالحراب، تغلبوا على طاقم السفينة ونزلوا إلى عنبر السفينة. ذكر أحد السجناء المحرَّرين أنهم عهدوا بالعملية عندما سمعوا الفرقة التي صعدت السفينة تصيح «هل يوجد هنا رجال إنجليز؟». وحين ردّ السجناء بصوت عالٍ «نعم! كلنا بريطانيون!»، كان الرد «جيّد، القوات البحرية هنا!»، فتعالت الهتافات.

وكثيرًا ما يُستشهد بهذه الحادثة باعتبارها آخر قتال استخدمت فيه القوات البحرية الملكية القطلس. ومع ذلك، فإن رابطة إتش إم إس قوزاق لا تعتقد حتى هذا سليم. ويعتقد بارتون وماكغراث، مؤلفا كتاب "سيوف البحرية البريطانية والمبارزة"، حتى هذا أمر مشكوك فيه، ويشيران إلى حتى فريشاور وجاكسون، مؤلفَي كتاب "قضية ألتمارك"، قابلا عددًا كبيرًا من أفراد الطاقم، ولم يؤكد أيٌّ منهم استخدام القطلس. يشير بارتون وماكغراث إلى حتى الفكرة من الممكن نشأت من الاتهامات الألمانية بأن البريطانيين كانوا "قراصنة بحر". ومع ذلك، خط جيم رودس، وهومن أفراد طاقم القوزاق السابقين، في النشرة الإعلامية للرابطة في أبريل 2002 أنه شاهد قطلسًا يحمله أحد أفراد الفرقة التي صعدت السفينة. لم يشارك رودس في القتال، وإنما راقب من سطح السفينة بي غان، ولم يكن قريبًا بما يكفي لتحديد حامل القطلس. صرح رودس أنه احتُفظ بأربعة قطالس على متن السفينة لأغراض احتفالية.

قُتل سبعة بحارة ألمان وأُصيب أحد عشر؛ ستة منهم كانت جروحهم بالغة. دُفن القتلى الألمان في مقبرة سوغندال أعلى يوسينغفيورد. استخدم الألمان هذا كحجة للدفاع في محاكمات نورنبيرغ، لكن دون جدوى، إذ كُرِّم القائد البريطاني بشأن الحادثة، بدلًا من محاكمته.

غادرت إتش إم إس قوزاق يوسينغفيورد بعد منتصف ليل 17 فبراير. احتج المرافقون النرويجيون، ولكنهم لم يتدخّلوا. كان التفسير الرسمي الذي قدمته الحكومة النرويجية لاحقًا هوأنه وفقًا للمعاهدة الدولية، لم يكن البلد المحايد مضطرًا لمقاومة قوة متفوقة إلى حد كبير.

أثر الحادثة

غضب النرويجيون من انتهاك حيادهم، لكنهم لم يرغبوا في الانجرار وراء حرب أوروبية. ومع ذلك، أثارت حادثة ألتمارك الشكوك حول الحياد النرويجي بين الحلفاء وفي ألمانيا، إذ أعدّ كلا الطرفين خططًا طارئة للقيام بعمل عسكري ضد النرويج، تحديدًا للسيطرة على حركة خام الحديد السويدي الذي اعتمدت عليه صناعة الأسلحة الألمانية في المراحل الأولى من الحرب. أقنعت حادثة ألتمارك أدولف هتلر بأن الحلفاء ما كانوا سيحترمون الحياد النرويجي. أمر هتلر، الذي قرر غزوالنرويج مسبقًا في 14 ديسمبر 1939، بالتخطيط المكثف في 19 فبراير 1940 لشنّ هجمات على النرويج والدنمارك، والتي حدثت أخيرًا فيتسعة أبريل 1940 تحت الاسم الحركي عملية فيزروبونغ.

أعطت حادثة ألتمارك البريطانيين دفعة معنوية قصيرة الأجل كانوا في أمس الحاجة إليها أثناء الحرب الزائفة. كان للحادثة أيضًا تأثير نادىئي دائم في النرويج التي احتلتها ألمانيا أثناء الحرب، عندما حاولت الحكومة النرويجية العميلة تحييد اسمها المستعار "كويزلينغ-الخونة" باستخدام مسقط الاشتباك، يوسينغفيورد، لصياغة المصطلح المهين "يوسينغ"، في إشارة إلى المؤيدين للحلفاء والمناهضين للنازيين. أتت جهودهم بنتائج عكسية، إذ تبنّى عامة الناس "يوسينغ" على الفور كمصطلح إيجابي، وحُظرت الحدثة من الاستخدام الرسمي بحلول عام 1943.

أصبحت تعبير «القوات البحرية هنا» مشهورة، إذ استُخدمت عنوانًا لكتاب حول الحادثة نُشر بعد فترة وجيزة؛ أشار الناشر إلى «العبارة البسيطة التي أثارت مخيّلة العالم». حيّت أغنية معروفة الحادثة، خطها روس باركر وهيوي تشارلز، بمقارنتها بإنجازات دريك ونيلسون وبيتي وفيشر

