محمود عبدالمغنى: تجسيد «الأسد» محمد هارون وسام شرف على صدرى (حوار)

يتميز الفنان محمود عبدالمغنى، من بين نجوم جيله، بأنه صاحب بصمة خاصة تسمح له بتحويل أى دور مهما كانت مساحته إلى علامة يصعب تجاهلها أو تناسيها مع مرور الزمن، كدليل على موهبته الفطرية وعنايته الفائقة باختياراته الفنية، وهو الأداء الذى يواصله خلال الموسم الرمضانى الحالى من خلال دوره كضيف شرف فى الملحمة الوطنية «الكتيبة ١٠١» حيث يجسد شخصية أمير الشهداء العقيد محمد هارون، أحد أبطال قواتنا المسلحة البواسل، إلى جانب دور رئيسى فى العمل التنويرى «حضرة العمدة»، من تأليف الكاتب الصحفى الكبير إبراهيم عيسى، وبطولة النجمة روبى.

■ تشارك كضيف شرف فى أحداث الملحمة الدرامية الوطنية «الكتيبة ١٠١».. كيف جهزت لشخصية العقيد محمد هارون الملقب بـ«أمير الشهداء»؟

- شرف كبير وفخر عظيم أن أجسد دور الأسد وأمير الشهداء العقيد محمد هارون، الذى حصل على هذه الترقية والمرتبة بعد الشهادة، ألف رحمة ونور على روحه الطاهرة، وربنا يلهم أهله الصبر.

كنت منبهرًا ببطولته وشجاعته حتى قبل أن أقرأ أكثر وأسمع أكثر عنه، وكلما تعمقت فى تفاصيل هذه الشخصية العظيمة ازددت فخرًا وإعجابًا به، لأنه وهب حياته فداءً للوطن ولم يخش مواجهة الموت ولا الإرهابيين فى أكثر من موقعة سبقت استشهاده، وكان معروفًا بين سكان سيناء بـ«قائد كمين الجورة»، وكان مصدر رعب للإرهابيين، لكثرة عدد القتلى الذين قضى عليهم فى العديد من الحملات الوطنية.

وأعتقد أننى بذلت جهدًا كبيرًا فى مذاكرة قصة حياة هذا البطل العظيم، لأضع يدى على مفاصل الشخصية وسماتها وأسلوبها وقدمت الدور بحب وإخلاص شديدين كنوع من الوفاء والعرفان بالجميل.

■ ماذا عن ردود الأفعال مع بدء عرض الحلقات التى يظهر فيها «هارون»؟

- الحمد لله ردود الأفعال كانت قوية، خاصة بعد ظهورى فى الحلقة الرابعة وتحديدًا مشهد مكالمة التليفون بينى وبين الضابط نور الذى يجسده النجم عمرو يوسف، وفاقت التوقعات وهذا بفضل الله، وأهدى النجاح لروح الشهيد العظيم، وسعدت كثيرًا بالتعليقات وبكم الأدعية التى وصلت له بالرحمة والمغفرة، ولأهله بالصبر والسلوان.

وأنا شرفت بالمشاركة فى هذا العمل الوطنى الذى يبرز مجهودات هؤلاء الرجال العظماء البواسل لحماية سيناء والوطن العظيم، ولا أنكر أن المخرج محمد سلامة لعب دورًا كبيرًا فى خروج الشخصية بهذا الشكل، فهو مخرج يمتلك حرفية شديدة.

وبشكل شخصى ومثل ملايين المصريين غيرى عايشت الفترة بين ٢٠١٣ و٢٠١٥ حتى الوقت الحاضر وكنت شاهدًا على المعركة الحاسمة التى يخوضها جيشنا ضد الإرهاب، وهذه تفصيلة مهمة ساعدتنى على إتقان الشخصية.

وأهنئ كل القائمين والنجوم المشاركين فى هذا العمل الملحمى، فهو فى النهاية يُنسب لأبطاله وصناعه، وأنا أشارك خلاله كضيف شرف ولى كل الفخر والشرف.

