أكد اللواء عادل عبدالعظيم، مساعد وزير الداخلية السابق، أن البلاد شهدت منذ ثورة 30 يونيو، تطوراً ملحوظاً على جميع الأصعدة، خاصة فى مجال حقوق الإنسان، إذ اتجهت وزارة الداخلية، فى إطار ما توليه من رعاية واهتمام على جميع المستويات، إلى دعم قطاع الحماية المجتمعية، والاهتمام بأماكن الاحتجاز وتطويرها كإحدى الأولويات الجوهرية لمنظومة التنفيذ العقابى.. وإلى نص الحوار:

حدّثنا عن الرعاية الصحية فى السجون؟

- يشهد قطاع الرعاية الصحية فى مراكز الإصلاح والتأهيل حالياً طفرة غير مسبوقة، خاصة بعد تدشين عدد من المراكز بدلاً عن السجون، وغلق القديمة منها، حيث تضم جميعها منشآت صحية على أعلى مستوى، بشقيها الوقائى والعلاجى، كما تمت زيادة الطاقة الاستيعابية للأسرة الطبية وعدد ماكينات الغسيل الكلوى وغرف العمليات، للاهتمام بصحة السجناء، وتم استحداث عنابر جديدة للنزلاء من ذوى الاحتياجات الخاصة وتجهيزها على النحو الذى يُلائم حالتهم الصحية، كما لا يخلو مركز للإصلاح والتأهيل حالياً من وجود مستشفى مجهز بجميع التجهيزات اللازمة والكوادر الطبية المدرّبة والمؤهلة علمياً بشكل جيد.

اللواء عادل عبدالعظيم: النزلاء يحظون برعاية على أعلى مستوى وما يحدث حاليا طفرة غير مسبوقة 

ما أبرز ملامح الفلسفة العقابية الحديثة؟

- لم تعد السجون أماكن للعقاب فقط، إذ تغيّرت السياسة والفلسفة العقابية بشكل جذرى، وتحولت إلى مراكز للإصلاح، حيث تم إنشاء مصانع بجميع مراكز التأهيل على مستوى الجمهورية، لتعليم السجناء الحرف التى تفيدهم بعد انقضاء مدة العقوبة، حيث يختار السجين المهنة التى يحب أن يتعلمها ويعمل بها داخل السجن، ليحصل منها على مقابل مادى يستطيع من خلاله أن يُنفق على نفسه ويدّخر مبالغ مالية. والسجون حالياً تحتوى على مصانع للحرف الحديدية، وأخرى للأخشاب والموبيليا والسلع الغذائية، حيث يقوم السجناء بتصنيع مشغولات حديدية وموبيليات خشبية على أعلى مستوى، تبيعها الوزارة للمواطنين، ليحصل السجناء على مرتباتهم، بخلاف المشروعات الزراعية والداجنة.

كيف ترى مستوى الاهتمام بحقوق الإنسان فى السجون؟

- قطاع الرعاية الاجتماعية بوزارة الداخلية فى الوقت الحالى يحرص على تطبيق جميع معايير حقوق الإنسان داخل مراكز الإصلاح والتأهيل، طبقاً لاستراتيجية الرئيس عبدالفتاح السيسى، وهى الاستراتيجية الوطنية لحقوق الإنسان، ولذلك تم التوسُّع فى قرارات العفو والإفراج الشرطى وتشكيل لجنة من مجلس النواب لفحص ملفات النزلاء، كما تحولت إلى أماكن بها رعاية طبية.

 أهداف تثقيفية

مراكز الإصلاح تحقّق أهدافاً تثقيفية من خلال عقد ندوات دينية، وتنظيم لجان تتولى مهمة محو أمية السجناء، مع توفير الجو الملائم للراغبين فى الحصول على المؤهلات العليا، مثل درجات الدكتوراه ورسائل الماجستير، مع توفير الكتب والمراجع بمكتبات السجن، وإتاحة المشرفين على تلك الرسائل، كما تشهد السجون طفرة نوعية فى مستوى الخدمات، مما يدل على تطور الفكر النوعى فى الارتقاء بحالة السجون، ومعاملة النزلاء معاملة آدمية من منطلق جميع المواثيق الدولية.