مراجع

  1. ^ Haar p. 378.
  2. ^ German official documents mention 303 internees while the British claim to liberate 299.
  3. ^ Simpson, Brian (2005). "The Rule of Law in International Affairs". 2003 lectures- Proceedings of the British Academy. Oxford University Press. 125: 213–264. ISBN . مؤرشف من الأصل في 2 يناير 2020. اطلع عليه بتاريخ 09 أبريل 2010.
  4. ^ Williamson, Mitch. "HMS Cossak attacks the MV Altmark I". weaponsandwarfare.com. مؤرشف من الأصل في 24 أبريل 2019. اطلع عليه بتاريخ 28 مارس 2019.
  5. ^ NA-ADM 1/25843. Last sentence is omitted in Churchill’s account: Churchill, Sir Winston (1948). . New York: Houghton Mifflin. ISBN . مؤرشف من الأصل في 2 يناير 2020.
  6. ^ Willi Frischaur & Robert Jackson (1955). The Altmark Affair. New York, NY: Macmillan.
  7. ^ "Hardships of the Prisoners". The Times. London. 19 February 1940. صفحة 8.
  8. ^ Mark Barton, John McGrath, British Naval Swords and Swordsmanship, p. 21, Seaforth Publishers, 2013 (ردمك 184832135X).
  9. Jim Rhodes, "My fascination with HMS COSSACK and all the Tribals", [www.hmscossack.org/download/NL4-2002.doc Newsletter], HMS Cossack Association, April 2002 ,(Google cache[وصلة مكسورة]). نسخة محفوظة 28 يناير 2019 على مسقط واي باك مشين.
  10. ^ "Norge i krigen 1939-45". NorgesLexi (باللغة النرويجية). جامعة برغن. مؤرشف من الأصل في 19 سبتمبر 2005. اطلع عليه بتاريخ 14 فبراير 2018.
  11. ^ Parker, Ross and Hugh Charles (1940). "The Navy's Here". National Library of Australia. مؤرشف من الأصل في 27 يونيو2015. اطلع عليه بتاريخ 09 أبريل 2010.
  12. ^ "Ave Atque Vale". The Times. London. 11 November 1941. صفحة 5.
تاريخ النشر: 2020-06-01 19:16:27
التصنيفات: أحداث فبراير 1940, المسرح الأوروبي في الحرب العالمية الثانية, حوادث بحرية دولية, معارك ألمانيا البحرية في الحرب العالمية الثانية, حوادث بحرية في فبراير 1940, جميع المقالات ذات الوصلات الخارجية المكسورة, مقالات ذات وصلات خارجية مكسورة منذ أكتوبر 2016, قالب أرشيف الإنترنت بوصلات واي باك, صفحات بها مراجع بالنرويجية (no), Pages using deprecated image syntax, صفحات بها بيانات ويكي بيانات, صفحات تستخدم خاصية P625, خريطة موقع من ويكي بيانات, بوابة النرويج/مقالات متعلقة, بوابة الحرب العالمية الثانية/مقالات متعلقة, جميع المقالات التي تستخدم شريط بوابات, صفحات مع الخرائط

مقالات أخرى من الموسوعة

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

آخر الأخبار حول العالم

بايتاس: قانون مالية 2023 سيستمر في تكريس الدولة الاجتماعية

المصدر: تيل كيل عربي - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-09-08 21:20:30
مستوى الصحة: 53% الأهمية: 69%

زاهى حواس: بحثنا عن مقبرة إيمحتب بسقارة ولم نعثر على شئ

المصدر: بوابة أخبار اليوم - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-09-08 21:19:39
مستوى الصحة: 57% الأهمية: 53%

أردوغان: حبوب أوكرانيا تذهب إلى الدول الغنية لا الفقيرة

المصدر: الأيام 24 - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-09-08 21:19:58
مستوى الصحة: 62% الأهمية: 85%

“جسر لندن سقط”..كلمة السر لوفاة الملكة إليزابيث الثانية

المصدر: الأيام 24 - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-09-08 21:19:43
مستوى الصحة: 66% الأهمية: 75%

بالمشاركة مع دولتين عربية وأوروبية.. السعودية تستعد لطلب تنظيم كأس العالم

المصدر: الإمارات اليوم - الإمارات التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2022-09-08 21:20:22
مستوى الصحة: 45% الأهمية: 57%

فوضى وتدافع وعراك في دمشق بسبب هاني شاكر.. صور

المصدر: الإمارات اليوم - الإمارات التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2022-09-08 21:20:22
مستوى الصحة: 52% الأهمية: 60%

تسجيل أول إصابة بجدري القردة في الأردن

المصدر: الإمارات اليوم - الإمارات التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2022-09-08 21:20:21
مستوى الصحة: 56% الأهمية: 68%

«الوطن» على خطى السيسي - أخبار مصر

المصدر: الوطن - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-09-08 21:20:26
مستوى الصحة: 46% الأهمية: 58%

ويستهام يكشف مستجدات إصابة مدافع المنتخب المغربي قبل مونديال قطر

المصدر: تيل كيل عربي - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-09-08 21:20:31
مستوى الصحة: 58% الأهمية: 59%

اقرأ غدا في «الوطن»: اطمئنوا.. واعملوا - أخبار مصر

المصدر: الوطن - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-09-08 21:20:27
مستوى الصحة: 48% الأهمية: 69%

حكومة أخنوش: لم نناقش شبهات “تحرش وفساد” بمكتب الاتصال الإسرائيلي

المصدر: الأيام 24 - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-09-08 21:20:00
مستوى الصحة: 63% الأهمية: 79%

الحكومة تحدد أهم أهداف التي يتضمنها قانون المالية لـ2023

المصدر: الأيام 24 - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-09-08 21:19:47
مستوى الصحة: 68% الأهمية: 82%

وفاة الملكة إليزابيث الثانية

المصدر: تيل كيل عربي - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-09-08 21:20:28
مستوى الصحة: 59% الأهمية: 58%

تتويج أريج القرني ومعاذ الروقي بطلين لتحدي القراءة العربي في السعودية

المصدر: الإمارات اليوم - الإمارات التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2022-09-08 21:20:20
مستوى الصحة: 57% الأهمية: 68%

تحميل تطبيق المنصة العربية