بعد وفاة المسرحي جواد.. وزير الثقافة أمام المساءلة البرلمانية والمطالبة باستقالته


بعد أسبوع من إضرامه النار بنفسه احتجاجا على وزارة الثقافة في الرباط، توفي المسرحي أحمد جواد، بمستشفى ابن سينا الجامعي بالرباط، بعد محاولته إنهاء حياته الاثنين الماضي.

 

هذا الحادث دفع رئيس فريق التقدم والإشتراكية بمجلس النواب، رشيد حموني، إلى طلب جواب من وزير الشباب والثقافة والتواصل، محمد بنعسيد، حول الخلفيات الحقيقية وراء انتحار موظف فنان إثر إضرام النار في جسده أمام مقر الوزارة.

 

وقال حموني، إنه “قبل أيام، أقدم موظفٌ متقاعد وفنان مسرحي على إحراق نفسه في الشارع العام أمام الباب الرئيسي لمقر وزارة الشباب والثقافة والتواصل -قطاع الثقافة-، قبل أن يُعلَنَ في وقتٍ لاحقٍ عن وفاته، رحمه الله، بالمستشفى الذي كان يُتابِع علاجه به متأثرا بالحروق التي أصابت جسده”.

 

وأضاف أن “الوزارة، باعتبارها طرفا رئيسًا في هذه الواقعة، قد أصدرت بلاغاً سريعاً تُوضح فيه حيثيات الحادثة، وذلك قبل فتح أيِّ تحقيقٍ بخصوص الحادث المؤلم، وحيث كان المواطِنُ المعني، على ما يبدو، يُوجد في وضعية طبية حرجة لا تسمح له بالإدلاء بأقواله وتوضيحاته”.

 

وقال حموني: “يُستَشَفُّ من بلاغكم المذكور أن وزارتكم تُقِرُّ بوجود علاقة شغل، وبمعاملات مهنية ومالية، بينها وبين الفنان الذي أحرق نفسه بشكلٍ مفجع، للأسف الشديد. وهو الأمر الذي يثير تساؤلات عن حقيقة الملابسات والمبررات التي دفعت هذا المواطن إلى أن يصل إلى كل هذه الدرجة من اليأس المُفضي إلى الإقدام على الانتحار من خلال إضرام النار في جسده”.

 

وأبرز أنه “في غياب التحقيق ونتائجه إلى حد الآن حسب علمنا، وإلى جانب الروايات والتأويلات التي تتحدث عن “الابتزاز” أو “مشاكل مرتبطة بالصحة النفسية” للراحل تغمده الله بواسع رحمته، هناك أيضاً تأويلاٌ أخرى تذهب في اتجاه أن المعني بالأمر، الذي أحيل على التقاعد في أكتوبر 2021، ربما فعلاً كان يعاني وضعاً اجتماعيا أوصله إلى حالة قصوى من الإحساس بالغبن (وهو ما نبهنا إليه في فريق التقدم والاشتراكية دائماً في ظل الغلاء الفاحش للأسعار وتدهور القدرة الشرائية للمغاربة)، أو يكون قد تعرض إلى حيفٍ طال مساره المهني أو الفني أو مستحقاته المالية، سواء كموظف متقاعد أو كفنان مسرحي”.

 

وأكد النائب البرلماني، أنه “ورفعاً لأيِّ التباسات قد تحيط بالموضوع، وتفاديا لأي استغلالٍ للواقعة المفجعة، نسائلكم عن الإجراءات التي ستتخذونها من أجل فتح تحقيقٍ إداري شفاف بخصوص الحادث لتوضيح ملابساته وخلفياته الحقيقية؟ وأيضاً، حول الحيثيات المرتبطة بالوضعية المادية للمعني بالأمر في علاقته المهنية والمالية بوزراتكم؟”.

 

من جه أخرى، حمل المرصد المغربي للثقافة وزارة الثقافة مسؤولية الوفاة المأساوية للفنان أحمد جواد، معتبرا الوفاة “عارا كبيرا في رقبة الوزارة، ستسجله ملفات التاريخ النزيه، وستدينه المواثيق الأخلاقية، ولن يزين جنباته صمت الجبناء، والطامعين، والأفاقين”.

