التى تعتمدها تونس لا تفي بالغرض وتعتبر غير انسانية فمنذ يومين تقريبا سجلت السواحل التونسية غرق مركب هجرة غير نظامي يحمل 38 شخصا لم ينجوا منهم سوى 5 افراد وهي اكبر فاجعة منذ بداية السنة.
جعلت التصريحات الإيطالية الأخيرة حول مسالة الهجرة غير النظامية من تونس "منطقة خطر ومصدر للهجرة" غير النظامية امام مواصلة تونس لعب نفس الدور واتخاذ نفس المقاربات الأمنية والزجرية ، رمضان بن عمر الناطق الرسمي باسم المنتدى التونسي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية في تصريح لجريدة "المغرب" قال مآسي الهجرة غير النظامية لا تنتهي فقد سجلت سواحل صفاقس فاجعة بحرية أخرى حيث غرق مركب على متنه قرابة 38 مهاجرا غير نظامي من جنوب الصحراء تم إنقاذ 5 افراد وإنتشال جثث 5 اخرين في حين اعتبر البقية في عداد المفقودين وهذه الحادثة تعد اكبر مأساة منذ بداية السنة.
هذه الحوادث وفق بن عمر تجعل من المتابعين لمثل هذه القضايا يتوقعون موجة هجرة كبيرة وخاصة من قبل المهاجرين من جنوب الصحراء خاصة اثر تصريحات شهر فيفري بخصوصهم وبالتالى ستشكل الهجرة بالنسبة إليهم عملية فرار جماعي انطلاقا من تونس . وأضاف بن عمر أن شبكات التهريب ستستغل هذا الظرف وستستعمل وسائل غير آمنة. وأفاد الناطق الرسمي باسم المنتدى في نفس السياق أنه منذ بداية هذه السنة سجل منع أكثر من 10 آلاف و889 شخصا وهو رقم أكثر عشر مرات من ارقام 2021 وأكثر ثلاث مرات من ارقام 2022. و اذا دل ذلك على شيء فهو يدل على وجود مقاربة أمنية ناجعة على طول السواحل التونسية وهو ما يفسر فيها الاستعداد الايطالي لمساعدة تونس لمنع تدفق المهاجرين غير النظامين ، مع الاشارة إلى أن هذه السنة ستكون مشاركة مكثفة للمهاجرين التونسيين مع تحسن الطقس والعوامل المناخية
. الخوف اليوم هو تكرار نفس المآسي في ظل غياب مقاربة للانقاذ والبحث مقابل إعطاء الأولوية للمنع والزجر واستعمال عمليات الصد االخطيرة ضد المهاجرين
كما أكد بن عمر أن المنتدى يرفض "الابتزاز" الأوروبي وما وصفه بعملية التلاعب وتضخيم الأرقام وكأن الخطر قادم من تونس . وفق بن عمر لا بد أن تعتمد تونس على سياسة تحفظ حقوق الإنسان مع مقاربات اكثر انسانية وان ترفض لعب دور الحارس للحدود الأوروبية والا تتحول الى منصة لإنزال المهاجرين غير النظاميين وتتحمل العبء ، لان مسالة الهجرة غير نظامية لدول الصحراء ليست قضية تونسية بل هي قضية مرتبطة بالسياسات الأوروبية وعلى هذه الدول تحمل تبعاتها.
هذا وقد كشف حسام الدين الجبابلي الناطق باسم الادارة العامة للحرس الوطني امس الخميس 23 مارس 2023 ان وحدات من الحرس البحري انتشلت منذ يوم أمس الاربعاء الى حدود الساعة الثانية والنصف من اليوم بسواحل ولايتي صفاقس والمهدية 5 جثث قال انها لمهاجرين من دول افريقيا جنوب الصحراء. وأضاف الجبابلي في تدوينة نشرها بصفحته على موقع فايسبوك ان وحدات الحرس احبطت من جهة أخرى 30 محاولة هجرة غير نظامية (حرقة) مشيرا الى انه تم ايقاف 2034 “حارقا” من بينهم 9 تونسيين.
