محمد رسول الإسلام صلى الله عليه وسلم، خاتم الأنبياء والمرسلين، و رسالته وشريعته خاتمة الرسالات و الشرائع ، و نهضته هي النهضة الكبرى الّتي مهّد لها الأنبياء والرسل السابقون، وقد فتحت هذه النهضة الإلهية صفحة جديدة في حياة البشرية ، وغيّرت مسار التاريخ الإنساني تغييراً جذرياً ، و أسست حضارة كبرى لا تزال أمواجها رغم مرور أربعة عشر قرناً حية نابضة فاعلة ، تهزُ الضمائر ، وزتتفاعلُ مع العقول.
ولا شك أنّ هذه المهمة ليست عملا بسيطاً ولا مهمّة سهلة، فقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعو إلى الله على نورٍ من ربه، ويصبر على الأذى في سبيل دعوة الإسلام، وصبره تمثل في أحداث كثيرة تمَّت في حياته في مواجهته للكفار و المشركين و المنافقين، و أذيتهم رافقها صبره عليه السلام على كل ذلك في جوانب كثيرة، فقد صبر على الاستهزاء به ، و أوذي في جسده و بدنه واتهم بالسحر و الجنون و الكذب ، لكنه صبر على كل ذلك من اجل إيصال الرسالة الإلاهية ونشر دين الحق في العالم أجمع.
وكان الكفار ينتظرون نهايته، و موته حتى تدفن دعوته في مهدها، ولا تقوم لها قائمة، لكن الله تولى الرد عليهم، حتى انتشر الدين الإسلاميّ في كافّة بقاع الأرض، وغطّى أجزاءً كبيرةً من أنحاء البسيطة، حيث إنَّ عدد المُسلمين في العالم يزداد يوماً بعد يوم، وقد ذكر النّبي عليه الصّلاة والسّلام ذلك في حديثه المأثور بقوله: “ليبلغَنَّ هذا الأمرُ (أي الإسلام) ما بلغ الليلُ والنهارُ، ولا يتركُ اللهُ بيتَ مدرٍ ولا وبرٍ إلا أدخله اللهُ هذا الدينَ بعزِّ عزيزٍ أو بذلِّ ذليلٍ، عزًّا يعزُّ اللهُ به الإسلامَ وأهلَه، وذلًّا يذلُّ اللهُ به الكفرَ” ، والمقصود بهذا الحديث أنّ كل منطقة من الأرض يصلها اللّيل و النّهار، وكل منطقة من مناطق العالم مهما قَرُبَت أو ابتعدت، مهما كبُرت أو صغرت سينتشر فيها الإسلام ويصل إلى ركنٍ من أركانها بعزّ عزيزٍ أو بذلِّ ذليل، فسيصل الإسلام إمّا بالفتوحات الإسلاميّة، أو يكون انتشاره دون حربٍ بقدرة الله عزّ وجلّ.
ونحن اليوم في 12 رمضان ، لسنة 2023 ميلادية تشير التقديرات إلى أن عدد المسلمين حول العالم تخطى 2 مليار و 6 مليون مسلمة ومسلم، وهو ما يمثل أكثر من 25 في المائة من إجمالي عدد سكان العالم الذي تجاوز 8 مليار نسمة. و هو ثاني أكبر ديانة في العالم، حيث أنه جزء من النظام الرسمي في 26 دولة في آسيا وإفريقيا والشرق الأوسط .
وقال موقع “جلوبال مسلم بليوشن” إن دين الإسلام يعد ثاني أكبر ديانة في العالم من حيث عدد الأتباع بعد المسيحية، موضحًا أن انتشار الإسلام أسرع من نمو أي دين آخر في جميع أنحاء العالم.
وأضاف الموقع أن الأشخاص المسلمون يتواجدون في كل أنحاء العالم، إلا أن أكبر تجمع للمسلمين في منطقة آسيا والمحيط الهادئ، ويشمل البلدان التالية إندونيسيا وباكستان والهند و بنجلاديش، كما أن هناك تجمعات كبيرة من السكان المسلمين في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، إلى جانب إفريقيا جنوب الصحراء,، بينما هناك مجتمعات إسلامية متنامية من المسلمين في أوروبا وأمريكا الشمالية، لاسيما في المناطق الحضرية.