 

وجاء في رسالة للمرصد بعنوان “سؤال إلى وزير الثقافة.. من قتل أحمد جواد؟!” أن “هذا الفنان لم يمت كما يموت خلق الله، بل مات غدرا؛ غدرته المؤسسات، وغياب الرؤية، وغدره المُبخسون لكل ما هو جميل ونبيل فينا، وغدته الشعارات البائسة لوزارة عاجزة عن الفعل، وغدره صمت من ينبغي أن يتكلموا، وخذلان المتفرجين”.

 

وسجل المصدر نفسه، أن الموت التراجيدي للفنان المسرحي والفاعل الجمعوي أحمد جواد، حدث بعدما يئس من وضع غامض زاده الوزير الحالي للثقافة والمؤازر بحكومته التباسا.

 

واعتبر المرصد أن الوزير لا يُقدر تكلفة سوء التدبير على المدى القريب والبعيد، حينما يمارس حوار الصم والهروب إلى الأمام بلا أفق واقعي في حالات لا تتطلب سوى الإرادة الفعلية والشراكة الحقيقة مع الفاعلين.

 

وأضافت الرسالة “اختار المسرحي والمبدع والمنشط الثقافي أحمد جواد، في المواجهة، الحل الأصعب بأن رمى دمه”المغدور” في عُنق الحكومة الحالية وعلى القميص “الأبيض” للوزير… ليبقى لطخة دائمة لا تزيلها الخطب، ولن يدكّها جرّار لا يحرث سوى اليأس الفظيع”

 

واعتبر المرصد أنه “لو كُنّا في بلد تحترم فيه الحكومة المواطن ونفسها، لقدّم وزير الثقافة استقالته اعترافا بعدم قدرته على تدبير قطاع حيوي برؤية بعيدة عن الضيق الحزبي وحساباته المحدودة، أو تتم إقالته ويُحاسب على هذا، وعلى كل ما يقع للثقافة المغربية في هذه الفترة”.

 

وأكد المصدر نفسه، أن القتل المادي والمعنوي ما زال مستمرا، ونتائجه فيما جرى من حالات أبرزها أن يحرق فنان جسمه في إشارة إلى اليأس المحموم الذي يدفع إليه صمت المسؤولين، وإهمالهم للقضايا والملفات. منتقدا “بشدة ما يقع من إذلال عبر فرض الغلاء غير المسبوق للمواد المعيشية الأساسية، وتجميد الأجور ومناصب الشغل، والتراجع الممنهج عن المكتسبات السابقة”.

 

وأشار المرصد إلى أن “المغرب لم يسبق أن عاش بهذا الشكل منذ الاستقلال، كما أن ما حدث، ويحدث للثقافة المغربية، وللنخبة في كل المجالات والتخصصات، والتي هي رأسمال وطني حقيقي ومتطور لا غنى عنه، لم يسبق للمغرب أن عاشه بهذا السوء والعبث، ولو في أحلك الظروف، وأزمنة الرصاص”.

تاريخ الخبر: 2023-04-03 21:25:49
المصدر: الأيام 24 - المغرب
التصنيف: سياسة
مستوى الصحة: 70%
الأهمية: 73%

آخر الأخبار حول العالم

هكذا كانت ردة فعل عائلة الدكتور التازي بعد النطق بالحكم

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-04 03:26:03
مستوى الصحة: 48% الأهمية: 68%

هكذا كانت ردة فعل عائلة الدكتور التازي بعد النطق بالحكم

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-04 03:26:08
مستوى الصحة: 50% الأهمية: 57%

فرحة عارمة لابن الطبيب التازي بعد الإعلان عن مغادرة والده للسجن

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-04 03:26:00
مستوى الصحة: 55% الأهمية: 62%

فرحة عارمة لابن الطبيب التازي بعد الإعلان عن مغادرة والده للسجن

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-04 03:25:52
مستوى الصحة: 54% الأهمية: 61%

المزيد من الأخبار

مواضيع من موسوعة كشاف

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

تحميل تطبيق المنصة العربية