■ ألم تتردد فى أن تظهر كضيف شرف دون أن تنظر لحجم الدور؟

- نهائيًا.. لم أتردد ثانية، أنا أهتم بالكيف وليس بالكم، خاصة فى الأعمال الوطنية التى توثق بطولات رجال الجيش والشرطة الشرفاء، وتكون بالنسبة لى المشاركة فيها ولو بمشهد واحد أو تجسيد دور أسد من أسود سيناء فخر وشرف عظيمين ووسام اعتزاز على صدرى.

وأتمنى أن أكون دومًا عند حسن ظن المشاهدين وأن أكون جديرًا بالمسئولية وتقديم الشخصية للجمهور بشكل جيد، والحمدلله مشاهدى لاقت ردود أفعال فاقت توقعاتى، وأعتبر ذلك نجاحًا كبيرًا وبطولة بالنسبة لى، خاصة أن العقيد محمد هارون بطل من الشرفاء الذين ضحوا بأرواحهم للحفاظ على سلامتنا جميعًا وسلامة أرض الفيروز وطننا الحبيب مصر و«الكتيبة ١٠١»، وباستشهاده حملنا مسئولية رفع الوعى لدى الشعب المصرى والتحذير من مخاطر الفكر الإرهابى العقيم.

■ وما أهمية وجود الأعمال الوطنية فى الموسم الدرامى الرمضانى من وجهة نظرك؟

- إنتاج أعمال درامية وطنية بوجه عام يسهم بشكل مباشر فى بث الروح الوطنية، وفى رمضان بوجه خاص، لأن كل أسرة تجتمع على مائدة واحدة وتكون فرصة مهمة وعظيمة لبناء جيل واعٍ وتعريف النشء بأبطال الجيش والشرطة وبطولاتهم والتضحيات التى يقدمونها فى سبيل الوطن وأرض الفيروز.

كما أن الدراما الوطنية مهمة للأجيال التى لم تعاصر الأحداث، لأنها تقدم لهم سردًا تاريخيًا بشكل أكثر سهولة وتأثيرًا لتوثيق قصص بطولات الجيش المصرى العظيم وغيرها من الأحداث الواقعية التى تسهم فى الارتقاء بالوعى، وهنا الشكر موصول للشركة المتحدة للخدمات الإعلامية التى تهتم بإنتاج أعمال درامية تسهم فى الارتقاء بالوعى وتعزز قوة مصر الناعمة.

■ تلعب دورًا رئيسيًا فى مسلسل «حضرة العمدة» فما كواليس مشاركتك فى العمل؟

- تحدث معى الصديق والأخ العزيز المنتج ريمون مقار، الذى أثق فى أن اختياراته وأعماله دائمًا تكون ثرية بالتفاصيل المميزة، فقد تعاونا معًا من قبل فى مسلسل «ظل الرئيس» الذى جرى إنتاجه عام ٢٠١٧، وحقق نجاحًا كبيرًا، ومنذ ذلك الوقت وأنا علاقتى بمجموعة فنون مصر علاقة ممتدة وقوية وعلى تواصل دائم مع ريمون مقار ومحمد محمود عبدالعزيز بحكم الصداقة والأخوة التى تجمعنا، وكنا فى انتظار الدور المناسب، إلى أن جاء مسلسل «حضرة العمدة» الذى وجدته ثريًا بكل تفاصيله وأحداثه الاجتماعية والثقافية والسياسية والاقتصادية الهامة وتصحيح لأفكار مغلوطة كثيرة.

ومع قراءة الأحداث باستفاضة أعجبت كثيرًا بالورق والخطوط الدرامية الخاصة بكل الشخصيات وأحداث المسلسل أثارت إعجابى جدًا، ووجدته وجبة درامية دسمة من وجبات المؤلف إبراهيم عيسى، الذى سعدت وتشرفت بالتعاون معه للمرة الثانية بعد مشاركتى فى فيلم «صاحب المقام»، ومن ثم توكلت على الله ووافقت على تقديم شخصية «جمال صبرة» فى الأحداث، إضافة إلى أننى تمنيت العمل مع المخرج الكبير الأستاذ عادل أديب منذ فترة طويلة، لأنه أحد أهم المخرجين على الساحة.

