يعرف توماج صالحي بأغانيه الملتزمة والمنتقدة للنظام الإيراني. تم توقيفه ووضعه في السجن منذ 31 أكتوبر/تشرين الأول الماضي في طهران. ويواجه عقوبة الموت بتهمة نشر "الفساد في الأرض" وهي من بين التهم الخطيرة والقاسية التي يمكن أن توجه لشخص ما في هذا البلد. كما أنه أيضا متهم بـ "التجسس لصالح حكومات أجنبية". 

ألقي القبض عليه بعد مرور شهر تقريبا على وفاة مهسا أميني، إحدى رموز الثورة الشبابية الإيرانية التي توفيت في مركز للشرطة بعدما تم توقيفها بسبب عدم ارتدائها لباس الحجاب بشكل لائق ووفق ما ينص عليه الدين الإسلامي.

"اعترافات انتزعت بالقوة"

وبهدف التعبئة وتحسيس العالم بالمصير الذي ينتظر مغني الراب الإيراني، أكدت عمته شبنام خورسافي لفرانس 24 أن "توماج صالحي يعيش في زنزانة انفرادية منذ 152 يوما"، ويعاني من "كسور تتطلب معالجتها بسرعة".

من جهته، رفع ديلان سلاما محامي المغني الإيراني دعوى قضائية أمام مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة والمتواجد في جنيف بسويسرا.

وتهدف هذه الدعوى وفق المحامي إلى "إنقاذ حياة هذا الشاب" (يقصد توماج صالحي). وقال لفرانس24: " يمكن أن نتحرك من الخارج لأنه سيأتي وقت لن يستطيع فيه النظام الإيراني أن يبقى أصم أو أعمى إزاء ما يحدث حوله". من جهتها، قامت السلطات الإيرانية بنشر شريط فيديو يظهر فيه صالحي وهو يعتذر بشكل علني. لكن محامي المتهم يعتقد بأن "الاعترافات انتزعت منه بالقوة"

"إطلاق سراح توماجي يعني تحرير الكلمة في إيران"

وإلى ذلك، صرحت الكاتبة الإيرانية الشهيرة مرجان سترابي أن "مغني الراب توماج صالحي هو الوحيد الذي يتحدث عن الطبقة العمالية الإيرانية والمستضعفين في اغانيه".

وقالت: "كلماته لها طابع سياسي وتتسم بالأناقة ولا تدفع إلى العنف بل تنبه المجتمع وتدعوه إلى اليقظة"، مشيرة أنها "تقوم بكل ما في وسعها لكي يسترجع المغني حريته". وعبرت:" إطلاق سراح توماج صالحي يعني تحرير الكلمة في إيران". 

وأنهت:" التعبئة الدولية أتت بثمارها والدليل أن أربعة أشخاص فقط تم إعدامهم. ولو لم يكن هناك تعبئة دولية لشاهدنا آلاف الإعدامات" في البلاد.

مقتل الشابة مهسا أشعل نيران الاحتجاجات

وكان مقتل الشابة مهسا أميني بعد ثلاثة أيام من اعتقالها من طرف شرطة الأخلاق الإيرانية، الشرارة الأولى التي أطلقت نار الاحتجاجات ضد النظام الإيراني في 16 أيلول/ سبتمبر الماضي. وفي الخارج، انضمت الجاليات الإيرانية بعدد من الدول مدعمة بالمنظمات الحقوقية لهذه الاحتجاجات ضد طهران. 

وقتل المئات، بينهم عشرات من عناصر قوات الأمن، خلال احتجاجات الداخل، وتم توقيف الآلاف على خلفيتها. وبعد مرور ستة أشهر، لا يزال العنف ضد النساء الإيرانيات سيد الموقف لا سيما في الجامعات والمدارس حيث تم استهداف العديد من النساء بتسميمهن من قبل جهات مجهولة. كما لا يزال يقبع في السجون الجمهورية الإسلامية مئات من الإيرانيين والإيرانيات الذين يطالبون بالحرية والعدالة وبالعيش الكريم دون قيود دينية أو اجتماعية.

فرانس24