طالب السيناتور دان سوليفان طالب و12 آخرين من زملاءه في الكونغرس الأمريكي بنقل مقر “أفريكوم” من مدينة شتوتغارت ألمانيا إلى المغرب، خلا جلسة استماع للجنة القوات المسلحة بمجلس الشيوخ الأمريكي، حيث برر سوليفان اختيار المغرب لاحتضان القاعدة بكونه يُعد أكثر الدول أمانا في إفريقيا ولموقعه الإستراتيجي ودوره الجيوسياسي المهم والمتزايد في المنطقة مشيدا بالعلاقات الدبلوماسية التي تجمع المغرب وأمريكا كحليفين تاريخيين.
وتعليقا على الموضوع، قال محمد الطيار، الخبير الأمني والعسكري، إن الحديث عن نقل قيادة “أفريكوم” من ألمانيا للمغرب أصبح مطروحا بقوة خاصة مع التطورات التي عرفتها العلاقات العسكرية المغربية وحرص الولايات المتحدة الأمريكية على ضمان التفوق العسكري للمغرب في المنطقة وعلى مستوى المنطقة ككل، مضيفا أن ذلك ظهر من خلال تعدد المشاريع العسكرية والتنسيق بين البلدين ليس فقط على مستوى حدث أفريكوم و”لكن يظهر ذلك من خلال إعلان أمريكا بشكل رسمي عن مبادرات ومشاريع عسكرية تجمع البلدين”.
وأوضح المتحدث نفسه، في تصريح لموقع “الأيام 24″، أن هناك عدة معطيات تساند هذا الطرح ، موضحا أن منها مثانة العلاقات الدبلوماسية والعسكرية بين البلدين وحرص أمريكا على التفوق العسكري في المنطقة وإفريقيا لحساب المغرب، إضافة إلى الموقع الجيوستراتيجي للمملكة، حيث يعتبر الأكثر ملائمة لتواجد هذه القاعدة إضافة إلى اعتراف الويات المتحدة بسيادة المغرب على صحرائه هو خطوة مهم جدا لتسهيل هذا الأمر.
وأبرز الخبير الأمني والعسكري، أن من بين المعطيات أيضا، بعض التقارير التي تتحدث عن إقامة القاعدة في الأقاليم الصحراوية المغربية. مبرزا أن انسحاب فرنسا وفشل استراتيجيتها في الساحل “سوف يدفع أمريكا إلى الخروج من السياسة التي اعتمدتها في السنوات الماضية، وهي إحاطة الحضور العسكري الأمريكي بالسيادة التامة وقيماها فقط بحرب الظل في منطقة الساحل”.
ولفت المتحدث نفسه، إلى أنه من بين الإشارات التي تبين على وجود عسكري أمريكي في إفيرقيا ولو بشكل غير علني، هو مقتال 4 جنود أمريكيين سنة 2017 في النيجر على يد داعش بعد وجود القوات الأمريكية في دورية مشتركة مع القوات النيجر التي كانت تتحرك جنوب غرب البلاد.
وأكد الخبير ذاته، أن التطورات الحاصلة في منطقة الساحل والصحراء خاصة التمدد الروسي العسكري سيدفع أمريكيا إلى التعجيل بنقل قاعدتها من ألمانيا إلى المغرب رغم أن الولايات المتحدة لديها حوالي 12 قاعدة سرية في العديد من الدول الإفريقية.
وأضاف الطيار، أن الولايات المتحدة الأمريكية أعلنت بشكل رسمي عن تواجد قاعدة عسكرية لها بدولة جيبوتي وأعلنت في 2016 عن قاعدة أخرى اسمها قاعدة 201، مخصصة للطائرات بدون طيار، لذلك يُضف الطيار، “فالمعطيات المتعلقة بنقل قاعدة “أفريكوم” للمغرب إضافة إلى السياق الدولي والتطورات الأمنية المتلاحقة التي عرفتها خاصة بعد انسحاب فرنسا من منطقة الساحل تؤكد عن قرب إعلان أمريكيا عن قرب إطلاق استراتيجية عسكرية جديدة بالمنطقة”.