■ ما الذى جذبك لتقديم شخصية «جمال صبرة»؟ وما الاستعدادات التى أجريتها لتتقمص الشخصية بإتقان؟

- المسلسل «اجتماعى وإنسانى»، وأُعجبت كثيرًا بـ«جمال صبرة» الملىء بالتفاصيل، فهو فنان تشكيلى ونحات ورسام، وهو شخصية تمر بظروف صعبة وقاسية جدًا ويواجه بعض الاتهامات الباطلة التى تنغص عليه حياته، إضافة إلى ظروف حياتية صعبة جعلته فى عزلة تامة.

وبمجرد الانتقال إلى قرية «تل شبورة» ينفتح على ناسها ويكون له مرسم خاص، ويخرج فيه كل طاقته ويُعلم أهالى القرية الرسم والخزف والنحت والسجاد اليدوى، ومن ثم ينخرط فى هذا العالم الملىء بالتفاصيل والقضايا والهموم، وأعتقد أن هذا واضح بشكل كبير منذ انطلاق أولى الحلقات.

تدربت على الشخصية ومحتواها وأبعادها لفترة قبل التصوير، وذاكرت التفاصيل الخاصة بتركيبة شخصية «جمال صبرة»، وتعلمت مسكة الريشة والتلوين، وتخيلت أننى «جمال صبرة» فعلًا، وهذه طريقتى الخاصة عند تقديم أى دور فى عمل فنى، دائمًا أسعى لتحليل وفهم الدور والشخصية وفقًا لطبيعة حياته وقدرته على التأقلم مع الظروف المتغيرة من حوله وأبعادها من جميع الجوانب لتتم تأديتها وتقديمها بشكل مميز يجذب المشاهدين ويترك بصمة خاصة فى ذاكرة الجمهور.

وبمجرد انطلاق التجهيزات ودخول موقع التصوير شعرت بأن كل الأجواء من حولى تجعلنى أتمسك بالشخصية بشكل أكبر، فقد تم بناء قرية كاملة تحمل اسم «تل شبورة» على مساحة ٤.٥ فدان، داخل مدينة الإنتاج الإعلامى لتقديم العمل بصورة مبهرة للجمهور، وهنا وجب الشكر للشركة المنتجة «فنون مصر» والشركة المتحدة، لأنهما لم تبخلا على العمل بأى شىء ليخرج المسلسل بالشكل الذى يليق بالجمهور على أكمل وجه.

■ يمكن أن نصف شخصية «جمال صبرة» بالفنان التنويرى، فهل يمكن للفن أن يتصدى للجهلاء والأفكار البالية؟

- نعم شخصية «جمال صبرة» خير مثال على أهمية الفن كسلاح قوى وفعال فى مواجهة الجهلاء، وأصحاب الأفكار البالية الذين يحاولون فرض آراءٍ من عصور ظلامية، والرسالة للمشاهد تكمن فى قول واحد «لا تكن لعبة بين أيديهم وعش بفطرتك ولا تخالفها.. ادعم الفنون والأعمال الفنية والثقافية الهادفة والداعمة للإنسان السوى، لا الإنسان المخالف للطبيعة الإلهية، فالفن هو لغة الشعوب ومرآة المجتمع والسلاح القوى ضد أى تيارات وأطياف لا تؤمن فى العموم بذلك، فلا تسمح لهم بسرقة الفن وتشويهه».

■ وكيف تلقيت ردود الأفعال بعد عرض جزء كبير من الحلقات؟

- الحمد لله أتلقى ردود أفعال قوية عن المسلسل بشكل يومى، خاصة مع تصاعد الأحداث ومناقشة العديد من القضايا المهمة الملموسة بشكل مباشر وقوى، سواء من الجمهور فى الشارع أو من رسائل مواقع التواصل الاجتماعى المختلفة، وتداول مشاهد العمل، وبعض الجهات المسئولة مثل المجلس القومى للمرأة خصوصًا بعد أن ناقشنا مشكلات مهمة مثل الهجرة غير الشرعية، إضافة إلى رسائل الزملاء فى الوسط الفنى الذين عبروا عن سعادتهم بالتجربة بشكل عام.

وأتمنى أن تكون الرسائل وردود الأفعال مستمرة حتى عرض الحلقة الأخيرة من العمل، وأن نكون عند حسن ظن الجمهور، خاصة أنه ستكون هناك مفاجآت غير متوقعة بالمرة خلال الحلقات المقبلة.

■ كيف وجدت التعاون الأول مع المخرج عادل أديب، وتكرار التعاون مع روبى؟

- التعاون مع الأستاذ عادل أديب مريح جدًا، سعيد جدًا بتعاوننا معًا للمرة الأولى فهو مخرج واع ومتمكن وله باع طويل فى تاريخ الدراما المصرية، دائمًا أعماله تحمل بصمة خاصة، كما أنه يهيئ الأجواء فى الكواليس وأمام الكاميرا يعطى الفنان مساحته لإخراج أفضل ما لديه، وأتمنى تكرار التعاون معه فى أعمال أخرى.

أما روبى، بالنسبة لى أخت وصديقة، وعلى المستوى الشخصى والإنسانى شخصية جميلة جدًا والتمثيل معها ممتع للغاية، بالتأكيد سعيد بتكرار التعاون معها بعد تقديمنا فيلم «حملة فرعون»، فهى على المستوى المهنى مؤثرة بشكل مميز ولافت فى الأعمال التى تقدمها، هى إنسانة جميلة وطيبة وبنت أصول وملتزمة جدًا بمواعيدها.

■ ما توقعاتك لشكل المنافسة الدرامية هذا العام؟

- لا أفكر فى التنافس ولا يشغلنى ولا أفضل كلمة المنافسة من الأساس، كل ما يشغلنى وأسعى إليه هو تقديم أعمال هادفة جيدة تليق بحجم جمهورى وثقتهم فىّ.

والمنافسة الحقيقية تكمن فى الفنان الذى يسعى لتنوع الشخصيات التى يجسدها وتطوير أدائه حتى وإن قدم نفس التيمة، فمثلًا سبق أن قدمت شخصية الضابط أكثر من مرة فى أعمال كثيرة، منها «العائدون» و«السرب»، وغيرهما، وأعتقد أن تقديم كل شخصية كان مختلفًا تمامًا.

وهذا أمر صعب فى محاولة ألا يكرر الفنان نفسه، وأتمنى من خلال هذه الأدوار، أن أكون قد صنعت اختلافًا فى الأدوار؛ لكن دعينى أؤكد لك أن حالة التنوع فى الأعمال الدرامية هذا العام مبهرة بين الوطنية والاجتماعية والتراچيدية والكوميدية، وهذا يثرى الصناعة ويسمح للجمهور باختيار الأنسب والمقنع.

تاريخ الخبر: 2023-03-31 21:21:49
المصدر: موقع الدستور - مصر
التصنيف: سياسة
مستوى الصحة: 50%
الأهمية: 51%

آخر الأخبار حول العالم

مجلس الحكومة يصادق على مقترحات تعيين في مناصب عليا

المصدر: موقع الدار - المغرب التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2024-05-02 18:25:15
مستوى الصحة: 58% الأهمية: 54%

مركز دراسات مصري : المغرب رائد إقليمي في مجال صناعة السيارات

المصدر: موقع الدار - المغرب التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2024-05-02 18:25:06
مستوى الصحة: 48% الأهمية: 70%

المزيد من الأخبار

مواضيع من موسوعة كشاف

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

تحميل تطبيق المنصة العربية